وسط ظروف "مهينة".. السجون الأفريقية تغرق في الجحيم

كشف تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" أنّ السجون في عدد من الدول الأفريقية تشهد وضعاً كارثياً وسط ظروف "مهينة" من حيث الاكتظاظ والعنف ونقص الرعاية وتأخر إجراءات المقاضاة.

ويشرح التقرير برسوم بيانية الوضع داخل السجون في ثلاث دول أفريقية هي جمهورية الكونغو الديمقراطية والكاميرون والنيجر، قائلاً إنّها تغرق في الجحيم اعتبارا لظروف الاعتقال القاسية، إضافة إلى طول فترات الاعتقال دون محاكمة، ومنها حالة "شيخ المعتقلين" داماس نغوي نكونغو، الذي قبع 21 عاماً خلف القضبان في الكونغو الديمقراطية في انتظار محاكمته.

وأكّد التقرير أنّ الظروف في 3 سجون في تلك الدول "مهينة" مشيراً إلى أن "معدل الاكتظاظ في السجون الكونغولية هو من بين الأسوأ في القارة، لكن الظاهرة موجودة، بدرجات متفاوتة، في العديد من أماكن الاعتقال الأخرى."

اكتظاظ كبير

وفي النيجر، أظهر مركز الاحتجاز والإصلاح في نيامي، في عام 2023، معدل اكتظاظ سكاني يعادل أربعة أضعاف قدرته على الاستقبال، وفي الكاميرون، في سجن ياوندي المركزي، المسمى سجن كوندينغي، كانت النسبة متطابقة إلى حد ما، وفقًا للأرقام التي جمعتها مجلة "جون أفريك" وتعود إلى عام 2019.

وبحسب "جون أفريك" فإنّ "القاسم المشترك بين هذه السجون الثلاثة أنها تقع جميعها في قلب العاصمة، في منطقة حضرية للغاية، كما أنها جميعها من بقايا الماضي الاستعماري وقد تم بناؤها جميعًا قبل ستة عقود على الأقل، حيث تم إحداث سجن ماكالا عام 1957، وسجن نيامي في عام 1947، وسجن كوندينغي عام 1968، وجميعها أيضًا في حالة أكثر من متقدمة من التدهور.

وأكد التقرير أنّ ظاهرة اكتظاظ السجون تكاد تكون معمّمة لكن بدرجات متفاوتة. ووفقًا لإحصائيات وزارة العدل الكاميرونية، في عام 2021، فإنّ معدل الإشغال يختلف بشكل كبير من سجن إلى آخر، لكن جميعها تتجاوز الحد المسموح.

وأوضح أنّ السجن المركزي في غاروا، المصمم لاستيعاب 500 سجين، يضم 1860 سجينا، وسجن دوالا نيو بيل، الذي تم بناؤه لاستيعاب 960 سجينًا، يضم 4739 سجينا، أي بمعدلات إشغال تبلغ 372% و493 % على التوالي.

ووفقا للتقرير فإنّ أفريقيا هي القارة التي تضم أقل عدد من السجون قياسا بعدد النزلاء، موضحا أنّ "عدد نزلاء السجون في القارة زاد بنسبة 15% منذ عام 2000، فيما زاد إجمالي عدد السجناء بنسبة 44 % خلال الفترة نفسها، بحسب دراسة أجراها الصليب الأحمر الدولي ونُشرت في عام 2018.

ونقلت "جون أفريك" عن القاضية كارول بريه، المستشارة لدى الأمم المتحدة المتخصصة في أنظمة السجون في أفريقيا قولها إنه "على الرغم من الإستراتيجيات الرامية إلى بناء مؤسسات جديدة، لا توجد أماكن كافية للتعامل مع الزيادة في عدد نزلاء السجون".

وأضافت أنه "كلما زاد عدد السجون، زاد عدد الأشخاص الذين تضعهم في السجن، وبالتالي لا تنخفض نسبة ​​الاكتظاظ".