"البجعة البيضاء".. وحش روسي خارق يعانق السماء (صور وفيديو)
تعتبر طائرة "توبوليف 160" المطورة، وتحمل الرمز (TU 160)، والتي يطلق عليها "البجعة البيضاء"، إحدى أبرز أعمدة الصناعة العسكرية الروسية.
ويصف خبراء الطيران تلك الطائرة النفاثة باعتبارها "قاذفة استراتيجية خارقة" وهي أثقل وأكبر طائرة حربية، و"أخطر قاذفة استراتيجية" منذ العهد السوفييتي.
ويبلغ طول الطائرة العملاقة 54 متراً، أما وزنها الفارغ فيبلغ 110 أطنان، وأقصى وزن لها عند الإقلاع يبلغ 275 طناً.
وتفوق سرعة "توبوليف 160" سرعة الصوت، وهي قادرة على تحديد درجة انحناء جناحيها وتغيير زاوية ميلانها من 20 - 65 درجة.
وتمنح تلك الميزة الثورية الطائرة الأسطورية، التي يضم هيكلها 4 محركات من طراز "كوزنتسوف"، القدرة على زيادة سرعتها أثناء تنفيذ مهماتها.
وتتميز القاذفة بنظام للتزود بالوقود خلال الطيران، وتبلغ سعة خزانها 130طناً، وهي قادرة على التحليق لمسافة 7500 ميل دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
وتتمتع القاذفة الروسية النووية بقدرات رادارية عالية، ما يجعلها قادرة على ضرب العدو دون الدخول في مجال مضاداته الجوية.
وتحلّق الطائرة لمسافة تزيد عن 8000 كلم في كل مهمة، حاملة 12 صاروخاً حربياً من نوع Kh-101 و Kh-55SM برؤوس عادية ونووية.
وباستطاعة القاذفة العملاقة، التي تحمل على متنها 40 طناً من الذخائر، ضرب أهداف تبعد أكثر من 3000 كيلومتراً، بحسب صحيفة "روسيسكا غازيتا".
حصلت الطائرة على اسم "البجعة البيضاء" في السبعينيات، بسبب تصميمها ومظهرها، وتبقى حتى يومنا هذا أقوى طائرة هجومية أسرع من الصوت في العالم.
ويفتخر الجيش الروسي بهذه الطائرة، التي دخلت الخدمة في ثمانينيات القرن الماضي، وأقلع الطراز الأول منها في ديسمبر من العام 1981.
وبدأت روسيا الإنتاج الضخم للطائرة، في مصنع قازان للطيران عام 1984، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ثم توقف إنتاج الطائرة قبل أن تعيدها للحياة.
ومنحت روسيا "البجعة البيضاء" تغييراً عميقاً شمل معظم المعدات وأنظمة التحكم الآلي ومجمع التحكم بالوقود والطيران والأسلحة وغيرها، بحسب صحيفة "روسكويه أوروجيه".
وجعل نظام المعلومات والتحكم الجديد في القاذفة التخلي عن المعدات النظائر ممكناً، كما أصبحت قمرة قيادة الطائرة "رقمية" بالكامل.
وصنّعت روسيا 35 قطعة من هذه الطائرة حتى العام 2000، وبعدها بنحو 5 سنوات قررت روسيا إعادت إنتاجها في شكلها الجديد.
وفي حدث تاريخي، قامت الطائرة "توبوليف 160"، المبنية حديثًا، بأول رحلة لها من مطار قازان في يناير/كانون الثاني 2022 محلقة على ارتفاع 600 متر.
وأجرت أيقونة القوات الجوية الروسية، خلال الإقلاع الأول، عدة مناورات بسيطة، على مدار 30 دقيقة، بحسب وكالة "سبوتنيك".
وفي يوليو/تموز 2023 أجرت روسيا تجارب لقاذفتها الاستراتيجية الجبارة فوق القطب الشمالي، وحلقت وقتها في الأجواء لمدة 7 ساعات ورافقتها مقاتلات من نوع "ميغ 31".
وتعتزم روسيا زيادة عدد هذا الطراز من الطائرات وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة لمعرض قازان للطيران في تتارستان.
وتعمل القوات الجوية الروسية على تصنيع 15 طائرة أخرى من طراز "توبوليف 160" على أن يصل إجمالي عددها في الجيش الروسي إلى 30 طائرة.
ويبدو أن تلك الخطوة تأتي، بحسب خبراء، في سياق سباق التسلح وتعزيز القدرات العسكرية، خاصة مع خوض روسيا حرباً جارية ضد أوكرانيا وقرعها طبول حروباً أخرى محتملة.
وتسببت هذه الطائرات - التي يطلق عليها الغرب اسم "بلاك جاك" (Black Jack)- في أزمات كادت أن تتطور إلى مواجهات عسكرية مع بعض دول حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأثارت روسيا مخاوف لدى دول الحلف والولايات المتحدة الأمريكية، من استخدامها في الحرب الروسية الأوكرانية أو ضد دول الغرب، بعد تهديد الرئيس الروسي باستخدام أسحلة نووية.
واعتبر حلف "الناتو" أن وعيد بوتين المتكرر إنما هو اختبار لاستعداد دول الحلف ويأتي أيضاً كنوع من الاستفزاز واستعراض القوة"، وفق ما جاء على لسان أمين عام الحلف.
