ماذا يعني فوز أردوغان لسياسة تركيا الخارجية؟

ماذا يعني فوز أردوغان لسياسة تركيا الخارجية؟

تساءل تقرير أمريكي عن التأثير الذي سيطرأ على السياسة الخارجية لأنقرة بعد انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للبلاد، الأحد، عقب جولة إعادة وسباق انتخابي شهد انقساماً وتنافساً محتدماً، في مشهد كان هو الأهم في تاريخ تركيا الحديث.

وذكر موقع "المونيتور" الإخباري الأمريكي، أن فترة أردوغان (69 عاماً) الجديدة تحمل في طياتها العديد من التحديات في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، موضحاً أن رغبة الرئيس التركي في "بناء إرث كقائد وطني غير حزبي" تتطلب منه الحفاظ على فكرة "تركيا القوية" في السياسة الخارجية والعمل على تعزيزها.

إعادة الانخراط العربي مع سوريا يمكن أن تقوي موقف دمشق في محادثات التطبيع مع أنقرة.

وأشار الموقع، في تقرير إخباري له، إلى أن "التطبيع" مع سوريا يعد أصعب ملف يستدعي قرارات جذرية، حيث كانت عودة اللاجئين السوريين - سواء قسراً أو طوعاً – من أهم القضايا في مسار حملة أردوغان الانتخابية.

وقال "المونيتور" إن أي تقدم سيشهده هذا الملف لن يعتمد فقط على المصالحة مع دمشق، ولكن أيضًا على توفير أماكن المعيشة للعائدين.

وأضاف أنه "لا يمكن لاتفاق تركي-سوري وحده أن يمهد الطريق لإعادة الإعمار"، منوهاً إلى أنه "يجب التغلب أيضاً على اعتراضات الولايات المتحدة وأوروبا".

وكانت تركيا وسوريا اتفقتا على مواصلة الحوار نحو التطبيع. ومع ذلك، أكدت سوريا مراراً أن انسحاب القوات التركية من البلاد شرط مسبق لأي لقاء بين رئيسي البلدين.

ورأى الموقع أنه من غير المرجح أن يقرر أردوغان الانسحاب من سوريا "دون القضاء على إدارة الحكم الذاتي" في الشمال بقيادة الجماعات الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.

وقال التقرير إنه بينما لا يزال الدعم الأمريكي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" التي يقودها الأكراد مصدر إزعاج في العلاقات مع واشنطن، يتعين على أنقرة الآن أن تأخذ في الحسبان عاملًا مهمًا آخر؛ وهو "بدء العالم العربي في إعادة بناء العلاقات مع دمشق والسعي إلى إنهاء الوجود العسكري التركي، وكبح نفوذ إيران في سوريا".

أخبار ذات صلة
الكرملين: لدينا أهداف طموحة مع تركيا بعد فوز أردوغان

وأضاف التقرير أن إعادة الانخراط العربي مع سوريا يمكن أن تقوي موقف الأخيرة في محادثات التطبيع مع أنقرة، حيث يعتقد بعض المحللين أن أردوغان سيبدو مجبراً على إبداء بعض المرونة والتنوع وتنحية مواقفه الشخصية جانباً.

كما رأى "المونيتور" أن عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي باتت احتمالاً بعيداً للغاية، قائلاً إن إحياء المحادثات في هذا الشأن "سيتطلب معجزة إعادة أردوغان للضوابط والتوازنات وسيادة القانون والمعايير الديموقراطية".

ومع ذلك، قال الموقع إن "براغماتية" أردوغان تهدف إلى أن تستغل تركيا أفضل ما في موقعها داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشراكة مع الاتحاد الأوروبي، رغم الخلافات المتكررة بين الرئيس التركي وشركائه الغربيين. وأضاف أن أردوغان لن ينفصل عن سياسة "اللعبة المزدوجة" التي مارسها بين روسيا والغرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com