جذور الأزمة بين الصين والفلبين

جذور الأزمة بين الصين والفلبين

احتجت الفلبين اليوم الإثنين، على "الأعمال العدوانية" من قبل السفن الصينية في بحر الصين الجنوبي، وذلك بعد اتهامات باستخدام مدافع المياه ضد قارب فلبيني في جزيرة سكند.

وتحدى وزير الدفاع الفلبيني غيلبرتو تيودورو الصين، أن تحيل مزاعمها بأحقيتها في السيادة على بحر الصين الجنوبي إلى التحكيم الدولي، وأكد أن بلاده لن تتزحزح عن موقفها.

أصل الخلاف

منذ سنوات طويلة ظلت العلاقات الصينية الفلبينية في حالة توتر وتصعيد ومناوشات بحرية، أثارت مخاوف من اندلاع مواجهة بين الدولتين.

وتعود النزاعات بين البلدين إلى عشرات السنين، وتتركز في بحر الصين الجنوبي، والسيادة على جزر سبراتلي.

وسبراتلي أرخبيل يتكون من مجموعة من الجزر الصغيرة المرجانية غير المأهولة الواقعة في بحر الصين الجنوبي، وتقع بين فيتنام والفلبين والصين وبروناي وماليزيا وتبلغ مساحتها حوالي 4 كيلومترات موزعة على أكثر من 400 ألف كيلومتر مربع من البحر. وليس لهذه الجزر أي سكان أصليين.

وتطالب الصين وتايون وفيتنام بالسيادة على الجزر، كما تؤكد الفلبين أحقيتها بجزء من المنطقة بصفته أرضًا لها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، والتي أقرتها الدول المنخرطة في نزاع جزر سبراتلي.

أزمة طويلة

وبدأ الخلاف على سبراتلي في عام 1933، حينما استولت فرنسا على الجزر، قبل أن تضمهم إلى الهند الصينية الفرنسية، وسط احتجاج كبير من الصين واليابان.

في عام 2012، انهارت قرارات دبلوماسية لحل الأزمة بعد أن منعت سفن الصين البحرية الفلبينية من اعتقال صيادين صينيين رسوا داخل جزيرة مرجانية، فيما يعرف بأزمة "سكاربورو شول".

وسكاربورو شعاب مرجانية تقع على بعد حوالي 230 كيلومترا من الفلبين، وحوالي 650 كيلومترا من مقاطعة هاينان جنوب الصين.

وبعد أن اتهمت مانيلا بكين بالاعتداء على المنطقة وبناء جزر صناعية، رفعت قضية في 2013 أمام محكمة التحكيم الدائمة المدعومة من الأمم المتحدة في لاهاي بهولندا، وفازت بها.

وبعد ذلك بثلاث أعوام، قضت المحكمة ذاتها بأن الصين لا تملك حقوقا تاريخية في بحر الصين الجنوبي وبأنها انتهكت حقوق الفلبين السيادية في منطقتها الاقتصادية الحصرية في نزاع قد يزيد من التوتر في المنطقة.

ومع عجز الجهود الدولية عن التوصل إلى حل ملزم، تواصلت المناوشات بين الدولتين في البحر خلال عام 2023، وذلك بعد عام من إعلان مانيلا عزمها التقارب مع واشنطن، وإجراء مناورات مشتركة مع القوات الأمريكية.

وفي مطلع الشهر الجاري، قالت الفلبين إن سفينة لها تعرضت لأضرار بعد اصطدامها بأخرى تابعة لخفر السواحل الصيني خلال قيامها بمهمة إمداد في بحر جنوب الصين، في حادث هو الثاني من نوعه منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com