سؤال لا يطرحه أحد.. هل يفوز بوتين؟

للمرة الخامسة، يخوض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتخابات تبدو محسومة النتائج لصالحه، إذ يسود وعلى نطاق واسع أن الجدل لا يتمحور حول من سيفوز في الانتخابات، بل حول النسبة التي سيفوز فيها بوتين.

وتشهد الانتخابات الحالية تطوراً غير مسبوق؛ إذ تمتد لثلاثة أيام، للمرة الأولى في تاريخ البلاد التي شهدت منذ تفكك الاتحاد السوفييتي 8 انتخابات، فاز بوتين في خمسة منها، ويتجه إلى فترة أخرى بفضل التعديلات التي أجريت على الدستور عام 2020، وسمحت له بالترشح لولايتين جديدتين، مدة كل منهما 6 سنوات.

الثوابت والمتغيرات

استقر عدد المرشحين على 4 ينتمون لأحزاب مختلفة، بينما ترشح بوتين بوصفه مستقلاً.

القاسم المشترك بينهم جميعاً هو الموقف من الحرب الروسية الأوكرانية؛ إذ إن المرشحين جميعاً يؤيدونها، رغم بعض التباينات الطفيفة، بينما كان معظم من استبعدتهم لجنة الانتخابات "لأسباب فنية" ممن يعارضون استمرار الحرب في أوكرانيا، وهو الملف الأبرز في روسيا منذ سنوات طويلة.

وتتزايد أهمية هذا الملف بالنسبة للكرملين رغم الثمن الباهظ الذي دفعته روسيا، وواجهت فيه "الغرب"، خاصة منذ الإعلان عن ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، وما تبع ذلك من عداء معلن مع أوروبا والولايات المتحدة، وبداية العقوبات التي طالت كل شيء في روسيا، بعد انطلاق الحرب على أوكرانيا في شباط عام 2022. 

شبح نافالني

وإن كانت الانتخابات السابقة لا تخلو من أوجه معارضة للرئيس الروسي، إلا أن أبرز ما يميز الانتخابات الراهنة أنها تأتي بعد نحو شهر على إعلان وفاة أليكسي نافالني المعارض الأبرز لبوتين.

وفي خطوة لا يتوقع أن يكون لها تأثير كبير، دعت أرملة نافالني الروس إلى تجمعات مناوئة لبوتين، أمام مراكز الاقتراع، في اليوم الأخير للانتخابات استباقاً للإعلان عن فوزه.

وكان نافالني واحداً من الذين رُفضت طلبات ترشحهم للانتخابات السابقة (عام 2018). 

تاريخ من الفوز

طوال العقود الماضية كان بوتين واحداً من أبرز صانعي القرار في بلاده، وقبل أن يكون رسمياً في منصب الرئيس، بقي واحداً من الثوابت في روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.

بدأت روسيا تتعرف إلى بوتين منذ بدايات عام 2000، ليخرج إلى العلن رسمياً بعد فترة قضاها في منصب "القائم بأعمال الرئيس"، وفي اليوم الأخير من عام 1999، حين استقال بوريس يلتسن، وسلّمه مقاليد السلطة.

فاز بوتين في انتخابات جرت في مارس عام 2000، ومنذ ذلك الوقت بقي بصلاحيات كبيرة، وفي منصب الرئيس، باستثناء 4 سنوات، من 2008 وحتى 2012، كان فيها رئيساً للوزراء، لكن بصلاحيات الرئيس، بينما كان حليفه المقرب دميتري ميدفيديف في منصب الرئيس خلال تلك الفترة، قبل أن يعود إلى منصب رئيس الوزراء حين عاد بوتين إلى منصب الرئيس.