"لوموند": نفوذ بوتين في أفريقيا سلاح لمواجهة أوروبا بملف الهجرة
أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل نفوذه المتزايد في الساحل الأفريقي في مواجهته مع أوروبا، من خلال ملف الهجرة.
وذكرت الصحيفة أن بوتين عزز نفوذه في الساحل الأفريقي، بتحالفه مع القوات المسلحة في دول الساحل، لا سيما في النيجر.
وأشارت في تقرير إلى "الطرد" الأخير للجنود الأمريكيين من قاعدة أغاديز على يد جيش النيجر، معتبرة هذه الخطوة خير دليل على نفوذ بوتين.
ولفت التقرير إلى خطوة أخرى مماثلة وجهتها نيامي إلى واشنطن، حين رفض رئيس النيجر الجديد، في عام 2023، استقبال اثنين من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن.
وفي سياق تراجع النفوذ الغربي أيضا، أشارت "لوموند" إلى خروج الجنود الفرنسيين من النيجر في كانون الأول الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن "صد التأثيرات" الغربية يتزامن مع التقارب مع روسيا، إلا أنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن النيجر أصبحت شريكًا للاتحاد الأوروبي في إدارة الهجرة.
وذكرت أن روسيا تسعى إلى استغلال هذا التحالف الجديد مع الساحل الأفريقي لزيادة تدفق المهاجرين إلى أوروبا، ما يفسر التوترات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
بدورها، تحاول الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" العمل على مكافحة استغلال المهاجرين المحتملين من قبل روسيا.
وتساءلت الصحيفة عن مسؤولية القادة الأفارقة في أزمة الهجرة، ولا سيما أن تقريرا كشف أن بعض المسؤولين يستفيدون من حركة المهاجرين، ما يزيد من تفاقم المشكلة، حيث إن الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تدفع الشباب إلى الهجرة، الأمر الذي يزيد المخاطر.
ولفتت "لوموند" إلى إجراءات اتخذها بعض القادة الأفارقة لمواجهة هذا الوضع، مثل الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي لجأ إلى اتخاذ تدابير لتحرير المغادرة.
لكنها أكدت أن الحل على المدى الطويل يكمن في خلق آفاق اقتصادية واجتماعية في بلدان المنشأ تحول دون الهجرة.
وفي بوركينا فاسو، أصبحت العلاقات القوية بين السلطات والرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحة، إذ قررت موسكو دعم قادة الانقلاب العسكري في البلاد عن طريق إرسال 100 من القوات العسكرية إلى واغادوغو، حتى مع استمرار الحرب المكلفة لروسيا على أوكرانيا.
ورأت الصحيفة الفرنسية أن روسيا تستغل الأزمات السياسية والاقتصادية في أفريقيا، للتأثير على أوروبا بملف الهجرة، ما أكد التقرير أنه يتطلب استجابة منسقة من جانب البلدان الأوروبية والأفريقية لمكافحة هذه الإستراتيجية.
