صحف عالمية: "عودة" جونسون تتصدر المشهد البريطاني.. و"قنبلة مائية" تخيف الأوكرانيين

صحف عالمية: "عودة" جونسون تتصدر المشهد البريطاني.. و"قنبلة مائية" تخيف الأوكرانيين

"هل يعود جونسون من جديد؟".. هكذا تساءلت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الجمعة حول مستقبل بريطانيا، عقب استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس، بعد أن أنهت فترة استمرت 44 يومًا فقط، تميزت باضطراب اقتصادي وسياسي.

وفي محاولة تحقيق "عودة سياسية غير عادية"، ذكرت صحيفة "الغارديان" أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، يفكر في الترشح مرة أخرى للمنصب بعد استقالة ليز تراس، والتي وصفتها الصحيفة بـ"الدراماتيكية".

وقالت الصحيفة إن الحد الأدنى لمنح جونسون الثقة مرة أخرى هو دعم مائة نائب من حزب المحافظين، لكنها أشارت إلى أن هناك شكوكًا في أن لديه دعمًا كافيًا. وأضافت أنه كان من المتوقع أن يعود رئيس الوزراء السابق، الذي استقال في يوليو في أعقاب سلسلة من الفضائح التي تركت نزاهته الشخصية في حالة يرثى لها.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد حلفائه قوله إن جونسون يشعر الآن أنه من "المصلحة الوطنية" أن يعود للمشهد مرة أخرى.

وصرح مصدر آخر مقرب من جونسون لـ"الغارديان" أن كبار أعضاء حزب المحافظين يشعرون بأن رئاسته للوزراء كانت "مقطوعة بشكل غير عادل قبل وقتها"، وأنه لا يزال لديه الكثير ليفعله.

"عودته غير مرجحة"

في المقابل، نقلت الصحيفة عن وزير سابق يدعم وزير المالية الأسبق، ريشي سوناك، قوله إنه يعتقد أنه من غير المرجح أن يترشح جونسون.

وأضاف: "الحقيقة القاسية لبوريس هي أن دعمه لم يتغير على الإطلاق منذ الإطاحة به.. لا أستطيع أن أراه يحصل على أكثر من 60 صوتًا".

وأشارت الصحيفة البريطانية في تحليل لها إلى أن احتمالية ترشح جونسون مرة أخرى، دفعت نواب حزب المحافظين المعتدلين إلى نوبات من اليأس، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن رئيس الوزراء السابق ظل غير محبوب مع قطاعات ضخمة من الجمهور.

ونقلت عن النائب المخضرم بحزب المحافظين، روجر جيل، قوله: "علينا أن نتذكر أن السيد جونسون لا يزال قيد التحقيق من قبل لجنة الامتيازات بتهمة تضليل مجلس العموم، وإلى أن يكتمل هذا التحقيق ويثبت إدانته أو تبرئته، لا ينبغي أن تكون هناك إمكانية لعودته إلى الحكومة".

كما صرح أحد كبار أعضاء البرلمان، وفقًا للصحيفة، بأن عودة جونسون قد تؤدي إلى سلسلة من الانتخابات الفرعية مع خسارة مقاعد لحزب العمال أو الديمقراطيين الأحرار؛ مما يقوض رئاسته للوزراء.

ووفقًا لـ"الغارديان"، زعم مصدر مقرب من جونسون أنه تم بالفعل الاتصال بمانحي حزب المحافظين بشأن تمويل حملة انتخابية محتملة، قائلًا إن مؤيدي الحزب الأثرياء ناقشوا الخيار في مؤتمر المحافظين بوقت سابق من الشهر الجاري.

من جانبها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن عودة جونسون "غير واردة الحدوث"، مسلطة الضوء على فترة حكمه التي تخللتها "سلسلة من الفضائح".

وقالت الصحيفة: "خسر حزب المحافظين انتخابات فرعية متتالية في الأشهر الأخيرة من حكم جونسون، وفي الأسبوع الأخير، استقال العشرات من وزراء الحكومة متذرعين بإخفاقات قيادته. وبالنظر إلى أن المشرعين المحافظين هم الذين سيقررون زعيمهم التالي، يقول معظم المعلقين إن شهيتهم لإعادة مفاتيح داونينغ ستريت إلى جونسون من المرجح أن تكون محدودة".

