صحف عالمية: "شبكة دفاعية مشتركة" لأوروبا.. وضربة سياسية "قاتلة" للصدر بالعراق

صحف عالمية: "شبكة دفاعية مشتركة" لأوروبا.. وضربة سياسية "قاتلة" للصدر بالعراق

تصدرت مبادرة إنشاء "شبكة دفاعية مشتركة" في أوروبا، عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الجمعة، وذلك في ضوء تصاعد الهجمات الصاروخية الروسية على المدن الأوكرانية في الأيام الأخيرة.

وفي العراق، قالت الصحف، إن الزعيم الشيعي البارز، مقتدى الصدر، تلقى ضربة سياسية قاتلة، بعد تكليف مرشح الإطار التنسيقي محمد السوداني بتشكيل حكومة جديدة.

"شبكة دفاعية مشتركة" في أوروبا

ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) بات حائرا بين تلبية مطالب أوكرانيا وإمدادها بأنظمة صواريخ متطورة من جهة، وبين توفير دفاعات جوية لأوروبا ككل. يأتي ذلك في خضم اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في بروكسل أمس.

وقالت الصحيفة، إن الولايات المتحدة وحلفاءها في "الناتو" يتسابقون لتوفير دروع دفاع جوي لكل من أوكرانيا وأوروبا ككل، مشيرة إلى أن التحالف العسكري الغربي يواجه مشكلات معقدة، وذلك في وقت تتساقط فيه القنابل على المدنيين في كييف.

في الوقت نفسه، أعلن 14 عضوًا في التحالف - بالإضافة إلى فنلندا - عن جهد طموح أمس الخميس، لبناء نظام دفاع صاروخي جديد ومترابط ينتشر في جميع أنحاء القارة، وهو أمر قال المسؤولون إنه حاسم بعد رؤية العنف الذي سببته روسيا في المدن الأوكرانية.

ونقلت "بوليتيكو" عن نائب الأمين العام لـ"الناتو"، ميرسيا جيوانا، قوله عقب إعلان أمس: "هذا الالتزام أكثر أهمية اليوم، حيث نشهد الهجمات الصاروخية الوحشية والعشوائية التي شنتها روسيا في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية."

ووفقا للوثيقة التي اطلعت عليها "بوليتيكو"، تم تكليف الدول الأعضاء ضمن مبادرة "سكاي شيلد الأوروبية" بشراء أحدث أنظمة الدفاع الصاروخي وربطها بأنظمة الدول الأخرى لإعطاء التحالف العسكري صورة كاملة عن التهديدات الروسية المنبثقة من السماء.

وعند إعلانها عن الخطة، أشارت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إلى وجود "ثغرات" في الدفاع الجوي الأوروبي، وقالت: "نحن بحاجة إلى سد هذه الثغرات بسرعة، فنحن نعيش في أوقات خطيرة".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن الولايات المتحدة لن تلعب حاليًا دورًا مهمًا في مبادرة "سكاي شيلد".

وأوردت لامبرخت في بعض التفاصيل حول ما تعتقد أن برنامج الدفاع الجوي الأوروبي المقترح يجب أن يأخذ في الاعتبار، قائلة: "سنعمل بسرعة على المشروعات المشتركة الأولى، والشراء المشترك لنظام باتريوت الأمريكي، بالإضافة إلى النظام الحديث (أيريس-تي) الألماني، وهو نظام بدأت ألمانيا مؤخرًا في إمداد أوكرانيا به".

وفي هذا الصدد، نقلت "بوليتيكو" عن وزيرة دولة لاتفيا بوزارة الدفاع، جانيس جاريسنس، قولها بعد توقيع الاتفاقية: "ربما تكون أهم خطوة هي كيفية ربط كل هذه الأنظمة معًا. سوف يستغرق الأمر وقتًا وجهدًا لبناء صورة مشتركة للتأكد من أنها قابلة للتشغيل البيني، وقد يكون هذا هو التحدي الكبير".

وقالت الصحيفة في تقرير لها: "قد يكون من المؤكد أن أي شبكة عاملة ستستغرق سنوات لتطويرها ونشرها؛ لأن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة باهظة الثمن وبطيئة البناء"، وأضافت: "ستكون أنظمة الشبكات المتقدمة والتوصل إلى قواعد لتبادل البيانات والمعلومات عقبة أخرى للدول التي كانت مترددة في بعض الأحيان في مشاركة مثل هذه المعلومات الحساسة".

