ما نوعية المسيّرات الأوكرانية المستخدمة في مهاجمة الأهداف الروسية؟
في تطور لافت للحرب في أوكرانيا، تعرضت العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، لهجمات بطائرات مسيرة أسفرت عن تضرر بعض المباني، حيث حملت تلك الهجمات دلالات لافتة، مع توقعات بقرب "الهجوم المضاد" الذي تخطط له كييف لاستعادة مناطقها في الشرق الأوكراني.
وتعتبر تلك المرة الأولى التي تتعرض فيها مناطق مدنية في موسكو لضربات أوكرانية مزعومة، في وقت نفت فيه كييف تورطها في ذلك.
يذكر أن العاصمة الروسية تقع على بعد حوالي 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أوكرانيا بالسعي إلى "ترويع الروس"، مشيدًا بمنظومة الدفاع الجوي في موسكو التي عملت "بشكل مرضٍ"، في تحييد هجمات الطائرات المسيرة.
الدرون الضارب "UJ-22 "
ومن جهتها، نقلت قناة "روسيا اليوم" عن رئيس مركز تطوير تكنولوجيا المواصلات الروسي أليكسي روغوزين، أن المسيرات التي هاجمت موسكو وضواحيها تم تصنيعها كـ"طائرات غير مأهولة وفقا لمخطط (الإيرودينامي)، حيث يركب محرك الاحتراق الداخلي العامل بالبنزين في مؤخرة الطائرة".
وأوضح روغوزين أن "مثل تلك المسيرات لا يمكن التأثير عليها بوسائل الحرب الإلكترونية، بحيث يمكن إسقاطها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الكلاسيكية".
ووفق روغوزين، فإن "كلفة مثل هذا الدرون تتراوح بين 30000 و200000 دولار، كما يتراوح مدى عمله بين 400 و1000 كيلومتر، ويحمل الدرون الشحنات الجوفاء من طراز (كا زي - -6).
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن إجراءات التشويش أجبرت بعض المسيرات على الانحراف عن الأهداف المقصودة، وإن البعض الآخر أُسقط خارج حدود العاصمة.
وتضررت 3 بنايات سكنية في موسكو بفعل الطائرات المسيرة بعد اعتراضها، بحسب مكتب المدعي العام الروسي، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
يشار كذلك إلى أن أحد أنواع المسيرات التي هاجمت موسكو عبارة عن الدرون الضارب "UJ-22 Airborne" الذي تنتجه شركة "أوكرجيت" الأوكرانية، وفق وسائل إعلام روسية.
وبمقدور الدرون أن يحلق إلى مسافة 800 كلم ويحمل ما بين 15 – 20 كيلوغراما من المتفجرات، ما يعادل 30 قنبلة يدوية من طراز "إف – 1" أو 4 طلقات من قاذف الصاروخ "آر بي جي".
وقال محللون عسكريون أوكرانيون لوكالة "أشوشيتد برس" إن الهجوم الأوكراني المحتمل الأخير ربما شمل طائرات من دون طيار من طراز "UJ-22 "بمدى يبلغ حوالي 1000 كيلومتر ويتم إنتاجها في أوكرانيا.
"تور إم" الروسية تتصدى
وتستخدم القوات الروسية منظومة "تور إم" المصممة لحماية المنشآت العسكرية والصناعية والحكومية المهمة وحتى السفن، والتي يمكن لها التعامل ضد جميع أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الطائرات والمروحيات والطائرات دون طيار والصواريخ المختلفة والقنابل والذخائر الموجهة بدقة.
وتتميز "تور - إم" بالقدرة على العمل على مدار الساعة في جميع الظروف الجوية، وتتألف المنظومة الواحدة من 4 مركبات قتالية إضافة إلى مركبات القيادة والدعم والصيانة، وفق موقع "روس أوبرون إكسبورت" الروسي.
وتستطيع منظومات "تور إم-2" المحمولة على عربات متحركة الاشتباك مع الأهداف المعادية خلال 10 ثوان فقط، لتشكل أداة متميزة لحماية وحدات المشاة والمدرعات أثناء تنقلها في المعارك، كما يمكن الاعتماد عليها في حماية النقاط العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي البعيدة المدى كـ "إس-300" و"إس-400".
ويمكن للرادار اكتشاف الأهداف الجوية على مدى 32 كلم، وتتبع 48 هدفًا في وقت واحد، والتعامل مع 4 أهداف في آن واحد.
هجمات سابقة
وكانت روسيا أعلنت في الثالث من أيار/مايو إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا الكرملين، المقر الرسمي للرئيس الروسي، واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أي صلة به.
والأسبوع الماضي، كانت منطقة "بيلغورود" الحدودية الروسية هدفا لواحدة من أكبر الغارات عبر الحدود منذ بدء الحرب، أعلنت المسؤولية عنها مجموعتان من اليمين المتطرف مواليتان لأوكرانيا.
وقال مسؤولون في مدينة "كراسنودار" بجنوب روسيا بالقرب من شبه جزيرة القرم إن طائرتين من دون طيار قصفتا المدينة يوم الجمعة الماضي، وألحقتا أضرارا بمبانٍ سكنية.
