لم تهدأ العاصفة التي أثارها تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين حذر من "حمام دم" إن لم يفز في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ردود فعل وقراءات عدة تناولت التصريح، بينها ما وجد في التحذير "رسالة مشفرة" من ترامب تفيد بأنه مستعد لإعادة سيناريو ما يعرف في الولايات المتحدة بأحداث 6 يناير، غير المسبوقة في البلاد، والتي أعقبت الإعلان عن خسارة ترامب.
بينما أعلنت حملة ترامب أن العبارة جاءت في سياق حديث عن الاقتصاد، وكانت تعني أن البلاد ستشهد تدهورا في حال فوز الرئيس الحالي جو بايدن، وخسارة ترامب.
في دوامة الانتخابات
وفي وقت تستعد فيه البلاد للانتخابات، فإن تلك العبارة ما كان ممكناً أن تمر دون استثمارها حتى النهاية، ووسط الجدل التقط الديمقراطيون تصريح ترامب، ليقدموا قراءة أخرى له، إذ أعلنت الحملة الانتخابية لبايدن أن استخدام ترامب لكلمة "حمام دم" يشير إلى أن أنه "يريد 6 يناير آخر".
ومضى المتحدث باسم الحملة، جبمس سينجر، نحو مزيد من الانتقاد لترامب قائلاً إن الأخير سيمنى بهزيمة لأن الأمريكيين "مستمرون في رفض تطرفه، وحبه للعنف، وتعطشه للانتقام".
بينما ردت حملة ترامب لتقول إن الأخير كان يتحدث عن عمال صناعة السيارات، وأن المعنى الذي قصده هو أنه سيكون هناك "حمام دم" بالمعنى الاقتصادي، لتلك الصناعة والعاملين فيها.
شبح 6 يناير
شبكة "CNN" أعادت نشر تغريدة على موقع الرئيس في منصة "إكس" تبدو الرسالة فيها أكثر وضوحاً، إذ ينقل الحساب عن ترامب القول: "يوم الانتخابات القادم هو أهم يوم في تاريخ أمتنا، إذا لم يتم انتخابي فـ لن يكون هناك انتخابات بعد الآن، أو على الأقل لن تكون كما نعرفها".
وهو تهديد يعني سياقاً آخر مختلفاً تماماً عما أعلنته حملة ترامب من أنه يتحدث عن "حمام دم اقتصادي"، إذ أن الرجل يتحدث عن أن البلاد "لن تشهد انتخابات أخرى" إن يفز هو.
ويمثل ذلك الاعتقاد آراء كثيرين في البلاد، ممكن عايشوا أحداث اقتحام الكابيتول عام 2021، التي بدت طارئة على البلاد، والتهديد الذي شكلته تلك الأحداث وقتها على البلاد، إذ قدمت صورة أخرى للبلاد التي تحرص دوماً على مشاهد الانتقال السلمي الديمقراطي بين ولايتين ورئيسين.
والواقع أن الانتخابات القادمة تعد حاسمة بالنسبة لترامب الذي يواجه أزمات واتهامات أوصلته إلى القضاء، وتبدو جميع تحركاته تسير في اتجاه أنه الرئيس القادم، وهو ما وعد به منذ خسارته في الانتخابات السابقة التي شهدت تشكيكاً في نتائجها وهو ما حسمه القضاء فيما بعد، قبل أن يستخدم ترامب ورقة أخرى، إذ تبين أن لديه مؤيدين ممن يتبعون الأوامر حتى لو كانت تعارض الدستور والقوانين، ليسجل في تاريخ بلاده سابقة مازالت تداعياتها متواصلة.
قبل أيام فقط أعلن ترامب أن أول إجراءات سيتخذها في حال فوزه هي إغلاق الحدود مع المكسيك، والإفراج عمن يصفهم بـ "رهائن السادس من يناير" والذين يقول إنهم "مسجونون ظلماً". في إشارة إلى أكثر من 1300 شخص اعتقلتهم السلطات بعد أعمال عنف وشغب وسيطرة على مبنى الكابيتول.