"بوتين مصدوم".. عملية داعش في العمق الروسي بسبب ثأر قديم

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات مصدومًا من مذبحة موسكو التي جاءت بعد أيام من انتخابه، وذلك وسط تحديات خلّفها التفجير الدامي الذي أقلق الكرملين، تزامنًا مع تحليل لخبراء كشفوا فيه عن أن العملية جاءت كثأر كان قديمًا لدى داعش ضد روسيا التي استهدفت عناصر التنظيم في مواقع متفرقة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته إلى أن الرئيس الروسي بات مصدومًا من العملية الإرهابية الضخمة التي طالت ضواحي موسكو وأن الأمر استغرق أكثر من 19 ساعة حتى يخرج لمخاطبة الأمة حول هذا الهجوم.

وفشل جهاز بوتين الأمني في منع المذبحة الأكثر دموية في تاريخ روسيا منذ عقدين من الزمن، ويعد هذا هو بداية القلق الذي خيّم على صدر الكرملين منذ إعلان نبأ العملية الإرهابية الضخمة والتي راح ضحيتها وفق آخر تحديث 137 شخصًا.

والتحدي الثاني الذي من المحتمل أن يثير حفيظة المواطنين الروس وخصوم بوتين، هو أن تؤدي حقيقة تجاهل الأخير لتحذير الولايات المتحدة بشأن هجوم إرهابي محتمل إلى تعميق الشكوك حول طريقة إدارته للبلاد واتخاذه القرارات التي تحمي شعبه بحسب مراقبين، وذلك على الرغم من نفي موسكو تلقيها من الولايات المتحدة أي "معلومات محددة" قبل الهجوم الذي استهدفها.

زيادة شهية التنظيمات الإرهابية

ولعل التحدي الثالث الذي يواجه بوتين حاليًا هو استتباب الأمن في البلاد لا سيما أن الحادث الإرهابي الأخير قد يزيد من شهية داعش وتنظيمات إرهابية أخرى لتكرار ذات السيناريو بل الأشد منه. 

في الإطار، قال الباحث في شؤون الإرهاب أحمد كامل البحيري إن داعش خراسان من أقوى فروع التنظيم الإرهابي لاحتوائه على أخطر عناصر القاعدة وطالبان المنشقين عن حركاتهم التي كانوا منخرطين بها.

وأوضح في تصريحات نقلتها "العربية"، أن داعش خراسان من أقوى 3 أفرع للتنظيم من مجمل أفرعه الـ17، مبينًا أن سبب تنفيذ فرع خراسان دون فرع القوقاز لهذه العملية في روسيا يرجع لسبب الدمج الذي حدث في العام 2020 ما بين مكتب الفاروق، والمكتب المسؤول عن تركيا وروسيا والقوقاز، ومكتب الصديق المسؤول عن أفغانستان وباكستان وإيران.

وأضاف البحيري: "تم دمج هذين المكتبين تحت إشراف والي خراسان، وبالتالي أصبح التنظيم الذي لديه الصلاحية لتنفيذ العمليات في روسيا هو تنظيم داعش – خراسان".

لماذا هذا التوقيت؟ 

حول أسباب توقيت الهجوم، أشار الخبير المصري إلى أن التوقيت جاء بعد يومين فقط من الانتخابات الروسية وبعد عملية ناجحة من القوات الروسية والجيش المالي في مواجهة التنظيم في باماكو، مؤخرًا، ليسفر عن مقتل العديد من أفراد التنظيم، بالإضافة إلى ضربة أخرى وجهتها روسيا ضد البادية السورية منذ 3 أسابيع وأسفرت أيضًا عن مقتل عناصر في داعش غرب الفرات.

وزاد قائلاً: "تريد داعش بهذه العملية أن تثبت لروسيا أنها قادرة على تنفيذ عمليات في قلب موسكو ردًا على العمليات التي قامت بها ضدها".

وأكد أن محولة هروب المنفذين للعملية باتجاه الحدود الأوكرانية لا يعني أو يثبت تورط كييف، وإنما هو مجرد محاولة هروب منهم لأقرب نقطة آمنة لهم.

الثأر مع روسيا

من جهته، أكد الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد بان، أن القدرات العملياتية لداعش تراجعت إلا أن لديها ثأرًا مع روسيا وتوعدتها في أوقات مختلفة، مضيفًا: "عمليات داعش – خراسان في روسيا لم تتوقف منذ عقدين، منذ العام 1999 وحتى العملية الأخيرة التي جرت في روسيا يوم أمس.