جنود أذربيجان خلال النزاع مع أرمينيا في ناغورني قرة باغ (أرشيفية)
جنود أذربيجان خلال النزاع مع أرمينيا في ناغورني قرة باغ (أرشيفية)ا ف ب

"نيوزويك": الصراع الأمريكي الروسي لا يخدم السلام بين أذربيجان وأرمينيا

حذرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية من أن الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لا يخدم المفاوضات المحورية الجارية بين أذربيجان وأرمينيا، حيث يرسم الخصمان منذ فترة طويلة طريقًا نحو السلام، وسط توترات حدودية مميتة واضطرابات إقليمية كبيرة.

ونقلت المجلة عن إيلين سليمانوف، سفيرة أذربيجان لدى المملكة المتحدة، قولها: "إذا تصرفت أمريكا كوسيط نزيه، ووفرت منصة بالطريقة التي فعلها المستشار الألماني، فهذا أمر رائع".

وأضاف سليمانوف: "أما إذا حاولت أي جهة، بما في ذلك الولايات المتحدة، متابعة مصالحها الخاصة أو الدخول في مواجهات مع دول أخرى، سواء كانت روسيا أو دولة أخرى، والتلاعب بمحادثات أو اتفاق السلام، فإن ذلك لا يساعد أحدًا، بما في ذلك الأرمن. وفي الواقع، فإنه يقوّض موقف الولايات المتحدة بشكل خاص".

مركبة عسكرية تعبر طريقا في إقليم قرة باغ الذي تسيطر عليه أذربيجان
مركبة عسكرية تعبر طريقا في إقليم قرة باغ الذي تسيطر عليه أذربيجانأ ف ب

وفي المقابل، قال فاروزان نرسيسيان، سفير أرمينيا لدى المملكة المتحدة وإيرلندا، للمجلة إن "الوسطاء الدوليين ذوي المصداقية ضروريون في المقام الأول لمساعدتنا في التغلب على الخلافات، ونحن نؤمن بقدرة الوسطاء على مساعدتنا في هذا الصدد".

وأضاف نرسيسيان: "أعتقد أن سياسة أذربيجان في التفاوض دون وسطاء لها غرض معين، وهو تسهيل الدفع بموقفها، وعدم الاعتماد على القانون الدولي".

جنود أرمن على الحدود مع أذربيجان
جنود أرمن على الحدود مع أذربيجانأ ف ب

وبدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للمجلة إن "الولايات المتحدة تدعم بقوة الجهود المبذولة للتوصل إلى سلام دائم بين أرمينيا وأذربيجان، ونحن على استعداد للمساعدة في تسهيل هذه العملية".

ولفتت "نيوزويك" أن العلاقات بين واشنطن وباكو شهدت بعض الاضطراب، بفعل إدانات واشنطن المتكررة لأذربيجان، منذ انتهاء الصدام الأخير حول منطقة "ناغورني قرة باغ" المتنازع عليها، والمعترف بها دوليًا كأراضٍ أذربيجانية، ما أدى لانسحاب باكو من مفاوضات واشنطن مع أرمينيا بدعوى اتباع الولايات المتحدة "نهجًا أحادي الجانب".

ورغم أن قضية "ناغورني قرة باغ" تمت تسويتها إلى حد كبير حاليًا، إلا أنها ليست النزاع الإقليمي الوحيد.

ولا تزال أذربيجان تحتل حوالي 85 ميلاً مربعًا من الأراضي المعترف بها دوليًا، ولم تستجب للدعوات الأوروبية أو الأمريكية بالانسحاب، وفق التقرير.

وتابع: "كما لا تزال باكو تُطالب أيضًا بالوصول البري المباشر إلى منطقة جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تقع جنوب غرب أرمينيا، ويفصلها عن أذربيجان شريط من الأراضي الأرمنية يبلغ عرضه حوالي 25 ميلًا".

أخبار ذات صلة
رئيس أذربيجان يتهم فرنسا بتسليح أرمينيا والتمهيد لحرب جديدة في القوقاز

ولفت أن التوترات بشأن هذه المنطقة دفعت رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، إلى التحذير من غزو أذربيجاني وشيك.

وخلُص التقرير إلى أن الدولتين الجارتين تعطيان الأولوية لإتمام اتفاقية سلام، ولا تمانعان من تدخل الوسطاء الدوليين، بما في ذلك روسيا وأمريكا، شريطة أن لا تُغلب مصالحهما وصراعات النفوذ الخاصة بهما على مصالح الشعبين الأذربيجاني والأرمني، وأن التوسط بنجاح في اتفاق سلام تاريخي سيكون بمثابة نعمة لأي دولة خارجية، ويشمل ذلك روسيا، التي تحتفظ بنفوذ كبير على المنطقة نظرًا لسيطرتها التاريخية وقربها من المنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com