بيلاروسيا ومولدوفا على رادار بوتين

في سياق متصل، تساءلت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية حول ما إذا كانت كل من بيلاروسيا ومولدوفا تشكل الجبهتين التاليتين في حرب أوكرانيا، حيث يمكن أن يرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن جلب دول أخرى إلى الصراع مباشرة له مزايا معينة لمواصلة التصعيد مع وجود مخاطر أقل وضوحًا لرد الفعل من الغرب.

وذكرت المجلة، في تحليل لها، أنه مع تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية بعد قصف جسر حيوي في شبه جزيرة القرم والضربات الروسية الانتقامية ضد المدن في جميع أنحاء أوكرانيا، يبدو أن الصراع يجر جيران أوكرانيا.

وقالت إنه "في 10 أكتوبر، أعلن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، عن تشكيل مجموعة عسكرية مشتركة مع روسيا بعد مزاعمه بأن أوكرانيا كانت تستعد لمهاجمة بيلاروسيا. وفي اليوم نفسه، قال نائب رئيس الوزراء المولدوفي، نيكو بوبيسكو، إن الصواريخ الروسية عبرت المجال الجوي لمولدوفا في طريقها إلى أوكرانيا.. وفي وقت لاحق، دعا رئيس مولدوفا، مايا ساندو، إلى توسيع سلطات الشرطة للتصدي لاحتجاجات الشوارع المؤيدة لروسيا في البلاد. وتشير هذه التطورات إلى أن تصعيد الحرب الروسية في أوكرانيا يمكن أن يتخذ بعدين مهمين".

وأوضحت المجلة: "يتعلق أحدهما بحجم الصراع، حيث يسعى الكرملين إلى التعبئة العسكرية ويهدد بوتين باستخدام أسلحة أكثر تدميرا، بما في ذلك الأسلحة النووية. البعد الآخر هو نطاق الحرب، والذي يمكن أن يجذب الدول الأخرى مباشرة إلى الصراع. لذلك، فإن بيلاروسيا ومولدوفا تعتبران أكثر المرشحين احتمالاً للانجرار إلى الحرب".

وتابعت "ناشيونال إنترست"، "أن حسابات لوكاشينكو بشأن إشراك بيلاروسيا بشكل مباشر في أوكرانيا قد تتغير. أثار نجاح أوكرانيا في استعادة الأراضي كجزء من هجماتها المضادة الأخيرة والهجوم على جسر القرم مخاوف في مينسك بشأن احتمال قيام كييف بنشاط عسكري ضد البلاد".

وأردفت: "استخدم لوكاشينكو هذا كمبرر لنشر المزيد من القوات البيلاروسية على الحدود الأوكرانية وتشكيل مجموعة عسكرية مشتركة مع روسيا. وفي حين أن لوكاشينكو لديه بالتأكيد سبب للبقاء حذرا بشأن إرسال القوات البيلاروسية إلى أوكرانيا، فإن تطور الصراع قد يجبره على إعادة النظر في هذا الموقف"، واستطردت: "تشير التعبئة الروسية إلى أن الكرملين يتطلع إلى حشد المزيد من القوات لاحتواء الهجمات المضادة لأوكرانيا، وقد يزيد بوتين الضغط على لوكاشينكو لاستخدام القوات البيلاروسية لإعادة فتح المتجه الشمالي للصراع".

وقالت المجلة: "إذا تعرضت مواقع داخل بيلاروسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية للهجوم، فقد يكون ذلك بمثابة مقدمة لتوجيه التدخل البيلاروسي. على أقل تقدير، زادت بيلاروسيا بالفعل من تسليم الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى لروسيا بينما زاد لوكاشينكو من حدة الخطاب التحريضي ضد أوكرانيا".

وفيما يتعلق بمولدوفا، قالت "ناشيونال إنترست"، إن لدى مولدوفا أيضًا صلة قائمة بالنزاع في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه لدى مولدوفا أيضاً وحدة من القوات الروسية على أراضيها، على الرغم من أنها في هذه الحالة تقع في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية وتتمركز هناك منذ عقود.

وأضافت: "في حين تم تجميد الصراع في ترانسنيستريا منذ أوائل التسعينيات ولم تشارك القوات الروسية بنشاط في أوكرانيا حتى هذه المرحلة، إلا أنها مع ذلك تمثل مصدر قلق أمني للحكومة المولدوفية"، وتابعت: "لم تخف روسيا رغبتها في قطع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، وهي خطوة لا يمكن القيام بها إلا من خلال ربط القوات الروسية في خيرسون بتلك الموجودة في ترانسنيستريا عبر ميناء أوديسا".

