البحرية الروسية "ترفع رأسها" مجددًا.. ورسالة أمريكية "خاطئة" للصين

البحرية الروسية "ترفع رأسها" مجددًا.. ورسالة أمريكية "خاطئة" للصين

واصلت صحف عالمية صادر، صباح اليوم السبت، تسليط الضوء على تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأشارت الصحف إلى ما أسمته عودة القوية للبحرية الروسية إلى هذا الصراع بعد الانتكاسة التي تعرضت لها إثر إغراق المدمرة "موسكفا" من قبل القوات الأوكرانية، في نيسان/أبريل الماضي.

وتطرقت التقارير أيضًا إلى المسيرات الإيرانية التي تستخدم في أوكرانيا، قائلة إن طهران تستعرض نفوذها خارج منطقة الشرق الأوسط ما يثير قلق الأوروبيين والأمريكيين.

كما عرجت على نية الولايات المتحدة سحب طائرات "إف 15" من منطقة أوكيناوا اليابانية، مبينة أن هذه الخطوة تبعث برسالة خاطئة إلى الصين.

عودة القوة البحرية الروسية

قالت صحيفة "تايمز" البريطانية إن البحرية الروسية ترفع رأسها مرة أخرى في الحرب، بعد إهانتها في الهجوم الذي أدى إلى إغراق المدمرة "موسكفا"، في نيسان/أبريل الماضي.

وأضافت الصحيفة في تقرير: "عاد الأسطول الروسي في البحر الأسود بـ12 مدمرة حربية وغواصة، والتي اصطفت لإطلاق الصواريخ على محطات الطاقة ومواقع أخرى للبنية التحتية الأوكرانية".

وتابعت: "منذ غرق المدمرة موسكفا في أبريل، والتي تم رصدها خلال القيام بدوريات بحرية داخل مدى صواريخ نبتون الأوكرانية المضادة للسفن، فإن أسطول البحر الأسود الروسي كان مهمّشًا إلى حد كبير بقرار من القادة الروس، خوفًا من ضربات أخرى كبيرة ضد السفن الحربية الروسية".

وأردف التقرير: "ورغم ذلك، وتحت قيادة الجنرال سيرغي سوروفكين، القائد الأعلى الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، فإنه يبدو أن هناك قرارًا بإشراك أسطول البحر الأسود على نطاق أوسع أكثر مما كان عليه الوضع في الشهور الأخيرة".

وبين أن "سوروفكين، جنرال سلاح الجو البالغ من العمر 56 عامًا، أظهر حماسه لاستهداف البنية التحتية المدنية، خلال الضربات الروسية ضد قوات المعارضة المناهضة للنظام في سوريا العام 2019".

وقالت الصحيفة: "الآن يبدو أن الجنرال الروسي استعان بكل الأصول العسكرية الروسية في أوكرانيا والبحر الأسود، للتركيز على تدمير منشآت الطاقة الأوكرانية".

وأشارت "تايمز" إلى أن "أسطول البحر الأسود الروسي، الذي انسحب إلى مياه أكثر أمانًا، أو عاد إلى موانئه، بعد خسارة موسكفا، يملك الآن فرقاطتين من طراز Grigorovich، و4 طرادات من طراز Buyan-M، جميعها مسلحة بصواريخ "كاليبر" بعيدة المدى، التي تعمل أمام سواحل أوكرانيا".

إيران تستعرض النفوذ

وفي سياق متصل، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المسيّرات الإيرانية في أوكرانيا تستعرض نفوذ طهران خارج الشرق الأوسط، وتمثل اختبارًا للولايات المتحدة وأوروبا.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن "استخدام روسيا للطائرات المسيرة الإيرانية على نطاق واسع في أوكرانيا يمثل تهديدًا متصاعدًا للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، حيث تعمل إيران على استعراض قوتها العسكرية خارج الشرق الأوسط".

وأشارت إلى أن "سلسلة الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية جعلت طهران أهم حليف عسكري بالنسبة لموسكو، خلال حملتها المتعثرة في أوكرانيا، وألقت الأضواء على كيفية نجاح إيران في تصنيع أحد أنجح أساطيل الطائرات المسيّرة في العالم رغم سنوات العقوبات الغربية".

