صحف عالمية: أوكرانيا تتفوق بحرب المدفعية.. ومخاوف من العنف السياسي بأمريكا

صحف عالمية: أوكرانيا تتفوق بحرب المدفعية.. ومخاوف من العنف السياسي بأمريكا

 

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الأحد، آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن تفوق أوكراني ملموس في ما يتعلق بـ"حرب المدفعية" بفضل الأسلحة الغربية، الأمر الذي يجعل كييف "تقلب الطاولة" لصالحها في ساحات القتال الجنوبية صوب مدينة خيرسون الساحلية.

وناقشت الصحف تقارير أخرى تحذر من "ضربة روسية" محتملة على بريطانيا، في ضوء تصاعد حدة التوترات المتبادلة بين البلدين.

 وفي الولايات المتحدة، تحدثت الصحف عن تصاعد خطير في ما يتعلق بالعنف ضد السياسيين الأمريكيين، وذلك بعد الهجوم الذي استهدف منزل رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، الجمعة، وأسفر عن إصابة زوجها، بول، ونقله إلى المستشفى، وذلك قبل أقل من أسبوعين على انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

أوكرانيا تقلب الطاولة في "حرب المدفعية"

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الأسلحة الغربية مكنت أوكرانيا من قلب الطاولة في "حرب المدفعية" التي كان التفوق الروسي واضحا فيها حتى سبتمبر الماضي.

وقالت الصحيفة إنه على سبيل المثال، تتمتع أوكرانيا في منطقة خيرسون الجنوبية الآن بميزة التوجيه الدقيق والمدى للمدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار، معتبرة أن التقدم هذا "يمحو ما كان يمثل أصلًا روسيًا بالغ الأهمية".

وأضافت الصحيفة أن الحرب في أوكرانيا كانت تحمل عنوان "المدفعية والصواريخ والطائرات دون طيار"، مشيرة إلى أن روسيا كانت لها اليد العليا في هذا الجانب، من خلال القدرة على إطلاق الذخائر على المدن والبلدات والأهداف العسكرية الأوكرانية من مواقع بعيدة عن متناول الأسلحة الأوكرانية.

وتابعت أنه في الأشهر الأخيرة، انقلب المد على طول الخطوط الأمامية في جنوب أوكرانيا، حيث يزعم قادة ومحللون عسكريون أن أوكرانيا تتمتع الآن بأسلحة غربية قوية وطائرات دون طيار قاتلة محلية الصنع وتفوق مدفعي في ساحات القتال.

وأوضحت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني: "كييف تتمتع الآن بميزة في كل من المدى والصواريخ الموجهة بدقة وقذائف المدفعية، وهي فئة من الأسلحة تُفتقر إلى حد كبير في الترسانة الروسية".

وأردفت: "تستهدف أوكرانيا مركبات مدرعة روسية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات بطائرات دون طيار رخيصة محلية الصنع، بالإضافة إلى حيازتها طائرات مسيرة أكثر تطوراً وأسلحة أخرى تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها. في المقابل، لا تزال موسكو قوة هائلة مسلحة بصواريخ كروز وجيش ضخم وملايين من قذائف المدفعية".

واستطردت: "سمحت الميزة المتزايدة لأوكرانيا في مجال المدفعية - في تناقض صارخ مع القتال في جميع أنحاء البلاد - بإحراز تقدم بطيء، وإن كان ثميناً، في الجنوب نحو مدينة خيرسون الاستراتيجية، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت روسيا من احتلالها بعد الغزو في فبراير".

وفي أحدث مثال على التقدم الأوكراني، قالت الصحيفة إنه تم عرض القدرات الجديدة لكييف فجر أمس، السبت، عندما ضربت طائرات دون طيار أوكرانية سفينة روسية راسية في ميناء سيفاستوبول الرئيسي لأسطول البحر الأسود، حيث تقع المدينة في عمق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وأضافت الصحيفة: "في خيرسون الآن، يزعم القادة الأوكرانيون أن الجانبين يطلقان ما يقرب من أعداد متساوية من القذائف، لكن الضربات الأوكرانية ليست فقط بعيدة المدى ولكنها أكثر دقة بسبب الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية وقذائف المدفعية التي قدمها الغرب".

