انتقادات لنتنياهو بعد التخلي عن خطة الصلاة "المختلطة" أمام حائط المبكى‎
انتقادات لنتنياهو بعد التخلي عن خطة الصلاة "المختلطة" أمام حائط المبكى‎انتقادات لنتنياهو بعد التخلي عن خطة الصلاة "المختلطة" أمام حائط المبكى‎

انتقادات لنتنياهو بعد التخلي عن خطة الصلاة "المختلطة" أمام حائط المبكى‎

أثار تخلي الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد عن خطة تسمح للنساء والرجال بالصلاة معا أمام حائط المبكى في القدس ردود فعل غاضبة.

وأيدت حكومة نتنياهو الأحد التخلي عن الخطة مما أثار سيلا من الانتقادات، والتحذيرات من أن ذلك قد يلحق إضرارا بعلاقة إسرائيل بالجالية اليهودية التي تحظى بنفوذ واسع في الولايات المتحدة.

ويأتي قرار الحكومة في أعقاب ضغوط مارستها أحزاب دينية متطرفة في ائتلاف نتنياهو، تطبق التقاليد الدينية بشكل صارم.

والمؤسسة الدينية المتشددة في إسرائيل تفرض نفوذها على مجموعة من القضايا في البلاد، وكثيرا ما تضطلع بدور صانع الملوك في الشؤون السياسية.

وبموجب تطبيق صارم للشريعة اليهودية، يؤدي النساء والرجال حاليا الصلاة بشكل منفصل أمام حائط المبكى الذي يطلق عليه المسلمون تسمية البراق.

وكان من شأن اتفاق تم التوصل إليه قبل أكثر من عام أن يسمح بإقامة قسم ثالث أمام الحائط يسمح للنساء والرجال بالصلاة معا.

وصوتت الحكومة الأحد على "تجميد" الاتفاق - ما يعني إلغاؤه فعليا - رغم تبنيه في وقت سابق.

وفي مؤشر على التوتر الذي أثاره القرار، انتقدت الوكالة اليهودية، وهي منظمة شبه حكومية ساعدت في التوصل إلى الاتفاق بشدة القرار، وألغت فعالية مع نتنياهو كانت مقررة مساء الاثنين ردا على ذلك.

وقال يائير لبيد، من شخصيات المعارضة وزعيم حزب "يش عتيد" الوسطي، إن القرار يعني أن إسرائيل "هي الديمقراطية الوحيدة في العالم بدون مساواة بين اليهود".

وكتب لبيد على صفحته على فيسبوك "هل قرر رئيس الوزراء نتنياهو ووزراؤه إلغاء الاتفاق، لأنهم يعتقدون أنه الشيء الصحيح لشعب إسرائيل"؟

وأضاف "بالطبع لا. لقد فعلوا ذلك لأن الشيء الوحيد الذي يحفزهم هو الضغوط السياسية".

ولم يعلق نتنياهو علنا بعد على القرار. ويشغل ائتلافه الذي يعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل 66 مقعدا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا.

وتسيطر الأحزاب اليهودية المتشددة على 13 من مقاعد الائتلاف. ونحو 10% من الإسرائيليين من اليهود المتشددين.

حائط مبكى واحد

يعد اليهود حائط المبكى من أقدس المواقع لديهم مؤكدين أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان العام 70 ميلادية.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت على خطة الصلاة المختلطة في كانون الثاني/يناير 2016 بعد مفاوضات شاقة. غير أن الخطة لم تطبق أبدا، فيما سعت أحزاب يهودية متشددة، تحت ضغوط من أنصارها إلى منعها.

ومن المتوقع أن تصدر المحكمة العليا قريبا حكما بشأن الالتماس الذي تقدمت به حركات دينية أكثر ليبرالية لإجبار الحكومة على تنفيذ قرار إيجاد مساحة للصلاة المختلطة.

وأثار قرار الحكومة الأحد الغضب بين الحركات اليهودية في الولايات المتحدة، حيث يقيم أكثر من 5 ملايين يهودي، معظمهم ليسوا من المتشددين.

وقال الحاخام ريك جايكوبز رئيس "الاتحاد اليهودي للإصلاح" ومقره الولايات المتحدة، في بيان "إن قرار رئيس الوزراء نتانياهو قول "لا" لما وافق عليه سابقا، إهانة كبرى لغالبية اليهود في العالم".

والمسألة ذات حساسية بالنسبة لإسرائيل التي تعتمد على الولايات المتحدة كأهم حلفائها مع دعم دبلوماسي قوي وأكثر من 3 مليارات دولار (2,7 مليون يورو) سنويا كمساعدات عسكرية.

ويعتبر الكثير من الإسرائيليين الدعم الذي تقدمه الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة والعالم ضروريا.

وقال يوهانان بليزنر رئيس معهد الأبحاث "ديمقراطية إسرائيل" في بيان "لا يجب أن نسمح للتسييس المتعصب أن يهدد وحدة الشعب اليهودي".

وأضاف "إذا كنا نتوقع من اليهود في الخارج أن يدعموا دولة إسرائيل علينا أيضا ضمان مساواتهم دينيا. إن الأمن القومي لإسرائيل في خطر".

لكن بالنسبة للمؤسسة الدينية المتشددة في إسرائيل فإن تغييرات مثل الصلاة المختلطة تعتبر خيانة للتقاليد اليهودية.

وقال وزير الشؤون الدينية ديفيد أزولاي من حزب شاس المتشدد لإذاعة الجيش الإسرائيلي "كان وسيبقى حائط مبكى واحدًا لشعب واحد" مضيفا "لن أقبل محاولات فرض شريعة يهودية أخرى".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com