"فورين بوليسي": على واشنطن الضغط لإبرام اتفاق لبناني - إسرائيلي

"فورين بوليسي": على واشنطن الضغط لإبرام اتفاق لبناني - إسرائيلي

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الجمعة، أنه ينبغي على إدارة الرئيس جو بايدن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق حدود بحرية بين لبنان وإسرائيل، معتبرة أن استغلال احتياطي الغاز في الحقول البحرية سيتيح للبنان تقليل اعتماده على إيران.

وقالت المجلة إنه يمكن للاتفاق أن يدعم الجهود الأمريكية لردع إيران وعزل روسيا ودعم أمن الطاقة الأوروبي، مشددة على ضرورة العمل للوصول إلى صفقة، رغم المعارضة من قبل القوى السياسية المعارضة في إسرائيل ولبنان وبعض المسؤولين الأمريكيين. 

ولفتت المجلة إلى أن الخلاف على الحدود البحرية بين البلدين برز على مدار السنوات القليلة الماضية، باعتباره امتدادًا غير متوقع للحرب الإسرائيلية الطويلة مع حزب الله الشيعي الموالي لإيران، مشيرة إلى أن اكتشاف احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية المجاورة لكلا البلدين دفع لبنان إلى المطالبة بإعادة رسم حدود المناطق الاقتصادية الخالصة للطرفين.

وأشارت إلى أن حزب الله، مع تراجع حظوظه السياسية وسط الانهيار الاقتصادي في لبنان والفساد المستشري ، أرسل ثلاث طائرات دون طيار فوق حقل غاز كاريش البحري في تموز (يوليو) الماضي، ثم هدد بالضرب إذا لم يتم حل الخلاف على الحدود البحرية.

موقف متشدد

وذكرت المجلة في تقريرها أن إسرائيل اتخذت في البداية موقفاً متشدداً ورفضت الانصياع لمطالب لبنان جزئياً، لأن إسرائيل اعتقدت أنها مفرطة وأيضا بسبب مخاوف من أن الأموال من استغلال حقول الغاز ستذهب إلى حزب الله.

وقالت المجلة: "التسوية ليست جميلة أبدًا ، وقد تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد للهجوم حتى لأنه فكر في صفقة مع لبنان، وهذا لم يكن مفاجئًا في موسم الانتخابات على الرغم من الدعم الواضح من المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية".

ولفتت كذلك إلى أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله انتقد كبير المفاوضين الأمريكيين عاموس هوشستين، ولكن بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الكارثي في ​​لبنان، حيث بالكاد تتوفر الكهرباء لمدة ساعتين في اليوم، لم يتحدّ حزب الله زيارات هوشستين العديدة لبيروت خلال العام الماضي من أجل الوصول إلى اتفاق.

دعم الاتفاق

وأضافت: "والآن يجب على قادة الولايات المتحدة بذل كل ما في وسعهم لدعم اتفاق الحدود، وهو ما يصب في مصلحة الولايات المتحدة بقدر ما يصب في مصلحة إسرائيل، كما يمكن  للاتفاقية أن تقلل بمفردها درجة اعتماد الاقتصاد اللبناني على المساعدة من إيران وتعيد التأكيد على أن الولايات المتحدة هي الجانب الذي يراهن عليه".

 ورأت المجلة أن الاتفاق يوفر بصيص أمل للاقتصاد اللبناني، ويرسخ صناعة يمكن أن تلهم العودة التدريجية للاستثمار الأجنبي المباشر، مشيرًا إلى أن الصفقة ستسهم في الأمن الإسرائيلي، وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت: "إن تطوير حقول الغاز اللبنانية على الحدود البحرية بفضل هذا الاتفاق يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إمدادات طبيعية مستقبلية إلى أوروبا بمجرد بدء الإنتاج".

حاجة أوروبا

وأوضحت المجلة أن محللي الطاقة يقدرون أن الأمر سيستغرق ما يقرب من أربع إلى خمس سنوات قبل أن يدخل الغاز الطبيعي المسال اللبناني إلى السوق من المشروع المقترح، لكن حاجة أوروبا للغاز ستظل مرتفعة في هذا الإطار الزمني، خاصة إذا كان يأتي من منتجين غير روسيا، مضيفة: "سيتم احتساب كل مصدر من مصادر التوريد المستقبلية وكل عام يتم فيه تأخير الاتفاق أو الحفر بسبب الصراع سيؤخر دخول الغاز اللبناني والإسرائيلي السوق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com