وسط آمال بوحدة المعارضة.. "مسيرة العدالة" تقض مضاجع أردوغان قبيل الانتخابات‎
وسط آمال بوحدة المعارضة.. "مسيرة العدالة" تقض مضاجع أردوغان قبيل الانتخابات‎وسط آمال بوحدة المعارضة.. "مسيرة العدالة" تقض مضاجع أردوغان قبيل الانتخابات‎

وسط آمال بوحدة المعارضة.. "مسيرة العدالة" تقض مضاجع أردوغان قبيل الانتخابات‎

في أكبر تحد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل عام، يأمل معارضون أتراك أن تشكل المظاهرات المليونية التي شهدتها إسطنبول، نقطة انطلاق تساهم في إعادة قوى المعارضة لترتيب صفوفها وأوراقها، تحضيرًا لمواجهة أردوغان في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها عام 2019.

وكان أردوغان اتخذ في الآونة الأخيرة، خطوات عملية ساهمت في تعزيز قبضته على البلاد، انطلاقًا من فرض حالة طوارئ لا تزال مستمرة حتى الآن، على خلفية انقلاب فاشل كاد يطيح به في تموز/يوليو 2016؛ ما أسفر عن إطلاق حملة تطهير تسببت في اعتقال نحو 50 ألفًا وعزل ونقل نحو 120 ألفًا من المعارضين، وإغلاق غالبية الصحف والمواقع المعارضة.

كما تمكن أردوغان منتصف نيسان/ أبريل الماضي، من تمرير تعديلات دستورية خلال استفتاء شعبي؛ ما أسفر عن تغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، ومنحه سلطات تنفيذية غير مسبوقة، ما تسبب في اتهامه من قبل معارضين بتعزيز طموحاته السلطوية، والتفرد بحكم البلاد.

تحول غير متوقع

وجاءت "مسيرة العدالة" -التي أطلقها كمال كلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري منتصف حزيران/يونيو الماضي، سيرًا من العاصمة أنقرة إلى إسطنبول، وشبهها البعض بمسيرة الملح التي أطلقها المهاتما غاندي لمواجهة الاحتلال الإنجليزي للهند، سلميًا- لتشكل منعطفًا غير متوقع قد يغير مجرى الأحداث إلى غير ما يشتهي أردوغان.

ودخل أكثر من مليوني شخص إلى إسطنبول، الأحد، المحطة الأخيرة من "مسيرة العدالة".

في هذا الصدد، يرى الباحث في الشأن التركي صلاح لبيب، أن "الاحتجاجات الأخيرة تُعد أقوى فعاليات احتجاجية منذ أحداث "غِزي بارك"، لكن ما يميز الاحتجاجات الحالية هو أنها مدعومة من ثاني وثالث أكبر أحزاب تركيا؛ وهما الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الكردي".

وقال لبيب إن "الاحتجاجات تأتي -أيضًا- في مرحلة أغلقت فيها الحكومة كل وسائل الاعتراض السلمي"، في إشارة منه إلى موجة احتجاجات شعبية جرت عام 2013، وشكلت حينها تحديًا بالغ الخطورة لأردوغان قبل أن يتمكن من التصدي لها.

وأردف لبيب أنه "من المثير هنا انضمام سياسيين مقربين من أردوغان للاحتجاجات"، معتقدًا أن "حركة الاحتجاج ستتسع؛ لأن المعارضة لديها يأس شديد مع سيطرة الحزب الحاكم على البرلمان، وتحكم الرئيس وفق التعديلات الدستورية في كل شيء وإخضاعه السلطات التشريعية والقضائية له، ما أجبر المعارضة على النزول إلى الشارع".

وواصل الخبير وفقًا لما نقلته عنه صحيفة "اليوم السابع" المصرية الاثنين بقوله إنه "من الملاحظ مشاركة بعض الحاضنة الشعبية المحافظة للنظام في الأناضول في الاحتجاجات، وهو ما يشير إلى تحولات مستقبلية في تركيا".

في حين يؤكد الباحث في الشؤون التركية محمد حامد، أن "المعارضة التركية تمر بحالة إعادة تموضع، إضافة إلى السير في مسار جديد استعدادًا لانتخابات 2019، والتصدي لمنع انزلاق البلاد نحو الدكتاتورية".

"مسيرة العدالة"

واحتشد مئات الآلاف من المحتجين الأتراك في إسطنبول في ختام مسيرة استمرت 25 يومًا، تحولت إلى أكبر احتجاج على الحملة الحكومية التي أعقبت الانقلاب الفاشل.

وتجمع محتجون يلوحون بأعلام تركيا ويحملون لافتات كتبت عليها كلمة "العدالة" باللونين الأحمر والأبيض، ووقفوا للاستماع إلى زعيم المعارضة كلجدار أوغلو، وهو يتحدث في نهاية مسيرة قطع فيها 425 كلم.

وانطلق كلجدار أوغلو في مسيرته، احتجاجًا على اعتقال أنيس بربر أوغلو، وهو أول عضو برلمان عن حزب الشعب الجمهوري يُسجَن في إطار حملة التطهير، ليُحكَم عليه بالسجن مدة 25 عامًا، بتهمة "التورط في قضية إفشاء معلومات سرية، بقصد التجسس السياسي والعسكري" على خلفية تزويده صحيفة "جمهوريت" بمقطع فيديو يزعم أنه يُظهِر جهاز المخابرات التركي وهو يرسل أسلحة إلى سوريا.

ويصف حزب الشعب الجمهوري حكم السجن بحق بربر أوغلو، بأنه "محاولة للترويع" تستهدف معارضي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com