احتجاجات شعبية في إيران
احتجاجات شعبية في إيرانأرشيفية - رويترز

إيران.. احتجاجات شعبية تلوح بالأفق بسبب خطة "نور" لفرض الحجاب

أطلقت السلطات في إيران خطة "نور" للتعامل مع ما تسميه الحكومة "مكافحة سوء الحجاب"، حيث تمركزت عناصر من الشرطة ودوريات التوجيه والشاحنات البيضاء في شوارع وساحات المدن لاعتقال النساء والفتيات اللاتي لا يخضعن لـ"الحجاب الإجباري".

وأعلنت قيادة الشرطة في إيران، الجمعة، استمرار المشروع، فيما أصبح العنف الذي يمارسه الضباط عند اعتقال النساء المحجبات أحد المناقشات الرئيسة في الإعلام المحلي وشبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية.

وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها لاعتقال العشرات من الفتيات في عدة مدن من بينها طهران ورشت وشيراز وتبريز، فيما اعتبر نواب هذه الخطوة، بداية لاندلاع احتجاجات شعبية على غرار ما حدث عام 2022 بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني.

خطة غير مدروسة

وانتقد عضو البرلمان محمد صفري ملك ميان، هذه الخطة، وقال: "للأسف، تصرفات غير مدروسة وسوف تتسبب في تكاليف باهظة للبلاد".

ورفض ملك ميان في تصريح لـ"إرم نيوز" هذه الخطوة، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي و"الظروف الخاصة" للبلاد، مبيناً أن التعامل بهذه الطريقة وممارسة الكثير من الضغوط على قضية الحجاب لن يحقق أي نتائج".

ولدى سؤاله عن علم البرلمان بهذه الخطة، أجاب: "لم يتلق أحد من البرلمان رأياً بشأن عودة دورية شرطة الأخلاق في الشوارع وهذه خطة الحكومة وليس البرلمان"، مضيفا بالقول: "حسب البعض فإن غير المحجبات يستهزئن بالدين ويقتلن القانون، لذا يجب التعامل معهن بحسم وهذا غير منطقي".

وتابع قائلا: "في الوقت نفسه إذا ارتكب رجل دين بارز، مخالفة مالية خطيرة وتلاعبا بدين الناس، فإنه يتم التعامل معه بأمانة وهدوء"، في إشارة إلى "كاظم صديقي" خطيب صلاة الجمعة المقرب من المرشد علي خامنئي الذي تورط بقضية الاستيلاء على أرض واسعة شمال طهران بطريقة غير قانونية.

ولفت إلى أن "قضية الحجاب تتطلب حزمة متكاملة من المنظومة الإعلامية والثقافية والتعليمية والقانونية".

مشاهد قبيحة

بدورها، اعتبرت المتحدثة باسم جبهة التيار الإصلاحي آذر منصوري، أن المشاهد القبيحة للمعاملة العنيفة للنساء تتكرر بقوة أكبر الأمر الذي ينذر باحتجاجات شعبية واسعة على غرار ما حدث بعد وفاة مهسا أميني عام 2022.

وقالت منصوري في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "بعد وفاة مهسا أميني وما تلتها من احتجاجات وخسائر كبيرة بالأرواح والأموال، طالبنا مراراً وتكراراً بضرورة عدم عودة شرطة الأخلاق"، مبينة أن البلاد في ظل الظروف الحالية بحاجة إلى التضامن الوطني أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت تقول: "من المؤسف أن نرى هذه المشاهد القبيحة التي تبين تعامل قوات شرطة الأخلاق مع النساء والفتيات اللاتي لا يلتزمن بالحجاب"، داعية حكومة إبراهيم رئيسي إلى الإسراع بإيقاف مشروع "نور" قبل فوات الأوان وخروج الناس إلى الشوارع.

انتشار شرطة الأخلاق في شوارع المدن الإيرانية
انتشار شرطة الأخلاق في شوارع المدن الإيرانيةمتداولة

مخالف للشرع والفطرة

من جانبه، رأى عضو جمعية رجال الدين في مدينة قم والأستاذ بالحوزة الدينية فاصل مبيدي، أن تعامل شرطة الأخلاق مع الفتيات غير المحجبات أمر مخالف للشرع والفطرة.

وقال في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه شاهد بعض المقاطع التي تظهر أن الأسلوب الذي يستخدمه الضباط في التعامل مع الفتيات غير المحجبات أمر مخالف للشرع والفطرة.

وأضاف: "لقد جربنا سابقاً انتشار دوريات شرطة الأخلاق وجاءت النتائج عكسية، فلماذا لا يتم سؤال المؤسسة الدينية عما إذا كان الحجاب من ضروريات الدين أم لا"، مبينا أن "هوية المجتمع الإسلامي هي العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".

ووصف الحضور القوي لشرطة الأخلاق في الشوارع بأنها "قرارات شعبوية غير مدروسة ومكلفة وغير مجدية" ومن شأنها أن تهدر ميزانية البلاد"، مخاطباً المسؤولين: "أيها السادة في زمن التوتر والحرب، فكروا بالوحدة الداخلية، وليس بالقمع بسبب الحجاب".

وأدانت مجموعة ممن يطلق عليهم اسم "المبدعين" داخل إيران وخارجها، في بيان، عودة دورية الأخلاق للتعامل مع الحجاب، مؤكدة أن "عصر فرض الحجاب قد ولى إلى الأبد ولا رجعة فيه".

انتشار شرطة الأخلاق في شوارع طهران
انتشار شرطة الأخلاق في شوارع طهرانمتداولة

وأشار البيان إلى "الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية غير المسبوقة التي تتعامل معها الجمهورية الإيرانية"، خصوصا أن الحرب أقرب على إيران من أي وقت مضى.

وبحسب الناشطين، فإن هذه الخطة "تظهر جيداً أن هذا النظام يعتبر المرأة الإيرانية أكثر وأقدم من أعدائه المسلحين بالسيوف الأجنبية".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اعترف المرشد علي خامنئي بأن الحكومة تواجه "تحدي الحجاب"، وطالب السلطات باتخاذ إجراءات في هذا الصدد.

وكانت إيران مسرحاً لاحتجاجات شعبية واسعة استمرت عدة أشهر واندلعت في أيلول/سبتمبر 2022 بعد وفاة الشابة مهسا أميني جراء اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بالحجاب.

وخلفت تلك الاحتجاجات المئات من القتلى والآلاف من الجرحى والمعتقلين، فيما حجبت السلطات منصتي واتساب وانستغرام بذريعة التحريض على العنف.

ومع بداية خطة "نور" شهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشار صور لفتيات غير محجبات وهن يتجولن في الشوارع العامة في تحدٍ للسلطات التي تفرض الحجاب منذ عام 1979 بعد سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com