"الخاسر الأبدي".. ماسرا يتمسك بالسعي لمقعد الرئيس في تشاد

يبدو رئيس الوزراء التشادي سوكسيه ماسرا مصرًّا على الظهور في موقع "المعارض الأبدي وحتى الخاسر الأبدي" من جميع معاركه السياسية، بحسب تقرير إخباري نشره موقع "لوجورنال دو لافريك".

وأعلن ماسرا، المنافس التاريخي للرئيس الراحل إدريس ديبي الأب، ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة بعد أسابيع، رغم أن بوادر الهزيمة تبدو بيّنة في الأفق، وفق التقرير.

وخلال اجتماع كبير في العاصمة نجامينا، تم إعلان ترشيح ماسرا رسميًّا للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس من مايو/ أيار المقبل.

وفي سياق يتسم بالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية، فإن أنصار ماسرا يُظهرون مع ذلك تفاؤلهم بشأن فوزه.

ورغم التوترات الأمنية التي تلت وفاة المعارض يحيى ديلو والاضطرابات الاجتماعية الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود، فإن بعض المؤيدين لرئيس الوزراء الحالي ما زالوا واثقين من الفوز، رافضين التحليلات المتشائمة، ويقول مؤيدوه "اليوم قال نعم، أمام الجميع ونحن جاهزون لدعمه".

لكن الطريق إلى الرئاسة سيكون صعبًا، لا سيما في ظل غياب مراجعة القوائم الانتخابية وفي ظل المؤسسات التي يسيطر عليها إلى حد كبير حزب الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، كما يقول التقرير.

وقدم ماسرا في كلمته لمحة عامة عن برنامجه، وسلط الضوء على خمس أولويات: التعليم والعدالة والأمن والدبلوماسية والاقتصاد.

وقد تم تعيين ماسرا رئيسا للوزراء من قبل الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي، خلفًا لصالح كيبزابو، الخصم التاريخي للرئيس الراحل إدريس ديبي الأب.

وكان هذا التعيين بمثابة نقطة تحول سياسية كبيرة، إذ سلط الضوء على التغيير في موقف ماسرا، الذي كان في السابق معارضًا شرسًا لنظام ديبي، الذي تم دمجه الآن في الحكومة.

وتميز ماسرا بأنه من أشد منتقدي النظام العسكري الذي يقوده نجل إدريس ديبي، الذي دفعه إلى المنفى بعد القمع العنيف لتظاهرات أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وكانت عودته إلى تشاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ودعوته إلى التصويت بـ "نعم" في الاستفتاء الدستوري في ديسمبر/كانون الأول 2023 بمثابة تحول سياسي كبير.

وتعرَّض اتفاق المصالحة الموقع بين ماسرا والسلطة القائمة لانتقادات من قبل جزء من المعارضة، بسبب العفو العام عن المسؤولين عن القمع العنيف لتظاهرات أكتوبر 2022؛ ما أدى إلى مقتل العشرات، بحسب مصادر مختلفة.

ورغم الإجراءات القانونية التي اتُّخِذت ضد ماسرا، ولا سيما بتهمة "محاولة تقويض النظام الدستوري" و"التحريض على انتفاضة تمرد"، فإن الاتفاق مع السلطات التشادية سمح بإلغاء مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه.

وأمضى ماسرا، الذي يُنظر إليه على أنه زعيم انتفاضة أكتوبر 2022، أكثر من عام في المنفى، وهو يدافع عن قضيته دوليًّا.