قنبلة اليابان النووية.. متى وكيف ولماذا؟
قنبلة اليابان النووية.. متى وكيف ولماذا؟قنبلة اليابان النووية.. متى وكيف ولماذا؟

قنبلة اليابان النووية.. متى وكيف ولماذا؟

إرم – (خاص) من إميل أمين

هل استشرفت اليابان مبكراً وضع الإمبراطورية الأمريكية حول العالم والانحدار الحضاري والاقتصادي اللذان بدآ يحيقا بها، ولهذا عمدت منذ العقد الأول من الألفية الجديدة إلى بناء أو الاستعداد بصمت لإنتاج سلاحها النووي؟

في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 2006 نشرت صحيفة "سانكي" اليابانية وثيقة حكومية تشير إلى خطط اليابان لإنتاج العديد من الرؤوس النووية، لكن هذه المعلومات التي تحملها تلك الوثيقة سرعان ما نفى صحتها الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني وقتها "ياسو خيا سيوداكي" الذي أعلن إن الحكومة ليس لها علم إطلاقا بوجود مثل هذه الوثيقة.

بيد أن موضوع إنشاء قنبلة نووية وإمكانية إنشائها مازالت مفتوحة، لقد بدأت اليابان تعيد النظر بسياستها العسكرية مع وصول رئيس الوزراء الياباني الجديد "شينزو آبي" وأصبح ما كان يجري الحديث عنه بصوت منخفض، يتخذ شكل برامج ذات أهداف محددة، بهذا الخصوص مستخدمين شعار الخطر الكوري الشمالي لتبرير الرغبة بمثل هذا البرنامج. ودعت الحكومة اليابانية الشعب إلى رفض مواد دستور البلاد التي تصف اليابان بأنها دولة مسالمة، وبدأت بتشكيل قوات مسلحة قوية وتشريع حق الجيش والأسطول الياباني بالمشاركة مع الولايات المتحدة الأمريكية في العمليات العسكرية في أي منطقة في العالم، وبناء جهاز حكومي استخباراتي على شاكلة جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ليس هذا فقط، بل إنه بموازاة ذلك شن حملة إيديولوجية واسعة لإعادة صياغة رأي المواطنين وجعلهم يتقبلون هذا التوجه الجديد للحكومة اليابانية، ووضع رئيس الوزراء "شينزو آبي" بهذا الخصوص مهمة وهي العودة إلى صفوف المدرسة الوطنية.

والشاهد أنه بحسب نتائج استطلاعات الرأي العام في اليابان التي أجريت في نوفمبر الماضي فإن 60% من اليابانيين يوافقون على إجراء تغييرات في الدستور، وفي البرلمان هناك نحو ثلثي الأعضاء مستعدون للموافقة على مثل هذا التغيير في دستور البلاد.

تستدعي الوثيقة التي نحن بصدد الحديث عنها عدة تساؤلات جوهرية في مقدمتها هل اليابان لديها المواد النووية اللازمة لصناعة القنبلة النووية، ثم وربما هذا لا يقل أهمية عن سابقه: هل لديها التكنولوجيا النووية التي تمكنها من إنتاج مثل تلك القنبلة؟

حسب الوثيقة التي بين أيدي اليابانيين فإنه في الوقت الحاضر لدى اليابان احتياطيات من البلوتونيوم ومن اليورانيوم التي تكفي لإنتاج أسلحة نووية، وحتى نهاية عام 2005، أصبح لدى اليابانيين حوالي 43.8 طنا من البلوتونيوم، منها 5.9 أطنان موجودة في الأراضي اليابانية، و37.9 طنا في إنجلترا وفرنسا.

وإذا كان تصنيع رأي نووس واحد يحتاج إلى ثمانية كيلوجرامات من البوتونيوم، فإن ما يمكن أن تمتلكه اليابان من الرؤوس النووية، وفق ما لديها من احتياطات يبلغ نحو 5475 عبوة.

ليس هذا فقط بل أن هناك معلومات مؤكدة تؤكد أن عملية تصنيع السلاح النووي في اليابان لن تستغرق أكثر من ستة أسابيع، وتكون متفقة مع جميع المعطيات العلمية المعاصرة، حول الضمانة الآمنة لهذا السلاح، وكذلك أن تكون قنابل نووية يمكن إطلاقها من الجو أو رؤوس نووية على الأرض.

ولعل أكثر ما بات يعطي إشارات إلى أن وضع اليابان يتغير بالفعل هو ما جرى في شهر فبراير الماضي، ذلك أنه تحت ضغوط أمريكية شديدة ونداءات آسيوية ودولية عديدة، خرج وزير الخارجية الياباني "فوميو كيشيدا" ليعلن أن الحكومة اليابانية بدأت بإجراء مباحثات مع الجانب الأمريكي بشأن إعادة المواد النووية "البلوتونيوم" التي تحتفظ بها بلاده منذ الحرب الباردة، والتي تدور تكهنات حول عزم طوكيو استخدامها في إنتاج أسلحة نووية.

ورغم اعتبار سفير الولايات المتحدة الأمريكية في طوكيو "توماس شيفير" أنّ اليابان ليست بحاجة إلى امتلاك السلاح النووي، إلا أنه أكد في الوقت ذاته أن واشنطن لن تعارض فتح نقاش حول هذه المسألة التي بقيت لفترة طويلة من المحرمات في اليابان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com