ونقلت عن الدكتور جيمس روجرز، الأستاذ المساعد لدراسات الحرب في جامعة الدنمارك الجنوبية، قوله: "أصبحت الطائرات المسيّرة رأس الحربة بالنسبة لاستعراض النفوذ الإيراني عالميًا. وتملك إيران أحد أقدم برامج الطائرات المسيّرة في العالم، ويمكن القول إنها أكثرها فاعلية".

وأضافت: "في الوقت الذي ركّز فيه المجتمع الدولي طوال سنوات على محاولة تقييد البرنامج النووي الإيراني، قامت طهران ببناء جيش من الطائرات المسيّرة، والتي وصلت إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث طالت الاتهامات إيران ووكلاءها بتنفيذ هجمات على القوات الأمريكية في سوريا، والسفن التجارية في بحر العرب، إلى المدن الإسرائيلية، وصناعة النفط في السعودية".

ورأت الصحيفة الأمريكية أنه رغم قيام الدول الغربية التي فرضت عقوبات موسعة على إيران، فإن "طهران أثبتت قدرتها في على الاعتماد على سلسلة إمداد عالمية أوسع نطاقًا، كي يكون لها أسطول من الطائرات المسيرة، بعيدًا عن القيود الغربية".

ونقلت عن خبراء أسلحة قولهم إن إيران استطاعت إجراء تعديل هندسي على طائرة مسيّرة إسرائيلية، استولى عليها حليفها اللبناني حزب الله، في تطوير طائرة استطلاع مسيرة، بينما تتحمل أوكرانيا الآن عبء صناعة الطائرات المسيّرة المتقدمة في إيران، ما يحول البلاد إلى ساحة اختبار للأسلحة الإيرانية.


رسالة أمريكية خاطئة إلى الصين

من جهتها، قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن الولايات المتحدة ستقوم بسحب طائرات "إف 15" من أوكيناوا اليابانية، في خطوة تتعرض للكثير من الانتقادات، لأنها تبعث رسالة خاطئة إلى الصين.

وأضافت الصحيفة: "تخطط القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطولها بالكامل من طائرات إف 15 في أوكيناوا اليابانية بقوة تعمل بالتناوب، في تغيير يخشى مسؤولون أمريكيون ويابانيون أن يبعث رسالة خطيرة إلى الصين حول الردع".

ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن "القوات الجوية الأمريكية ستسحب سربين من طائرات إف 15 إيجل القديمة، التي تمركزت بشكل دائم في قاعدة كادينا الجوية في أوكيناوا".

وأوضحت المصادر أن "هذه الخطوة أثارت قلق بعض الأطياف في الحكومة اليابانية ووزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، لأن القوات الجوية لا تنوي استبدالها بوجود دائم على المدى القريب".

واستكملت الصحيفة في تقريرها: "ستشمل هذه الخطوة نصف مقاتلات القوات الجوية في اليابان البالغ عددهم حوالي 100، وهي جزء من برنامج التحديث، يشعر منتقدو القرار بالقلق بشأن الفجوات المحتملة، التي يمكن أن تضعف القدرة على ردع الصين".

ونقلت عن ديفيد دبتولا، طيار إف 15 المتقاعد، ونائب قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، قوله إن "الرسالة إلى الصين تتمثل في أن الولايات المتحدة ليست جادة في علاج نقص قواتها العسكرية، وسيؤدي ذلك إلى تشجيع بكين على اتخاذ المزيد من الإجراءات الدراماتيكية".

وبحسب "فاينانشال تايمز"، فإن "منتقدين يرون أن هذه الخطوة تقوض شعار البنتاغون بأن الصين هي التهديد الأكثر إلحاحًا، حيث يقول إريك ساييرس، خبير الشؤون الآسيوية في معهد أمريكان انتبرايز".

وتابعت: "إنه هذا أسلوب محبط، أن يتم استخدام لغة حول أهمية آسيا، وفي نفس الوقت تسير الأفعال في الاتجاه المعاكس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com