واختتمت المجلة تحليلها بالقول: "إن قرب مولدوفا الجغرافي من البحر الأسود، جنبًا إلى جنب مع الوجود العسكري الروسي الموجود مسبقًا في ترانسنيستريا والموقف الموالي للغرب والموالي لأوكرانيا من حكومة مايا ساندو، يجعلها مرشحًا رئيسيًا لانجذابها مباشرة إلى الحرب الروسية الأوكرانية في حالة التصعيد".

العراق.. ضربة سياسية للصدر

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على الشأن العراقي، وذلك في ضوء انتخاب البرلمان العراقي رئيسا جديدا للبلاد أمر على الفور بتشكيل حكومة، وذلك بعد عام كامل من الشلل السياسي في البلاد بعد الانتخابات البرلمانية في أكتوبر الماضي.

جاء ذلك بعدما فاز عبد اللطيف رشيد، السياسي الكردي المخضرم ووزير المياه السابق، في الجولة الثانية من التصويت على الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح. وسرعان ما عيّن محمد السوداني رئيسًا للوزراء، ومنحه 30 يومًا لتشكيل الحكومة.

والسوداني (52 عاما) جزء من الكتلة الشيعية الأكبر في البرلمان وهو حليف مقرب لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقالت الصحيفة، إن العراق يشهد أزمة سياسية منذ العام الماضي وسط عداء بين التيار الصدري، بقيادة رجل الدين البارز، مقتدى الصدر و"الإطار التنسيقي"، وهو تحالف يضم حزب المالكي وفصائل شيعية أخرى أكثر ارتباطًا بإيران.

وتعتبر الرئاسة العراقية، التي يشغلها كردي تقليديًا، منصبا شرفيا إلى حد كبير، لكن التصويت لصالح رشيد (78 عاما) كان خطوة رئيسة نحو تشكيل حكومة جديدة، وهو ما فشل السياسيون في القيام به منذ الانتخابات.

وكان الخلاف، الذي حال دون انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة، قد تصاعدت حدته في يوليو مع خروج أنصار الطرفين إلى الشوارع وتدشين اعتصامات متنافسة وسط بغداد، مما أثار ذكريات الحرب الأهلية.

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن محمد جاسم، المحلل السياسي العراقي المقيم في بغداد، قوله: "أعتقد أن ما حدث اليوم هو ضربة قاتلة لمقتدى الصدر سياسيًا. بانتصار أعضاء الإطار التنسيقي على مقتدى الصدر، بات الطريق ممهدًا تمامًا أمامهم لتمرير مرشحهم (رئيس الوزراء) وتشكيل الحكومة".

واعتبر جاسم أن فوز "الإطار التنسيقي" يعد أيضًا انتصارًا لإيران وانتكاسة للمصالح الأمريكية في المنطقة. وأضاف: "إنهم سيفعلون كل ما في وسعهم للقضاء على أي وجود أمريكي في البلاد ويضع عقبات أمام أي تعاون اقتصادي مع الولايات المتحدة.. كل ذلك لصالح إيران."

من جانبها، نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن محللين تحذيرهم من أن فوز التحالف المدعوم من إيران سيكون بمثابة انتكاسة لواشنطن، التي كانت تدعم ضمنيًا حكومة يقودها الصدر.

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن مؤيدي السوداني يزعمون أن سجله المؤكد في الحكومة المحلية والفيدرالية يعني أنه يستطيع تشكيل حكومة كفؤة قادرة على معالجة بعض مشاكل العراق الغني بالنفط، وعلى رأسها الفساد المستشري والبنية التحتية العامة المتداعية. وأضافت أنه في المقابل، يحذر آخرون من أن ترشيح السوداني يعد اختراقا بـ"الاسم فقط".

ونقلت الصحيفة عن ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في "تشاتام هاوس"، قوله إن تكليف السوداني بتشكيل الحكومة لا يمكنه معالجة التوترات السياسية العميقة في البلاد. وأضاف: "إنه لا يعالج الإحساس العميق بالغربة لدى الشعب العراقي عن النخبة السياسية"، منتقدا النظام السياسي في العراق.

وتابع منصور: "اليوم يُنذر به باعتباره اختراقًا للمأزق. لكننا ما زلنا نرى نفس الشخصيات المسيطرة على المشهد السياسي منذ العام 2003، والذين خنقوا الإصلاح وشجعوا الفساد السياسي الذي يضر بالعراقيين كل يوم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com