وتابعت: "أدت هذه القوة النارية إلى قلب التوازن في الجنوب، مما زاد التوقعات بأن هجومًا طال انتظاره على خيرسون يقترب، على الرغم من دوامة من التضليل الواضح من القادة العسكريين على كلا الجانبين".

وفور هجوم القرم، أعلنت روسيا انسحابها من صفقة الحبوب الأوكرانية، وقالت إن سفن أسطول البحر الأسود والسفن المدنية المشاركة في ضمان أمن ما يسمى بممر الحبوب تعرضت للهجوم.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، تهدد هذه الخطوة بعرقلة الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي يرفع الحظر عن صادرات الحبوب الحيوية لأوكرانيا عبر البحر الأسود، وهو أمر حاسم لمعالجة أزمة الجوع العالمية ويأتي بعد يوم من حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الجانبين على تجديد الاتفاقية.

وتعد الاتفاقية، التي تنتهي صلاحيتها في 19 نوفمبر المقبل، واحدا من الإنجازات الدبلوماسية القليلة للحرب، كما أنها ساعدت في خفض الأسعار العالمية للقمح إلى مستويات ما قبل الحرب، مما ساعد على تخفيف أزمة الجوع العالمية التي نتجت جزئيًا عن الصراع.

وحذرت الصحيفة أنه إذا توقفت شحنات الحبوب الأوكرانية، فمن المحتمل أن تؤدي الخطوة إلى ارتفاع الأسعار العالمية للقمح والذرة والمنتجات الغذائية الحيوية الأخرى.

مخاوف من هجمات روسية على بريطانيا

وفي خضم تصاعد حدة التوترات المتبادلة بين البلدين في الأيام الأخيرة، وكان آخرها اتهام موسكو أمس لندن بالمشاركة في "العمليات التخريبية" التي لحقت بخط "نورد ستريم"، حذر جنرال عسكري بريطاني من أن بلاده قد تتعرض لهجمات صاروخية روسية.

ونقلت صحيفة "ديلي إكسبريس" عن إدوارد ستينجر، وهو مشير جوي بريطاني متقاعد، قوله إن لندن "معرضة" لتهديد الصواريخ الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والصواريخ الباليستية.

وأكد ستينجر أن الدفاعات الجوية البريطانية "محدودة للغاية" دون نظام دفاع جوي بعيد المدى، معتبراً أن الطريقة الوحيدة لحماية لندن من الضربات الروسية هي وضع مدمرة من "النوع 45" مزودة بصواريخ من طراز "سي فايبر" في نهر التمز.

وأضاف ستينجر أن "الأسلحة النووية لم تختف في نهاية الحرب الباردة، وأن القوى النووية لا تعتبر هذه الأسلحة مجرد عمل للردع"، داعياً بلاده إلى ضرورة مراجعة مبادئها النووية والردع في ضوء الحرب في أوكرانيا، وهو أمر أكد أن الولايات المتحدة قد بدأت فعله.

وتابع ستينجر، وفقاً للصحيفة: "يجب أن ننظر في كيفية تشكيل قواتنا المسلحة للتعامل مع الأسلحة النووية وردع استخدامها؛ ليس فقط ردع التبادل الاستراتيجي، ولكن أيضًا استخدام الأسلحة النووية التكتيكية التي يراها خصومنا درجة مشروعة على سلم التصعيد".

ورأى ستينجر أن لدى المملكة المتحدة الكثير لتتعلمه من أوكرانيا، مشيرًا إلى أن المدافعين هناك أوقفوا قوة عظمى نصبت نفسها باستخدام عُشر الميزانية العسكرية لبريطانيا.

وقالت "ديلي إكسبريس" إن تصريحات ستينجر تأتي وسط مخاوف من التصعيد في أوكرانيا، حيث تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة في ساحة المعركة. وأضافت أنه في الأيام الأخيرة، حذر المسؤولون الروس من أن أوكرانيا قد تستخدم ما يسمى بـ"القنبلة القذرة". ورفض المحللون والمخابرات الغربية هذه الادعاءات.

