منتسبون لطائفة الأرثوذكس اليهودية "الحريديم"
منتسبون لطائفة الأرثوذكس اليهودية "الحريديم" رويترز

"أخطر قرار".. تجنيد الحريديم يضع نتنياهو في قلب "العاصفة"

يعيش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مرحلة يراها مراقبون للشأن الإسرائيلي، من أصعب مراحل حياته السياسية العاصفة، والتي اصطدم في الأيام الأخيرة منها بأعقد ملف واجهه لم يجد له الساسة الإسرائيليون حلاً منذ عقود.

وبالنسبة لنتنياهو، فإن أزمة تجنيد اليهود الأرثوذكس "الحريديم" تمثل بركاناً قد ينفجر في وجهه في أي لحظة إن لم تكن لديه الحنكة غير العادية من أجل إرضاء الأحزاب الدينية المشكلة للائتلاف الحالي الذي يدعم حكومة نتنياهو ويحميها من السقوط.

ويقول مراقبون إن المخاطر الناجمة عن إلغاء إعفاء "الحريديم" من الخدمة العسكرية ستكون كبيرة وخطيرة،  ومع أن الرأي العام يبدو مؤيداً لإلغاء الإعفاء، فإن حكومة نتنياهو تضم حزبين دينيين يمكن أن يؤدي انسحابهما من الائتلاف إلى إجراء انتخابات جديدة تشير استطلاعات الرأي إلى أن نتنياهو سيخسرها. 

وندد الحزبان، وهما حزب "يهودت هتوراة" وحزب "شاس"، الخميس، بالحكم الأخير الصادر عن المحكمة العليا وتعهدا بمكافحته، إلا أنهما لم يهددا بشكل صريح حتى الآن بالانسحاب من الحكومة.

ومن ناحية أخرى، يريد حلفاء وزير الدفاع يوآف غالانت، بمن في ذلك بيني غانتس المنتمي إلى تيار الوسط، أن يؤدي مزيد من الإسرائيليين الخدمة العسكرية لتقاسم العبء على نطاق أوسع. وغانتس هو جنرال سابق في الجيش ويحتل مركز الصدارة ليصبح رئيساً للوزراء إذا أُجريت الانتخابات.

وقال غالانت في الآونة الأخيرة، إن أي قانون تجنيد جديد سيحتاج إلى دعم جميع الأطراف، مشيراً إلى أنه سيعارض أي تشريع يبقي على الإعفاء.

انحياز وتضحية

ويعتقد كبار الساسة في إسرائيل أن نتنياهو سينحاز بلا شك إلى شركائه في "الائتلاف اليميني المتطرف" في أزمة تجنيد "الحريديم" حتى لو تطلب الأمر خروج الوزير في "مجلس الحرب" بيني غانتس.

ويرجح بعض المراقبين أن يتوصل نتنياهو إلى قانون ينسجم إلى حد كبير مع تطلعات الأحزاب الدينية حتى لو كلفه انسحاب غانتس الذي كان غطاء سياسياً واجتماعياً ودولياً لحكومة "اليمين" منذ بداية الحرب، أما الخيار الثاني فسيكون مستبعداً ويتمثل في الذهاب لقانون يقترب من الأحزاب العلمانية؛ ما يعني خسارة الأحزاب الدينية وسقوط الحكومة.

والأمر الآخر الذي يحاول نتنياهو تجنبه هو الذهاب لانتخابات مبكرة؛ ما يعني ضمنياً وقف الحرب على غزة، فضلاً عن سقوطه ومعسكر "اليمين" وتشكيل حكومة بديلة برئاسة بيني غانتس.

وتسود تكهنات بأن الأزمة الخاصة بتجنيد "الحريديم" ستلقى بظلالها على المجتمع الإسرائيلي بإحداث شرخ واسع بين الشق العلماني الليبرالي والشق المتدين، وهو مأزق يصعب الخروج منه.

رفض قاطع

وخرج كبار الحاخامات في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من أجل التعبير عن رفضهم القاطع والشرس لقرار التجنيد الإلزامي لأبناء "الحريديم"، مؤكدين عدم تجاوبهم مع أي مطالبات أو استعطافات من قادة الجيش بهذا الشأن.

وكشفت القناة 12 الإسرائيلية إن جنرالات من الجيش ضمن ما يعرف بمجموعة "إخوة في السلاح"، التي تطالب بتجنيد "الحريديم"، التقوا تسيفي فريدمان أحد أكبر الحاخامات في إسرائيل، حول أزمة التجنيد في لقاء تضمن "تصيرحات قاسية جداً، حسب وصف القناة. 

وقال الحاخام الذي يقود مظاهرات "الحريديم" ضد التجنيد، رداً على مطالبات "إخوة في السلاح"، إنه مستعد أن يذهب هو وعائلته إلى السجن أو يموتوا على أن يذهبوا للجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "أفضل أن يقتلهم العرب على أن يصبحوا علمانيين لأ، العلمانية أبشع من الموت، ولأن الجيش مقر العلمانية ومقر للثقافة الإسرائيلية العلمانية، فلن نذهب لهذا الجيش".

وتابع تصريحاته التي صدمت جنرالات الجيش: "نفضل أن نأكل لحم الخنزير ولا نتواجد في مكان علماني، وأيديولوجية علمانية، والجيش لا يملك الأدب والثقافة ومتخلف ومجرم.

السجن أو الهرب

 وكان الحاخام الأكبر في إسرائيل يتسحاق يوسف قد هدد بأنه في حال فُرضت الخدمة العسكرية على اليهود المتشددين "الحريديم" فإنهم سيسافرون إلى الخارج.

وقال يوسف في خطاب له: "إذا أجبرونا على الخدمة في الجيش سنسافر إلى الخارج، سنشتري تذاكر ونسافر، ماهذا لا يوجد أمر كهذا، هذا الذي تقف الدولة بفضله".

أخبار ذات صلة
هل يطيح "زلزال الحريديم" بحكومة نتنياهو المتطرفة؟

وأضاف: "العلمانيون يجب أن يفهموا هذا الأمر الذي لا يفهمونه، أنه دون التوراة والمؤسسات الدينية والكُتاب لن ينتصر الجيش، وبالرغم من ذلك لا ينجح الجيش دائماً".

وتابع: "رأينا كيف نجح الجيش في 7 أكتوبر، رأينا عدة ساعات اقتحموا وذبحوا وهدموا كل شيء، أين كان الجيش؟ لكن نصر الجيش فقط بفضل أبناء التوراة، الجنود ينتصرون بفضل تلاميذ التوراة".

أما الحاخام الإسرائيلي شراغا بيرجد فشدد على أن "الشرطة تجد لها الشرعية لدهس "حريدي" ودعس الدين اليهودي كل هذا من أجل إرضاء القضاء، يريدون تغيير ديننا وإجبارنا على دخول الجيش وهذا يخالف كل قوانين التوراة".

وختم بيرجد قائلاً: "أنا مستعد أن أدخل السجن المؤبد أو أن أهرب خارج الدولة إن لم يسمحوا للدين اليهودي أن يحيا حسب معتقداته".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com