مسؤول أمريكي لـCBS: التحقيق في هجوم إلكتروني مرتبط بقراصنة مدعومين من الصين
لجأ أكثر من 40 ألفا من بوركينا فاسو إلى مالي منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق ما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتفر هذه العائلات من بوركينا فاسو، نتيجة أعمال العنف التي تجتاح البلاد، والتي ارتفعت وتيرتها منذ بداية مارس/آذار الجاري.
لكنهم وفق إذاعة "إر.إف.إي" الفرنسية، يفرون أيضا إلى مالي التي تقع فريسة لانعدام الأمن، وتكافح من أجل التأقلم لتلبية جميع احتياجات هؤلاء القادمين الجدد.
وأضافت الإذاعة أنه في كل يوم، يدخل أكثر من 500 بوركينابي إلى مالي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وفق الأرقام الأممية.
ويتجه هؤلاء اللاجئون، ومعظمهم من النساء والأطفال، إلى كورو إلى الجانب الآخر من الحدود، حيث تم تسجيل أكثر من 25 ألف لاجئ بالفعل، لكنهم يتجهون أيضًا إلى موبتي وباندياجارا وسان وغيرها من المناطق في وسط مالي.
ولفت التقرير إلى أن بعضهم يفر من الهجمات الإرهابية، والبعض الآخر يفرون من عمليات الجيش البوركينابي ومساعديه من متطوعي الدفاع عن الوطن، الذين دربهم القرويون الذين جندهم الجيش للمساهمة في الحرب ضد الإرهاب.
ويحذر ممثل المفوضية الأممية في مالي، محمد أسكيا توري، من ظروف استقبال 40 ألف لاجئ من بوركينا فاسو الذين وصلوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ويقول توري:"إنها هائلة! 40 ألف شخص يعادل مدينة متوسطة الحجم".
ويضيف أنه "يتم الترحيب بهم أولًا بين السكان المضيفين، بين العائلات.. يجب أن نشير إلى كرمهم الكبير، وقلبهم الكبير؛ لأن السلطات في كثير من الأحيان غير قادرة على الاستجابة لاحتياجات هؤلاء السكان الذين يأتون بأعداد هائلة".
ويتابع: "ولسوء الحظ، فإن المجتمع الإنساني قليل الحضور بسبب انعدام الأمن، وليس هناك مخيم راسخ لللاجئين، لكن الاحتياجات هائلة، ولا حصر لها، فهؤلاء اللاجئون يحتاجون إلى الماء والمأوى والرعاية والغذاء".
ويأتي هؤلاء اللاجئون البوركينابيون بشكل رئيس من مقاطعات سوم وياتنجا وليرابا المتاخمة لمالي.
وفي قرية بورو القريبة من جيبو، حيث ارتكبت مجزرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم تغيير اسم موسى ديكو لأسباب أمنية، خاصة أنه لم يتم تقديم أي ادعاء أو دليل قاطع يدعم هوية المهاجمين، هل كانت من قبل مجموعة إرهابية أم من قبل جنود كانوا يعملون في المنطقة في ذلك الوقت؟
وبعد فراره، انتهى موسى ديكو بالوصول إلى مالي وبلدة سيفاري في فبراير/شباط الماضي.
ويتذكر قائلًا: "في قريتنا، جاء الناس ليقتلوا.. كانت هناك دراجات نارية وسيارات وكانوا مسلحين، لكننا لا نعرف من هم".
ويضيف: "لقد قتلوا العديد من الرجال والنساء والأطفال.. قتلوا الناس، في عائلتي، لم ينجح الجميع في الهرب من ذلك".
ويتابع: "نجت والدتي وإحدى أخواتي وأحد إخوتي، أما الآخرون فقتلوهم"، مضيفًا: "في عائلتي وحدها، قتلوا 25 شخصًا، لذلك هربنا، ولم نتمكن من البقاء".
وعن رحلة فراره، يقول: "مررنا بمدينة دونا في بوركينا فاسو، ثم عبر كورو في مالي، والآن وصلنا إلى سيفاري، حيث وجدنا عائلتنا، لكننا بحاجة إلى الغذاء والمأوى.. منذ وصولنا، قمنا بملء الأوراق، وتم إعطاؤنا الحصير والدلاء، ولكن بدون طعام".
وبحسب تقرير الإذاعة، فإن هناك أيضًا نقصا في الرعاية، إذ تم نقل بعض اللاجئين، بما في ذلك الأطفال، إلى المستشفى بشكل عاجل بعد إصابتهم في الهجمات على قراهم، فيما يعاني آخرون من الصدمة بسبب الفظائع التي تعرضوا لها.
ومع ذلك، فإن هؤلاء اللاجئين البوركينابيين ليسوا في مأمن من مواجهة الأهوال مرة أخرى، فوسط مالي هو نفسه مسرح لهجمات منتظمة يشنها أعضاء تنظيم متشدد تابع لتنظيم القاعدة، وعمليات الجيش المالي وجماعة "فاغنر" الروسية الموالية له.