حشود من اللاجئين يغادرون قره باغ
حشود من اللاجئين يغادرون قره باغأ ف ب

أرمينيا.. "ناغورني قره باغ" على شفا كارثة إنسانية

دخل آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا، الاثنين، رغم الوعد الذي كرّره رئيس أذربيجان إلهام علييف بأنّ حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني الأسبوع الماضي، ستكون "مضمونة".

ومساء الاثنين، أفادت السلطات الانفصالية بسقوط "قتلى وجرحى" بانفجار مستودع للوقود في منطقة ناغورني قره باغ، لتعلن لاحقًا أنّ عدد المصابين تخطى المئتين.

وأشار أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنّ "الوضع الصحي لغالبية المصابين خطير أو شديد الخطورة"، مطالبًا بالسماح بهبوط مروحيات الإسعاف.

واستمرّ الاثنين تدفّق اللاجئين من ناغورني قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، مع الإبلاغ عن اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط "عاصمة" الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.

وقالت الحكومة الأرمينية في حصيلة محدّثة، إنّه في المجموع دخل 6,650 "نازحًا قسريًّا" إلى أرمينيا من ناغورني قره باغ.

وفي مدينة غوريس، يعجّ المركز الإنساني، الذي أُقيم في مبنى مسرح البلدية، باللاجئين منذ مساء الأحد، وطيلة الليل، تدفّق لاجئون ليسجّلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.

ووصلت أنابيل غولاسيان (41 عامًا)، المتحدّرة من قرية ريف، للتوّ إلى غوريس في حافلة صغيرة مع خمسة من أبنائها السبعة فيما بقي الاثنان الآخران في يريفان مع زوجها.

وعندما بدأ القتال الأسبوع الماضي في ناغورني قره باغ، لجأت غولاسيان وأسرتها إلى القاعدة الروسية في مطار ستيباناكيرت، لكنّهم طُردوا منها بعد ليلتهم الأولى فيها وانتقلوا إلى مبنى مهجور وغير مسقوف، وقالت "كانت أيامًا فظيعة، كنّا نجلس جنبًا إلى جنب. أغنياء وفقراء، كلّنا في المكان نفسه".

ليس لدي مكان أذهب إليه

أما فالنتينا أسريان (54 عامًا)، التي كانت تسكن في بلدة فانك، فتضمّ أصغر أحفادها بحرارة بين ذراعيها، وإلى جانبها يجلس باقي أحفادها، قائلة "من كان يظنّ أن الأتراك سيدخلون هذه القرية الأرمينية التاريخية. إنّه أمر لا يُصدّق".

وتضيف "الآن أصبح الأتراك هناك، يقيمون في فندق تايتانيك المحلي قصفوا القرية، كان هناك جرحى، قُتل زوج أختي. كنّا في الملاجئ، أي عمليًّا أقبية منازلنا، ونُقلنا إلى المطار في اليوم التالي"، وتشير إلى أنه تمّ توفير حافلات لإعطاء الأولوية لإجلاء الأشخاص الذين خسروا منازلهم على غرارها، ليس لديّ أقارب هنا، ولا أي مكان أذهب إليه"، وستتكفّل الدولة الأرمينية بإقامتها في فندق في مدينة غوريس.

أريد العودة إلى قره باغ

على الجانب الأذربيجاني، في المناطق القريبة من ناغورني قره باغ مثل ترتر وبيلاغان، يرغب العديد ممّن اضطرّوا إلى مغادرة هذه المنطقة في الماضي في الإقامة هناك مرة أخرى.

وتقول نازكات فالييفا (49 عامًا)، وهي عاملة سابقة فقدت زوجها أثناء النزاع، "بالطبع، أريد العودة إلى قره باغ، لقد سئمنا الحرب والخوف".

ومن جهته، يقول آزاد عباسوف وهو مدرّس، إنّ الأرمن والأذربيجانيين يمكن أن يعيشوا جنبًا إلى جنب، مؤكدًا أنّ "علينا أن ننزع بذور العداء بيننا".

أما شيميل فالييف وهو تاجر يبلغ من العمر 40 عامًا في كنجه، ثاني أكبر مدينة في أذربيجان، فيقول إنّه "إذا غادر الأرمن قره باغ، فلا يهمّ، وإذا بقوا، فمن الجيّد بالنسبة إليهم أن يقبلوا جنسيّتنا".

ويغادر فالييف على متن حافلة مغطّاة بملصق كبير عليه صورة أذربيجاني يرتدي الزي العسكري قُتل في النزاع خلال العام 2020.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com