مسلحون في مالي
مسلحون في ماليرويترز

الحرب والمناخ يهددان بتحويل أفريقيا إلى مركز للأزمات الإنسانية

في العاصمة المالية باماكو، يواجه أمادو يحي مستقبلا غامضا بعد أن أجبرته الاشتباكات المتقطعة في مدينة كيدال التي سيطر عليها الجيش بمساندة من مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية على النزوح رفقة عائلته إلى العاصمة.

انقطع يحي عن الدراسة منذ أشهر شأنه شأن الآلاف الآخرين في مالي ممن تسببت لهم الحروب في مآسٍ عدة، لكن هذه المآسي لا تنحصر داخل حدود هذا البلد الواقع في الساحل الأفريقي المضطرب بل تتعداه إلى عدة دول أفريقية أخرى.

أخبار ذات صلة
بعد انهيار اتفاق الجزائر.. هل أضحت الحرب الخيار الوحيد في مالي؟

ويعد يحي واحدا من مئات الآلاف من الأطفال الذين شردتهم الحروب في القارة الأفريقية المضطربة، فيما تزداد المخاوف بشأن الواقع الإنساني في هذه القارة، خاصة مع استمرار النزاعات في دول مثل الصومال ونيجيريا والنيجر وبوركينافاسو ومالي وأفريقيا الوسطى وغيرها.

وقال الناشط الحقوقي والسياسي النيجيري دافيد لاوال، "إن هناك أزمات إنسانية تقريبا في كافة أرجاء القارة ما تسبب في تشرد الملايين من الأطفال بحسب تقارير منظمة اليونسيف وغيرها، فحركات التمرد والمتشددين لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة على الأرض وهناك شبه عجز حكومي على مواجهة هذه الجماعات".

وأضاف لاوال لـ "إرم نيوز": " المشكلة أن كل التدخلات الأجنبية فشلت في مساعدة القوات النظامية على التصدي للمتشددين والمتمردين، وهذه التجربة أصبحنا نتعايش معها في تشاد ومالي وبوركينافاسو والصومال حيث حركة الشباب وغيرها من المناطق التي تشهد توترات في القارة وهذا خلق حالة من الاستقرار التي تسببت في نزوح كبير جدا".

وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية أفادت في وقت سابق أن غياب التغطية الإعلامية للأزمات في أفريقيا زاد من استبعاد فرضية حصول القارة على تضامن دولي في مواجهة حالات الطوارئ التي تواجهها.

تغير المناخ يزيد المعاناة

ولا تتوقف معاناة الدول الأفريقية عند الحروب بل تتعداها إلى المناخ الذي يهدد الملايين بالعطش والمجاعات جراء تقلص المساحات الزراعية وكثرة النزوح بحثا عن المياه.

وشهدت القارة في الأشهر الماضية أحداثا مؤلمة يبقى منها إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا، لكن أيضا فيضانات مميتة عرفتها عدة دول في القارة بعد فترة من الانحباس الحراري وهو ما يدق ناقوس الخطر تجاه مستقبل القارة الغنية بثرواتها.

وكانت لجنة الإنقاذ الدولية وهي منظمة غير حكومية قد حذرت أن من بين 20 دولة معرضة لأزمات إنسانية في العام 2024 جراء تغير المناخ وغير ذلك نجد 11 دولة أفريقية لاسيما مع عودة ظاهرة النينو المناخية في منطقة القرن الأفريقي.

وقال المحلل السياسي النيجري محمد الحاج عثمان: "هناك أسباب قادت إلى الوضع المتأزم في أفريقيا لأن محاولات الغرب حماية مصالحه واستخدام أسلحة متطورة أدى إلى تغير المناخ، فهذا التغير تعد القارة الأفريقية الأكثر تضررا منه".

دول لا تفي بوعودها

وتابع الحاج عثمان لـ"إرم نيوز": "كل ما اجتمع العالم لإيجاد حل لهذا التغير وتقاسم الأعباء فيما يخص بمواجهته إلا وتتحول هذه الجلسات لشرب القهوة فقط؛ لأن المشاركين خاصة من الدول الكبرى يتخذون مواعيد ولكن لا يفون بها وهذه المواعيد تشمل التعهد بدعم الدول الأفريقية لمواجهة أزمات المناخ وتخفيض أخطار المصانع التي تلوث البيئة والمناخ".

وأكد أن "الحروب أيضا تسهم في تدهور الوضع الإنساني في القارة الأفريقية لكن لماذا تفجرت هذه الحروب؟ تفجرت أيضا لأسباب خارج القارة وتعلمون أن دول أفريقيا وخاصة الساحلية أصبحت محل نزاع شديد بين دول العالم مثل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة بسبب المصالح، وكل هذه الدول تدافع فقط عن مصالحها ولا تقدم شيئا لدول المنطقة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com