تصاعد العنف السياسي في أمريكا

وفي الولايات المتحدة، رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الهجوم الذي استهدف منزل رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وأسفر عن إصابة زوجها، بول، قد يؤدي إلى زيادة المخاوف من تصاعد العنف السياسي في البلاد، وذلك قبل أقل من أسبوعين على انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

وذكرت الصحيفة أن "هجوم المطرقة" الدموي على بول بيلوسي هو الأحدث في سلسلة من أعمال العنف والتهديد مع اقتراب الانتخابات، كما أنه يأتي وسط تصاعد مقلق في الخطاب العنيف والتهديدات التي تستهدف المشرعين والقضاة والمرشحين السياسيين الأمريكيين.

وقالت الصحيفة إنه بينما يستعد الأمريكيون للذهاب إلى صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر المقبل، حذر العديد من الخبراء والمراقبين من خطر أعمال العنف السياسي، حيث تجرى الانتخابات في "جو من المؤامرة والترهيب" وسط مزاعم يمينية واسعة النطاق بتزوير الناخبين واتهامات مستمرة خالية من الأدلة بأن انتخابات 2020 سُرقت.

وكانت الشرطة الأمريكية قد ألقت القبض على مشتبه به يدعى ديفيد ديباب، قالت السلطات إنه اقتحم منزل بيلوسي في سان فرانسيسكو وضرب زوجها بمطرقة حتى نزع رجال الشرطة سلاحه. ويواجه ديباب (42 عاماً) الآن عددًا من التهم، بما في ذلك محاولة القتل والاعتداء بـ"سلاح مميت".

ونقلت "الغارديان" عن شبكة "سي. إن. إن" قولها إن المهاجم كان يعتزم استهداف رئيسة مجلس النواب على ما يبدو، التي لم تكن في سان فرانسيسكو وقت الهجوم. وبحسب ما ورد، دخل المشتبه به منزلها وهو يصرخ "أين نانسي، أين نانسي؟".

ووفقًا لتقرير الصحيفة البريطانية، أبلغت "شرطة الكابيتول" الأمريكية عن ارتفاع إجمالي في عدد التهديدات ضد أعضاء الكونغرس منذ تمرد 6 يناير من العام الماضي. وقالت الصحيفة: "وفقًا لأحدث البيانات، قامت السلطات بتتبع 9625 تهديدًا ضد أعضاء الكونغرس في عام 2021، مقارنة بـ3939 حالة مماثلة في عام 2017".

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن المشرعين الديموقراطيين والجمهوريين قد واجهوا عددًا من التهديدات في الأشهر الأخيرة، إلا أن الزيادة لم يتم توزيعها بالتساوي على الطيف السياسي.

 وتابعت: "وفقًا لدراسة أجرتها رابطة مكافحة التشهير، ارتكب المتطرفون اليمينيون حوالي 75 % من 450 جريمة قتل سياسي وقعت في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي، مقارنة بـ 4 % منسوبة إلى متطرفين يساريين".

وأردفت: "حادث اقتحام الكونغرس في 6 يناير، الذي نفذه مجموعة من أنصار الرئيس السابق، دونالد ترامب، في محاولة لتعطيل التصديق على فوز جو بايدن، قدم مثالًا حيًا على خطر التطرف اليميني، حيث خلص تقرير مجلس الشيوخ من الحزبين إلى مقتل سبعة أشخاص جراء الحادث".

وقالت الصحيفة إن الهجوم على زوج بيلوسي قد أثار دعوات للمشرعين الجمهوريين لإدانة استخدام التهديدات والعنف ضد المعارضين السياسيين.

ونقلت الصحيفة عن آدم كينزينجر، العضو الجمهوري في لجنة مجلس النواب المختارة للتحقيق في هجوم 6 يناير الذي تلقت عائلته تهديدات بالقتل بسبب عمله مع اللجنة، قوله: "الهجوم على بول بيلوسي من قبل رجل مهووس بالمؤامرات الانتخابية هو حقيقة خطيرة شجعها بعض أعضاء حزبي. يجب أن يدان هذا من قبل كل عضو في الكونغرس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com