عناصر من الجيش الروسي
عناصر من الجيش الروسيرويترز

بعد بوركينا فاسو.. روسيا تنشر "الفيلق الأفريقي" في النيجر

تعتزم النيجر، التي قطعت علاقاتها مع فرنسا، ونددت بالاتفاقيات العسكرية مع الولايات المتحدة، تعزيز علاقاتها مع روسيا في المجال العسكري؛ إذ أفادت مصادر عسكرية روسية بأن الفيلق الأفريقي سيصل قريبًا إلى نيامي كجزء من التعاون مع موسكو.

والفيلق الأفريقي يعد هيكلاً عسكرياً أنشأته وزارة الدفاع الروسية، وسينفذ عمليات واسعة النطاق في القارة الأفريقية لـ"دعم البلدان التي تسعى للتخلص نهائياً من التبعية الاستعمارية الجديدة، وتطهير الوجود الغربي"، فيما يرأس الهيكل نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف.

وأفاد تقرير لموقع تلفزيون "أفريك ميديا" الكاميروني، الذي يعد إحدى الأذرع الإعلامية لموسكو في القارة الأفريقية، بأن النيجر ستكون الدولة التالية لنشر الفيلق.

وقررت السلطات النيجرية أن تحذو حذو بوركينا فاسو؛ إذ تحتاج، مثلها مثل كافة دول الساحل، إلى تنويع شركائها العسكريين، بسبب الوضع الإقليمي الصعب، الذي يزيد من تعقيده تكثيف نشاط التنظيمات المتطرفة.

وبحسب معلومات "أفريك ميديا"، يحظى الشركاء الروس بتقدير خاص؛ لأن السلطات النيجرية وعدت بالقضاء على تهديدات المسلحين، كما وعد الروس بالمساهمة في هذه القضية.

ومشكلة المسلحين ليست جديدة، فقد استمروا في ترويع النيجر سنوات عديدة، رغم الوجود الطويل الأمد للقوات الفرنسية والدعم العسكري الغربي.

وفيما يتعلق بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية، تعتزم موسكو تكثيف الإجراءات المشتركة مع نيامي، لتحقيق استقرار الوضع في المنطقة، فضلا عن تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة الوطنية.

بالتالي، فإن نشر الفيلق الأفريقي في النيجر سيشكل خطوة مهمة للسلطات المحلية في تطلعاتها لتحسين الوضع الأمني، واستعادة السلام في البلاد.

وسبق الوجود العسكري الروسي في منطقة الساحل، أشهر من بناء العلاقات والزيارات المتبادلة؛ ففي سبتمبر 2023، قام يونس بك إيفكوروف بعدة رحلات إلى دول أفريقية صديقة، وأجرى وفد وزارة الدفاع الروسية مفاوضات مع ممثلي النيجر ومالي وبوركينا فاسو.

وفي سبتمبر الماضي، استقبل رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، العقيد عاصمي غويتا، الوفد الروسي برئاسة إيفكوروف وناقشا تعزيز التعاون في مجالي الدفاع والأمن، كما التقى نائب وزير الدفاع الروسي مع وزير دفاع مالي ساديو كامارا، ووزير دفاع النيجر ساليفو مودي. وفي اليوم نفسه، التقى يونس بك إيفكوروف بزعيم المرحلة الانتقالية في بوركينا فاسو، الكابتن إبراهيم تراوري.

وإلى جانب الزيارة مطلع الخريف، زار الوفد الروسي برئاسة نائب وزير الدفاع تحالف دول الساحل مطلع ديسمبر 2023، واستقبل وزير دفاع النيجر ساليفو مودي، في 4 ديسمبر، الوفد الروسي الذي وصل إلى مطار نيامي، في إطار جلسة عمل مع السلطات الانتقالية في النيجر.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد فترة وجيزة من جولة الوفد الروسي، تم نشر الفيلق الأفريقي في بوركينا فاسو، وهي دولة متحالفة مع النيجر.

وفي 24 يناير 2024، وصلت طائرات نقل تابعة لوزارة الدفاع الروسية إلى واغادوغو، وعلى متنها 100 متخصص عسكري روسي، بالإضافة إلى معدات وأسلحة عسكرية. وفي أقرب وقت ممكن، سيتم مضاعفة أعداد هذه الوحدة ثلاث مرات وسيصل عددها إلى 300 جندي.

كما أنشأت روسيا قاعدتها العسكرية الأولى في لومبيلا، على بعد حوالي 20 كيلومتراً شمال شرق واغادوغو، ويشكل إنشاء هذه القاعدة خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين.

وسيكون الجيش الروسي مسؤولاً عن تدريب زملائه البوركينابيين، وتعزيز القوات المسلحة للبلاد، وحماية شعب بوركينا فاسو، كما سيقدمون الدعم أثناء الدوريات في المناطق الخطرة، فيما يتولى متخصصون روس ضمان أمن الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com