وأضافت: "نتيجة لذلك، يُنظر إلى المرشحين الآخرين مثل ريشي سوناك وبيني موردونت، وكلاهما حصل على درجات عالية من تأييد أعضاء البرلمان المحافظين، على أنهما خلفاء محتملون". وتابعت: "يرى العديد من الناخبين أن جونسون شخصية مثيرة للانقسام، كما أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت عودته إلى السلطة ستكون موضع ترحيب من قبل الأسواق المالية التي استقرت مؤخرًا".

جاء ذلك بعدما بدأت أمس معركة الخلافة على منصب رئاسة الوزراء خلفًا لتراس، حيث برز سوناك باعتباره الأبرز لشغل المنصب.

وقال أحد الوزراء الحاليين إن ريشي (42 عامًا) هو المرشح الأوفر حظًا ليصبح أول رئيس وزراء غير أبيض في البلاد.

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن بعض النواب المحافظين وأعضاء الحزب يكرهون سوناك لدوره في الإطاحة بجونسون في يوليو، وذلك عندما استقال من منصب وزير المالية.

واعتبرت الصحيفة أن سوناك قد يواجه صعوبة في إعادة توحيد حزبه المنقسم بشدة.

فرصة أوكرانية وسط ضعف روسي

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الولايات المتحدة ترى فرصة كبيرة لأوكرانيا للاستفادة من الضعف الروسي في ساحات المعركة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الأسابيع الستة المقبلة، قبل انتشار الطين في الخريف، قد تسمح للجيش الأوكراني بالمضي قدمًا في منطقة دونباس وربما استعادة خيرسون، لكنهم رأوا في الوقت نفسه أن التقدم الأوكراني لن يردع روسيا.

ووفقًا لتقديرات المخابرات الأمريكية، قال المسؤولون إن لدى الجيش الأوكراني فرصة سانحة لتحقيق مكاسب ضد الجيش الروسي على مدى الأسابيع الستة المقبلة، "إذا كان بإمكانه مواصلة دفعه في الجنوب والشمال الشرقي" قبل السماح لروسيا بإعادة تجميع صفوف قواتها.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون، وفقًا للصحيفة، أن هناك فرصة ضئيلة لحدوث انهيار واسع النطاق للقوات الروسية يسمح لأوكرانيا بالاستيلاء على مساحة شاسعة أخرى من الأراضي، على غرار ما زعمته كييف الشهر الماضي.

وتابعوا أن الوحدات الروسية الفردية يمكن أن تنكسر في مواجهة الضغط الأوكراني المستمر؛ مما يسمح لجيش كييف بمواصلة استعادة البلدات في دونباس، وربما الاستيلاء على مدينة خيرسون، مما يعد جائزة كبرى في وقت الحرب.

وقالت "نيويورك تايمز" في تقرير لها: "على الرغم من حذرهم من وضع تنبؤات دقيقة، يرى المسؤولون الأمريكيون والأوكرانيون أن القتال من المرجح أن يستمر لأشهر أخرى".

وأوضحت أن جزءًا من صعوبة إجراء تقييمات في زمن الحرب هو أن الأخيرة مرت بمراحل مختلفة، حيث يتمتع كل جانب من طرفي الصراع بميزة تجعله متفوقًا على الآخر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين – طلبوا عدم الكشف عن هويتهم – قولهم إن أوكرانيا يجب أن تواصل تقدمها في الأسابيع المقبلة، "ولكن ليس لدرجة الإفراط في توسيع خطوط الإمداد العسكرية أو إعطاء الجيش الروسي فرصة لاستغلال أي نقاط ضعف في الخطوط الدفاعية لقواتها".

وأضاف المسؤولون أن التقدم الأوكراني قد يجبر القوات الروسية في خيرسون قريبًا على الانسحاب عبر نهر دنيبرو، مما يعيد معظم المدينة إلى السيطرة الأوكرانية، مشيرين إلى أن الجيش الروسي لا يزال يواجه تحديات مماثلة لتلك التي واجهها منذ بداية الحرب.

وتابعوا: "منعت المشكلات المتعلقة باللوجستيات موسكو من توفير الإمدادات الكافية للجنود، ولا يزال الاتصال بين الوحدات الروسية صعبًا، مما يضطرها إلى نشر كبار الضباط بالقرب من الخطوط الأمامية وإعاقة تحركات منسقة".

