بعد عام من القتال.. روسيا تسيطر على مدينة ماريينكا الإستراتيجية

تمكنت القوات الروسية، بعد عام تقريبًا من القتال العنيف، من السيطرة شبه الكاملة على مدينة ماريينكا التي تعتبر بوابة الحدود الإدارية الغربية لإقليم دونيتسك.

ونشرت وسائل إعلام روسية، مقطع فيديو يَظهر فيه جنود روس يضعون علم بلادهم على حدود المدينة.

واشتدت المعارك هناك مطلع العام الجاري، إذ حاولت القوات الروسية أكثر من مرة شن هجمات واسعة على المدينة، إلا أنها لم تتمكن من اختراق الدفاعات الأوكرانية.

وكان القائم بأعمال رئيس "جمهورية دونيتسك"، دينيس بوشيلين، أعلن في شهر أيلول/سبتمبر، أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على نصف مدينة ماريينكا.

وقال إن السيطرة على المدينة بالكامل بات وشيكًا بعد نقل وحدات شيشانية إضافية تتميز بخبرات قتالية، وهو بالفعل ساعد بالسيطرة، فقد أنجزت تلك القوات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما لم تستطع إنجازه منذ مطلع العام الجاري.

خاصرة دونيتسك الضعيفة

ولطالما كانت مدينة ماريينكا تشكل الرعب للقاطنين وللعسكريين في دونيتسك، إذ كانت تنطلق منها صواريخ "غراد" الأوكرانية، باتجاه مركز المدينة، لكن وبعد السيطرة الروسية، لم تتمكن القوات الأوكرانية من استخدام هذه الصواريخ، بحسب الخبراء العسكريين.

وهذا التقدم الروسي، هو الأول من نوعه باتجاه الجبهة الغربية منذ مدة طويلة؛ ما يجعل التحرك باتجاه الحدود الإدارية الغربية لإقليم دونيتسك أسهل، إذ كان ينصبُّ التوجه العسكري سابقًا على شمال دونيتسك، وتحديدًا باتجاه أفدييفكا، وباخموت، لكن هذه المرة فإن التوجه سيكون غربًا.

ويشير ذلك إلى أن القوات الروسية مصممة على الوصول قريبًا إلى أحد أهداف الحرب، بحسب موسكو، وهي السيطرة الكاملة على الأقاليم الأربعة، وأهمها إقليم دونيتسك، اذ لم يتبق أمام القوات الروسية حتى الوصول إلى الحدود الإدارية الغربية سوى 7 مدن صغيرة.

هجوم الخريف

وتحاول القوات الروسية بحسب مراقبين تكثيف هجماتها على "المدن الصعبة"، فيما يعرف بـ"هجوم الخريف"، وخلق مناطق خالية من التهديد، لحماية تحصيناتها وجنودها، في المعسكرات الخلفية، خاصة مع اقتراب أشهر فصل الشتاء الأكثر برودة.

وتسعى القوات الروسية بعد سيطرتها على المناطق المجاورة لمركز دونيتسك، إلى البدء في التحصين ورص الدفاعات، وهي الطريقة ذاتها التي استخدمتها روسيا قبل الإعلان عن الهجوم المضاد الأوكراني في الربيع الماضي، والذي فشل بتقدير خبراء بسبب التحصينات الروسية في المدن التي حاولت أوكرانيا استرجاعها.

ويرى الخبراء العسكريون الروس، أن القوات الروسية تسير بالطريق "الصحيح عسكريًّا"، معتقدين أن هذا الطريق يشي بأن بداية النهاية للحرب قد بدأت فعليًّا، إذ يقدّر هؤلاء أنه ومع حلول نهاية عام 2024، ستكون روسيا سيطرت على الحدود الإدارية للمناطق الأربع التي ضمتها، وبهذا تكون الأمور ذاهبة إلى طاولة المفاوضات.

ويعتقد الخبراء أن الغرب "سيقتنع" وسيجبر كييف، على الاعتراف بالواقع العسكري الجديد، والبحث عن أي اتفاق ينهي الاقتتال بين البلدين.