عناصر أمنية تحتجز مهاجرين في أوروبا
عناصر أمنية تحتجز مهاجرين في أوروبارويترز

لوموند: تبنٍ أوروبي متزايد لأجندات يمينية متطرفة في التعامل مع المهاجرين

كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها، الخميس، عن أن دول الاتحاد الأوروبي باتت تتبنى بشكل متزايد أجندات يمينية متطرفة في التعامل مع ملف الهجرة والمهاجرين.

ونقلت الصحيفة عن سيرجيو كاريرا، الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية (CEPS) في بروكسل قوله إن الدول الأوروبية أصبحت تؤطر المهاجرين واللاجئين في إطار العداء وتعاملهم كأعداء يجب قتالهم.

ويحلل كاريرا تطور الجدل السياسي حول الهجرة بعد اعتماد ميثاق اللجوء والهجرة، لاسيما وأن موضوع الهجرة يُلح بشكل كبير في الحملة الانتخابية الأوروبية المقبلة.

وأوضحت الصحيفة أنه وبمرور الوقت، أدرج ميثاق اللجوء والهجرة، الذي تم الترويج له في الأصل باعتباره حلاً للهجرة غير الشرعية في أوروبا، أفكاراً يمينية متطرفة تدريجياً، مع توافق الدول والحكومات مع أجندتها.

تعامل لا إنساني مع المهاجرين في أوروبا
تعامل لا إنساني مع المهاجرين في أوروبارويترز

ولفتت إلى أن أحزاب اليمين والوسط السائدة، وحتى الأحزاب اليسارية في بعض البلدان، تبنّت خطاب اليمين المتطرف.

ويثير تدفق مئات الآلاف من الأشخاص الذين يصلون بشكل غير نظامي إلى الشواطئ الأوروبية مخاوف العديد من الناخبين.

ومع ذلك، سجلت "فرونتكس"، وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، ما يقرب من 380 ألف وافد في عام 2023، وهو رقم متواضع نسبيًا بالنظر إلى عدد سكان القارة، وقد يكون جزء من هؤلاء الأفراد مؤهلاً للحصول على وضع اللاجئ أو الحماية المؤقتة.

وأوضحت الصحيفة أن وصف الهجرة بالغزو، كما يفعل اليمين المتطرف، هو ببساطة وصف غير دقيق، مؤكدة أن معظم اللاجئين في جميع أنحاء العالم لا يأتون إلى أوروبا، وغالباً ما يقيمون داخل بلدانهم أو البلدان المجاورة.

ويؤكد كاريرا الحاجة إلى خطاب عقلاني حول هذا الموضوع.

وفي حين تعاني بعض البلدان من ضغوط إضافية على الإسكان بسبب المهاجرين مثل أيرلندا وهولندا، أو بدأ يتولد شعور بالضغط في دول أوروبا الوسطى، يرى كاريرا أن قضايا أعمق، مثل العنصرية المؤسسية، تلعب دوراً مهماً هنا.

دوريات أمنية أوروبية تحتجز مهاجرين
دوريات أمنية أوروبية تحتجز مهاجرينرويترز

ووفقاً لكاريرا، تظهر أبحاث الرأي العام باستمرار وجهة نظر إيجابية بشكل عام للهجرة بين الأوروبيين، مع الاستعداد لتوفير الحماية للمهاجرين ومعالجة قضايا الهجرة بطريقة إنسانية.

وينتقد الباحث سياسات تعسفية مثل مراكز الاحتجاز المقترحة في ميثاق اللجوء والهجرة، مشيراً إلى رد فعل الجمهور السلبي على مثل هذه التدابير.

وفيما يتعلق بالمقترحات السياسية، يسلط كاريرا الضوء على موافقة حزب الشعب الأوروبي المحافظ على إضفاء الطابع الخارجي على طالبي اللجوء، ودفع الديمقراطيين الاجتماعيين لتوسيع المسارات القانونية إلى أوروبا.

وانتقد النهج النفعي لإطار الهجرة القانونية الحالي في أوروبا، والذي يراه تمييزياً، ويفضل الأفراد ذوي المهارات العالية ويستبعد القادمين من أفريقيا والشرق الأوسط.

وختم كاريرا بالدعوة إلى اتباع نهج أكثر شمولاً في التعامل مع الهجرة القانونية، واستيعاب مجموعة واسعة من الأفراد لأغراض مختلفة، بما في ذلك التوظيف واللجوء وإعادة التوطين لأسباب إنسانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com