تقرير: تدشين إسرائيل سفارة دائمة لها في تركمانستان رسالة مبطنة لطهران

تقرير: تدشين إسرائيل سفارة دائمة لها في تركمانستان رسالة مبطنة لطهران

كشف تقرير عبري، أن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى تركمانستان، أمس الأربعاء، لافتتاح سفارة دائمة لإسرائيل في العاصمة عشق أباد، حيث لا يفصل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية سوى 17 كيلومترا فقط عن الحدود الإيرانية، تحمل رسالة واضحة لطهران، فحواها أن إسرائيل موجودة، ونفوذها في المنطقة آخذ في الازدياد.

زيارة إيلي كوهين إلى تركمانستان، تعتبر أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى البلاد منذ ما يقرب من 30 عامًا.
"يديعوت أحرونوت" العبرية

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير لها، إن زيارة إيلي كوهين إلى تركمانستان، تعتبر أول زيارة لوزير إسرائيلي إلى البلاد منذ ما يقرب من 30 عامًا. حيث كانت الزيارة السابقة في عام 1995، عندما قام وزير الصحة الإسرائيلي آنذاك إفرايم سينا بزيارة تركمانستان. وقبل ذلك بعام زارها وزير الخارجية شمعون بيرس.

تحالفات جديدة

وتعد تركمانستان واحدة من أكثر دول العالم انغلاقًا، وفقًا للكثيرين، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد كوريا الشمالية من حيث الانعزال.

وبحسب التقرير، تأتي زيارة الوزير إيلي كوهين لتركمانستان، كجزء من سياسة إسرائيل للسعي لتحالفات جديدة مع الدول المجاورة لإيران.

وفي ظل هذه الخلفية، وصلت الشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل وأذربيجان مؤخرًا إلى آفاق جديدة، ويرجع ذلك، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء أول سفارة أذربيجانية في إسرائيل، وزيارة وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بايرموف، وزيارة الوزير كوهين إلى باكو.

وكانت تركمانستان آخر دولة في الاتحاد السوفيتي السابق، أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في أكتوبر/ تشرين الثاني 1993. وفي الأعوام 1994-2003 كان التمثيل الإسرائيلي على مستوى سفير غير مقيم، ومقره في وزارة الخارجية في القدس. وفي عام 2009، قرر وزير الخارجية الأسبق أفيغدور ليبرمان رفع مستوى السفارة إلى سفارة مقيمة في عشق أباد.

وفي الأعوام 2010-2013، جرت محادثات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين من أجل الوصول إلى صيغة لرفع مستوى العلاقات، والاتفاق على سفير إسرائيلي مقيم يكون مقبولاً لدى تركمانستان، بعد تعيين سفيرين من قبل إسرائيل تم استبعادها من قبل التركمان؛ بدعوى أنهم ضباط استخبارات.

وفي يوليو/ تموز 2013، وصل شيمي تسور، كأول سفير إسرائيلي مقيم إلى تركمانستان، وقدم خطاب اعتماده إلى الرئيس آنذاك قربانقولي بيردي محمدوف. وفي الوقت نفسه، قرر التركمان تجديد تمثيلهم في إسرائيل بعد توقف، وفي عام 2013، تم تعيين السفير التركماني عطا سيرداروف سفيرا غير مقيم في إسرائيل اعتبارًا من عام 2017، وسفيرا لتركمانستان في روما مسؤولا عن العلاقة مع إسرائيل.

تتمتع تركمانستان بعلاقات تاريخية وثقافية قوية مع إيران. وتشترك معها في حدود مشتركة بطول 1148 كم، وتتمتع بعلاقات جيدة وتعاون في مجالات الاقتصاد والنقل وتطوير البنية التحتية والطاقة، وتعد طهران الشريك التجاري الثالث لتركمانستان بعد الصين وروسيا.

النشاط الاقتصادي

ويعد نطاق النشاط الاقتصادي بين إسرائيل وتركمانستان منخفضا للغاية. وفي السنوات الأولى من العلاقة بينهما، كانت شركة Merhav لاعباً رئيسًا في النشاط التجاري في تركمانستان، حيث أدارت المعاملات في بناء وتجديد البنى التحتية للطاقة على نطاق واسع. وبعد تغيير الرؤساء في البلاد عام 2007، انخفض نشاط الشركة.

وفي السنوات الخمس الماضية، منذ عام 2017، كانت هناك زيادة بطيئة في نطاق النشاط الاقتصادي بين الدولتين، وخاصة من قبل الشركات الإسرائيلية الخاصة في مجالات المعدات الإلكترونية والأمنية، وفي مجال الطاقة والزراعة والمياه والتقنيات الحديثة والمعدات الطبية والأمن والسلامة.

العلاقة مع إيران

ووفقا للتقرير، تتمتع تركمانستان بعلاقات تاريخية وثقافية قوية مع إيران. وتشترك معها في حدود مشتركة بطول 1148 كم، وتتمتعان بعلاقات جيدة وتعاون في مجالات الاقتصاد والنقل وتطوير البنية التحتية والطاقة، وتعد طهران الشريك التجاري الثالث لتركمانستان بعد الصين وروسيا.

ربطة خانقة حول عنق إيران

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي إيتمار إيخنر، أن الدفء الواضح للعلاقات بين إسرائيل وتركمانستان وأذربيجان، وهما دولتان مسلمتان قريبتان من الحدود الإيرانية، يقلق طهران، التي ترى في ذلك محاولة إسرائيلية لوضع "ربطة خانقة" حول عنق إيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com