إيرانية أمام جدارية في طهران تتوعد إسرائيل
إيرانية أمام جدارية في طهران تتوعد إسرائيلأ ف ب

جواسيس واضطرابات.. خبراء يكشفون "الأوراق الرابحة" بيد إسرائيل ضد إيران

سلط خبراء الضوء على "أوراق رابحة" بيد تل أبيب ضد طهران، في سياق الرد الإسرائيلي المرتقب على الهجمة الإيرانية الأخيرة.

وأشار الخبراء إلى أن عيون السلطات الإيرانية تتجه نحو "جواسيس إسرائيل" و"فرق الاغتيال" و"الاضطرابات" داخل البلاد، في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وحتى الآن، لم تتضح عملية الرد الإسرائيلي على هجوم الحرس الثوري، فيما إذا كانت ستتم عن طريق هجوم مباشر على أهداف محددة أو اللجوء إلى خيارات أخرى.

وتشمل هذه الخيارات توظيف الجواسيس وفرق الاغتيالات أو استهداف المنشآت النووية والحيوية، كما حدث في حرب الظل المستعمرة منذ سنوات بين إيران وإسرائيل، وفق الخبراء.

اغتيالات وتفجيرات

الخبير في القضايا السياسية وغرب آسيا، سعد الله زارعي، يقول إنه "إذا أغلقت جميع الأبواب أمام إسرائيل للرد على هجوم الحرس الثوري، فإن تل أبيب ستلجأ إلى أوراق كانت سخرتها في السنوات الماضية لصالحها، وهي الاغتيالات والتفجيرات التي حدثت في المنشآت النووية والعسكرية".

ويستشهد زارعي، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، بواقعة اغتيال العالم النووي البارز والضابط الكبير في الحرس الثوري محسن فخري زاده وغيره من ضباط الحرس الثوري.

ويبين أنه "رغم اتهام طهران لإسرائيل في هذه العملية التي حدثت في أواخر نوفمبر 2020، فإنه لم يتم العثور على بصمات إسرائيلية فيها، وهو مؤشر خطير، خاصة أن الحادثة وقعت بالقرب من طهران".

ويوضح أن "إسرائيل نفذت عبر جواسيسها في الداخل الإيراني العديد من عمليات الاغتيال، واستهداف المحطات النووية ومواقع عسكرية في عموم البلاد، وألحقت أضرارًا كبيرة بتلك المنشآت المهمة".

ويضيف أنه "إذا بدأت شرارة الاغتيالات عن طريق فرق خاصة تابعة للموساد فإن الجماعات المعارضة للنظام الإيراني ستدخل على الخط".

مواجهة داخلية

ومن جانبه، يرى الخبير في القضايا الدولية، حميد رضا غلام زاده، أنه إذا تأخر الرد الإسرائيلي على إيران - وهو المتوقع وفقا لرأيه - فإن الساحة الداخلية للبلاد ستكون "ساحة مواجهة مع عملاء إسرائيل".

ويقول زاده لـ"إرم نيوز"، إنه "لا أحد ينكر وجود اختراق وعملاء يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي، وبالعودة إلى السنوات الماضية نجد آثار ذلك واضحة من خلال التفجيرات والاغتيالات".

ويشير إلى أن "الأجهزة الأمنية مطالبة باتخاذ إجراءات مشددة حتى لا نتعرض للهجوم من قبل العملاء".

ويبين غلام زاده أنه "لا يمكن للأجهزة الأمنية والاستخباراتية أن تغفل عن قضية الجواسيس أو لجوء إسرائيل إلى إدخال جماعات عبر المنافذ الحدودية لتنفيذ الهجمات".

ويعتبر أن "الحدود مع جمهورية أذربيجان وباكستان وكذلك أفغانستان هي الحلقة الأخطر في إدخال الإرهابيين الذين يعملون لصالح إسرائيل"، حسب قوله.

الحدود مع أذربيجان وباكستان وأفغانستان هي الحلقة الأخطر.
حميد رضا غلام زاده، خبير في القضايا الدولية

ويردف قائلًا: "رد إيران لم يكن فقط على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية العامة في سوريا، ففي السنوات الخمس عشرة الماضية، اغتالت إسرائيل العشرات من العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين داخل إيران وخارجها، ونفذت العديد من الهجمات السيبرانية والتخريبية ضد المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية".

ويرى أن طهران أظهرت في الماضي "الصبر وضبط النفس، وبخطأ في الحسابات، اعتبرت إسرائيل هذا الضبط علامة على ضعف إيران وواصلت هجماتها".

ومن جانبه، يذهب المحلل السياسي مهدي شكيبايي إلى أن استخدام الجواسيس هو أحد خيارات إسرائيل في معركتها ضد إيران.

ويؤكد أن "أخطر عدو لإيران هو نفسها، حيث إن المصالحة الوطنية لم تتحقق بعد حادثة وفاة مهسا أميني"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2022.

ويقول في حديثه لـ"إرم نيوز"، متطرقا إلى الانقسام داخل المجتمع الإيراني إن "إيران ليست لديها قضية أهم من الإدارة في الداخل، وليس لديها عدو أخطر من الاضطرابات (الاحتجاجات)".

أخطر عدو لإيران هو نفسها
مهدي شكيبايي، محلل سياسي

ويلفت شكيبايي أن "التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران ليس دوليًّا على الإطلاق، فكل القضايا الدولية تتم إدارتها بشكل صحيح ويمكن حلها عبر قنوات دبلوماسية، المهم أنه بعد حادثة مهسا أميني، لا يوجد حتى الآن أي بوادر للمصالحة الوطنية".

ويرى أن "المواجهات الأخيرة بحجة الحجاب وغيرها من القضايا الداخلية هي التحدي الأكبر لإيران في الوضع الحالي".

من الاضطرابات في إيران عام 2022
من الاضطرابات في إيران عام 2022أ ف ب

الاضطرابات الداخلية

ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، مهدي رضائي، مع وجود عدة خيارات لإسرائيل لاستخدامها في حربها ضد إيران من بينها إثارة "الاضطرابات الداخلية".

ويشير في حديثه لـ"إرم نيوز" إلى تداول خبر مقتل فتاة صغيرة على يد شرطة الآداب الإيرانية، معتبرا أن "الهدف من ذلك هو إثارة الشغب وإشغال القوات الأمنية في التصدي للمتظاهرين كما حدث مع قضية مهسا أميني".

ويبين رضائي أن "إسرائيل وعناصرها الداخلية تعتقد أنه من خلال نشر مثل هذه الأخبار، يمكنها مرة أخرى تحويل شوارع إيران إلى ساحة للصراع".

ويلفت إلى أن "هذا السيناريو طبقته إسرائيل مع التيارات المضادة للثورة الإيرانية في الداخل، ونجحت إلى حد ما".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com