في غضون ذلك، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، من "كارثة واسعة النطاق" وشيكة، مدعيًا أن روسيا قامت بتفخيخ سد في محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في جنوب البلاد.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن زيلينسكي قوله في خطاب عبر الفيديو لقادة الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل، أمس، إنه في حالة تدمير السد "فإن أكثر من 80 مستوطنة - بما في ذلك مدينة خيرسون الساحلية - قد تتعرض لفيضان سريع، مما يؤثر على مئات الآلاف من الناس".

وأضاف زيلينسكي: "وفقًا لمعلوماتنا، روسيا أعدت بالفعل كل شيء لتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي"، داعيًا إلى إرسال بعثة دولية من المراقبين إلى محطة كاخوفكا، ومحذرًا من أن "روسيا تعمل عن عمد على إيجاد أسس لكارثة واسعة النطاق في جنوب أوكرانيا".

ويأتي التحذير الخطير في أعقاب ضربات روسية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع على مدن أوكرانية دمرت البنية التحتية وضربت أهدافًا مدنية.

كما استخدم زيلينسكي خطابه أمام زعماء الاتحاد الأوروبي للمطالبة بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، بينما تحاول كييف مكافحة التهديد الجوي.

كما حذر زيلينسكي القادة من أن "موجة جديدة من الهجرة" - أوقدتها روسيا عن عمد - في طريقها إلى أوروبا، حيث يفر المهاجرون الأوكرانيون من البلاد بسبب الهجمات على منشآت الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.

"ثورة" ضد بوتين

في غضون ذلك، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن زعيم معارض روسي بارز، زعمه أن المقاتلين الروس المتطوعين الذين يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية "قد يكونون طليعة في ثورة مستقبلية للإطاحة بالرئيس فلاديمير بوتين".

وقال إيليا بونوماريف، عضو البرلمان الروسي من 2007 إلى 2016، والوحيد الذي صوت ضد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، لمجلة "نيوزويك"، إن بوتين مهد الطريق لـ"ثورة روسية جديدة" بغزو شامل لأوكرانيا.

وأضاف: "لهذا السبب، نجهز أفرادًا عسكريين روسًا من المتطوعين الآن في أوكرانيا، الذين يقاتلون إلى جانب الجيش الأوكراني على الخطوط الأمامية، وننسق معهم، إنهم على استعداد للذهاب إلى روسيا في اللحظة الحاسمة".

وأوضحت "نيوزويك" أن بونوماريف يعيش في أوكرانيا وخدم في وحدة تدافع عن البلاد خلال الأيام الأولى للغزو.

وقال إن هناك حوالي 4 آلاف روسي يخدمون في القوات المسلحة الأوكرانية.

وكانت مزاعم بونوماريف بشأن وجود فصيل مكون من مجموعة عصابات يسمى"الجيش الوطني الجمهوري" المناهض للحكومة الروسية - الذي أعلن مسؤوليته عن اغتيال داريا دوغينا بسيارة مفخخة، وهي إبنة حليف بوتين المقرب، ألكسندر دوغين - قد تصدرت عناوين الصحف في وقت سابق.

وأكد بونوماريف في حديثه مع المجلة أن هذا الفصيل - الذي لم يتم التحقق منه بشكل مستقل - ليس هو جماعة حرب العصابات الوحيدة التي تعمل في روسيا.

وقال: "نرى كل يوم عدة هجمات تحدث في روسيا؛ حريق متعمد ضد مواقع عسكرية، وأعمال تخريبية على خطوط السكك الحديدية". موضحا أن "هناك أيضًا جماعات أخرى.. مثل مجموعة تسمى (بلاك بريدج).. هناك مجموعة تسمى (المنظمة العسكرية للفوضويين الشيوعيين).. هناك مجموعات أخرى في روسيا ونحن على اتصال بالعديد منها".

كما صرح بونوماريف للمجلة بأن روسيا ليست على شفا الثورة بعد، "لكنها ليست بعيدة"، قائلًا: "أعتقد أن ذلك سيحدث العام المقبل".

وقال إنه يأمل في نظام ديمقراطي يحل محل ما وصفه بـ"نظام بوتين الفاسد الانتقامي"، مشيرًا إلى أنه يجب عدم السماح للنخب الحالية المحيطة ببوتين بأن تكون جزءًا من روسيا الجديدة، على حد قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com