هل فشل نتنياهو في إقناع بوتين بمخاطر النفوذ الإيراني؟
هل فشل نتنياهو في إقناع بوتين بمخاطر النفوذ الإيراني؟هل فشل نتنياهو في إقناع بوتين بمخاطر النفوذ الإيراني؟

هل فشل نتنياهو في إقناع بوتين بمخاطر النفوذ الإيراني؟

تتناقل وسائل إعلام ما يمكن اعتباره تهديدات من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، في منتجع سوتشي جنوبي روسيا.

وأكدت وسائل إعلام، أن نتنياهو قال أمام مضيفه الروسي "إن إسرائيل ستعمل بشكل أحادي الجانب لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا"؛ ما يفسّر تحليلات إسرائيلية سابقة، لفتت إلى أن إسرائيل ستلجأ للخيار العسكري حال فشلت جهودها مع الجانبين الأمريكي والروسي.

ونشرت قناة "20" العبرية اليوم الخميس، جانبا من تفاصيل الاجتماع بين نتنياهو وبوتين بالأمس، وكشفت نقلا عن مصادر شاركت بالاجتماع، أن نتنياهو أكد أمام بوتين أن بلاده ستعمل بشكل أحادي الجانب لوقف النفوذ الإيراني المتزايد على حدودها الشمالية، كما أنها "لن تسمح بأن تؤسس إيران ميناء عسكريا على السواحل السورية، ومن ثم ستتصدى لذلك".

وعلى الرغم من استخدام نتنياهو لمصطلح "أحادي الجانب" لوصف ما ستقوم به إسرائيل تجاه تزايد النفوذ الإيراني في سوريا قد يحمل أكثر من تفسير، بيد أن التفسير الأقرب هو ما كان محللون إسرائيليون أكدوه قبيل زيارة نتنياهو إلى روسيا، مؤكدين أن الخيار العسكري مطروح على الطاولة حال فشلت الجهود مقابل الجانبين الأمريكي والروسي.

وتناقلت وسائل الإعلام بالأمس تفاصيل الاجتماع بين بوتين ونتنياهو، وهو الاجتماع الذي عقد بحضور رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين؛ ما يدل على أنه شمل عرض معلومات استخباراتية على الرئيس الروسي، لكن تهديد نتنياهو بالعمل أحادي الجانب لا يمكنه أن يصدر حال أبدى بوتين قناعة بما عرضه عليه كوهين من معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل.

وتدل المطالب الإسرائيلية التي تتناقل وسائل الإعلام تفاصيلها على طبيعة المعلومات التي عرضها رئيس الموساد على بوتين أو على نظرائه الروس، وهي معلومات يعلمها الروس في الغالب، هذا إن كانت صحيحة ودقيقة، وعلى رأسها مسألة بناء مصانع إيرانية لإنتاج الصواريخ في لبنان وسوريا، فضلا عن مساع لتدشين ميناء عسكري على الساحل السوري يسمح بتواجد دائم للقوات الإيرانية على مقربة من حدودها.

وتعتقد إسرائيل أن التواجد الإيراني على مقربة منها يشير في اتجاهين، الأول عبر دعم ميليشيات عسكرية لا ترقى إلى مستويات الجيوش النظامية، هذا بخلاف ميليشيات حزب الله اللبناني التي تعمل حاليا بأساليب الجيوش النظامية، لكنها تتحدث -أيضا- عن مخاوف من تواجد عسكري مباشر للقوات الإيرانية النظامية وقوات الحرس الثوري.

ويفتح تهديد نتنياهو بالعمل أحادي الجانب المجال أمام احتمالات الحديث عن فشل الزيارة التي قام بها ولقائه مع الرئيس الروسي، وهي الزيارة التي أجراها على خلفية فشل الجهود الإسرائيلية في إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة تغيير بنود اتفاق الهدنة بشأن جنوبي سوريا، بما يحول دون نجاح إيران في ترسيخ أقدامها هناك.

وكان محللون عسكريون زعموا الأسبوع الماضي، أن الجيش الإسرائيلي قد يجد نفسه يخوض حربا ضد إيران داخل الأراضي السورية، وقالوا إن موقف الإدارة الأمريكية الذي لا يكترث بالمتطلبات الأمنية الإسرائيلية، هو الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي لاتخاذ قرار التوجه إلى روسيا، وعقد اجتماع مع الرئيس بوتين، لبحث مسألة ترسيخ أقدام إيران على الحدود الإسرائيلية الشمالية في الجولان.

وأوفد نتنياهو أخيرا رئيس "الموساد" على رأس وفد أمني كبير إلى واشنطن، التقى هناك مسؤولي الإدارة الأمريكية، وناقش معهم اتفاق الهدنة الخاص بجنوب سوريا، لكنه عاد بانطباع أن الأمريكيين لديهم شواغل أخرى على رأسها ملف كوريا الشمالية، وأنهم غير مستعدين للتعاطي مع المخاوف الإسرائيلية.

وذهب هؤلاء المحللون إلى أن الاتفاق يخدم المصالح الأمريكية والروسية بالفعل، بيدَ أنه أبعد بكثير عن المصالح الإسرائيلية، إذ يقرب "عدو لدود وقوي لحدود إسرائيل"، على حد وصفهم، لافتين إلى أن المسؤولين بالبيت الأبيض استمعوا للموقف الإسرائيلي واطلعوا على المعلومات التي نقلها رئيس "الموساد"، وردوا بكلمات دبلوماسية لا جدوى منها.

وقال المحللون إن واشنطن ترى أن تحقيق الهدوء في سوريا يعد انجازا سياسيا هائلا، على الرغم من تداعياته الخطيرة على إسرائيل، الصديقة الأقرب في الشرق الأوسط.

ويفترض أن لجوء نتنياهو لعرض خيارات إسرائيل أمام بوتين بشأن العمل أحادي الجانب ضد إيران في سوريا، هو دليل على فشله في إقناع الجانب الروسي بضرورة إدخال تعديلات على اتفاق الهدنة على غرار الفشل في إقناع الجانب الأمريكي؛ ما يفتح المجال أمام احتمالات تنفيذ عمليات تستهدف التواجد الإيراني في سوريا، قد تشمل شن غارات جوية ضد أهداف محددة، على غرار ما حدث في السنوات الماضية ضد "حزب الله" أو مواقع تابعة للجيش السوري النظامي.

ومع ذلك، تحدث وزير حماية البيئة الإسرائيلي ذئيف إليكين، والذي كان مشاركًا بالاجتماع بين بوتين ونتنياهو مع موقع صحيفة "معاريف" اليوم الخميس، وقال إن لدى الجانبين موقفًا مشتركًا بشأن قواعد اللعب في سوريا؛ ما يعني عمليا، أن روسيا من وجهة نظره، تشاطر إسرائيل رفض تمدد النفوذ الإيراني بالمنطقة، أو تحويل سوريا إلى قاعدة إيرانية بالمنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com