بوركينافاسو.. المجلس العسكري يحتمي بـ "السترات الحمراء" لتكميم معارضيه
طفت على شبكات التواصل الاجتماعي في بوركينافاسو حركة تطلق على نفسها اسم "السترات الحمراء" وتضم مجموعة من الشباب يطرحون أنفسهم كمؤيدين للسلطات العسكرية الحاكمة.
وأثار ظهور هذه الحركة جدلا في البلاد الواقعة تحت الحكم العسكري، وتشهد تضييقا على الحريات في ظل حكم السلطات الانتقالية وضبابية المشهد السياسي وآجال إنهاء الحكم العسكري.
ووفق متابعين، فإنّ السلطات العسكرية الحاكمة، التي لم تعلق على ظهور هذه المجموعة، تبدو وكأنها تمنحها الضوء الأخضر للنشاط، وتكميم أصوات المعارضين.
وقالت إذاعة فرنسا الدولية، إن هؤلاء الناشطين يهددون "الأصوات المعارضة" ويعلنون أنهم سيداهمون منازل من ينتقدون تصرفات النظام العسكري الحاكم.
وبحسب الإذاعة الفرنسية فقد توجه عدد من الشباب قبل أيام إلى منزل رئيس "الإطار الوطني للتشاور" لمنظمات المجتمع المدني، مؤكدة أنّ المراقبين قلقون ويخشون "الانزلاق إلى وضع خطير".
وتعيد تسمية هذه المجموعة إلى الأذهان حركة "السترات الصفراء" التي ظهرت في فرنسا قبل سنوات، واجتاحت الشوارع في حركات احتجاجية واسعة.
وسلّمت المجموعة التي عرفت نفسها باسم "السترات الحمراء" رسالة إلى والديْ ناشطة المجتمع المدني، صافياتو لوييز، وهي موجودة حاليا في المنفى في كوت ديفوار، وهي نشطة للغاية على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد طالبت عدة مرات باستقالة رئيس السلطة الانتقالية في بوركينافاسو الكابتن إبراهيم تراوري.
وحذر شخص قدم نفسه بصفة المتحدث باسم "السترات الحمراء" من أن أفراد المجموعة "سيهاجمون بشكل مباشر وعلني أولئك الذين يعارضون النظام، ولا يخافون العدالة أيضًا".
وعلّق ناشط في إحدى منظمات حقوق الإنسان بأنّ "هذا أمر خطير للغاية"، مندّدا بصمت السلطات الانتقالية.
واعتبر الصحفي والناشط موسى سوادوغو، أن "هذه الخطابات العنيفة التي أدلى بها هؤلاء الشباب مخيفة"، مُبديا شعوره بالقلق، وقال "لقد وصلنا إلى وضع أصبح فيه الانزلاق واضحا، كما هو الحال في بعض بلدان وسط أفريقيا" وفق تعبيره.
وأكد أنّ هؤلاء الشباب يتصرفون خارج أي إطار قانوني ويفلتون تمامًا من العقاب، ورأى أنّ على السلطات الحاكمة أن تكون لها الجرأة والشجاعة للمطالبة بوضع حد لهذه التصرفات.
