"روسيا الصغيرة".. دولة جديدة تقع بين روسيا وأوكرانيا
"روسيا الصغيرة".. دولة جديدة تقع بين روسيا وأوكرانيا"روسيا الصغيرة".. دولة جديدة تقع بين روسيا وأوكرانيا

"روسيا الصغيرة".. دولة جديدة تقع بين روسيا وأوكرانيا

أعلن زعيم المتمردين المؤيدين لروسيا في إقليم منفصل بشرق أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، اقتراحات لإلغاء أوكرانيا وإقامة دولة جديدة بدلا منها، وهي تصريحات قد تقوض بشكل أكبر اتفاق سلام، وقع في عام 2015 ويواجه عقبات بالفعل.

ورفض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الفكرة، ووصف ألكسندر زخارتشينكو زعيم جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، بأنه جزء من "عرض للدمى" تحركه روسيا بخيوط من أجل توصيل رسالة.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا تريد أن تظهر للعالم خاصة الولايات المتحدة أنها تستطيع أن تبقي الأزمة معلقة وتعميقها إذا اقتضى الأمر.

وعينت الولايات المتحدة مبعوثا جديدا للأزمة الأوكرانية في الشهر الجاري، ومن المرجح أن تبدأ موسكو وواشنطن التعامل بانتظام مع هذا الشأن.

وقال زخارتشينكو، الذي لم يكن يتوقع بشكل يذكر أي شيء آخر سوى رفض كييف الصريح لذلك، إنه وحلفاءه يقترحون دولة جديدة تحمل اسم مالوروسيا (روسيا الصغيرة) تكون عاصمتها في دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون.

ومالوروسيا هو المصطلح الذي كان يستخدم لوصف مساحات من أوكرانيا المعاصرة، عندما كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية، ويعتبره الكثير من الأوكرانيين اليوم لفظا مهينا.

وقال زخارتشينكو في بيان: "نقترح على مواطني أوكرانيا طريقة سلمية للخروج من وضع صعب بدون حرب، وهذا هو اقتراحنا الأخير"، ووفقا للاقتراحات ستكون الدولة الجديدة اتحادية تشمل مناطق تحظى بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي.

وأشار زخارتشينكو إلى أن هذه الخطوة حظيت بدعم ممثلين لمناطق أوكرانية متنوعة برغم أن بيانا من جمهورية لوجانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد ويسيطر عليها المتمردون أيضا، قال إنه ليس لديهم أي علم بشأن هذه المبادرة.

أوهام مريضة

وألقى هذا الإعلان بظلاله على اتفاق مينسك للسلام بين المتمردين والحكومة الأوكرانية والذي فشل في وقف القتال بين الجانبين وتم تنفيذه بشكل جزئي فقط منذ اندلاع الانتفاضة المؤيدة لروسيا في شرق أوكرانيا عام 2014.

وتنفي روسيا اتهامات بأنها نقلت أسلحة وقدمت قوات لدعم المتمردين في منطقة شرق أوكرانيا الصناعية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية.

وقال يوفين مارتشوك ممثل أوكرانيا في محادثات تطبيق اتفاق السلام لقناة "112" الأوكرانية إن إعلان زخارتشينكو سيعقد المفاوضات ويبدو كما لو كان محاولة روسية لتخريب العملية.

ونددت فرنسا، التي تشارك بشكل وثيق مع ألمانيا، في محاولة حل الأزمة الأوكرانية بالفكرة وطالبت روسيا بفعل المزيد لمنع حدوث المزيد من التصعيد.

وانتقد متحدث باسم الحكومة الألمانية هذه الخطوة وقال إنها "غير مقبولة جملة وتفصيلا".

وقال فيكتور موتشينكو رئيس الأركان العامة للجيش الأوكراني على موقع تواصل اجتماعي إن الشعب الأوكراني "سيدفن" مالوروسيا، ووصف خطة أحد زعماء المتمردين بأنها "أوهام مريضة".

ومن المتوقع أن يصدر الكرملين، الذي ينفي مزاعم بأنه يسيطر على المتمردين، تعليقا على الأمر اليوم.

وقال ثلاثة زعماء سابقين للمتمردين،  في مايو/ أيار إن أحد كبار مساعدي الرئيس فلاديمير بوتين سيقرر كيفية إدارة شرق أوكرانيا المؤيد لروسيا ويختار من يتولى المناصب هناك، وهو ما يدحض نفي الكرملين لسيطرته على الأمور هناك.

واندلعت حركة تمرد انفصالية في إقليمي دونتسك ولوهانسك في أقصى المنطقة الشرقية من أوكرانيا منذ ثلاثة أعوام، عندما أطاحت كييف برئيسها الموالي لروسيا وسط احتجاجات جماعية تدعو إلى إقامة علاقات أوثق مع الغرب.

وأدانت روسيا الإطاحة بالرئيس ووصفتها بأنها انقلاب مدبر من الغرب وردت بضم إقليم القرم الجنوبي، وهو موقع قاعدة بحرية روسية كبرى مطلة على البحر الأسود.

وساندت روسيا علنا قضية المتمردين في إقليمي أوكرانيا الشرقيين، غير أنها نفت بشدة مزاعم الحكومة الأوكرانية بأنها أرسلت جنودًا وذخائرَ إلى منطقة الصراع.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في هذا الصراع وفقًا لتقديرات الألمم المتحدة، ودعت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا -التي تراقب بشكل مستقل عمليات القتال في تلك المنطقة- الجانبين إلى وقف سفك الدماء.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com