خارطة الانتشار العسكري الأجنبي في الساحل الأفريقي

خارطة الانتشار العسكري الأجنبي في الساحل الأفريقي

تطرح موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على سحب قواتها من النيجر، بعد أشهر من الانسحاب الفرنسي، رسم خارطة جديدة للانتشار العسكري الأجنبي في منطقة الساحل الأفريقي وصراع النفوذ المحتدم هناك.

ووافقت الولايات المتحدة، الجمعة، على سحب قوّاتها من النيجر، وفق ما قال عدد من المسؤولين الأمريكيّين الذين لم يكشفوا عن هوياتهم.

وتنشر الولايات المتحدة في النيجر أكثر من ألف عسكري، يتمركزون في قاعدة في الشمال ويشاركون في القتال ضد الجماعات المتشددة، وقبل أيام تظاهر آلاف الأشخاص في نيامي للمطالبة برحيل الأمريكيين "دون تأخير".

لكن الانسحاب المرتقب لا يعني انتهاء الدور الأمريكي في المنطقة، ومنذ يناير الماضي بدأت واشنطن محادثات مع كل كم غانا، وساحل العاج، وبنين لاستخدام مطاراتها في السماح لطائرات المراقبة الأمريكية غير المسلحة، لمقاومة الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي، وأساسا مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر.

وبعد انقلاب 26 يوليو الماضي سارع المجلس العسكري الحاكم في النيجر إلى المطالبة برحيل الجنود الفرنسيين، البالغ عددهم نحو 1500 عسكري تم نشرهم لمحاربة المتطرفين، وألغى عدة اتفاقيات عسكرية كانت مبرمة مع باريس.

وغادر آخر الجنود الفرنسيين المنتشرين في النيجر البلاد بالفعل في 22 ديسمبر الماضي.

وتمثل منطقة الساحل الأفريقي عموما ساحة جديدة للتنافس بين القوى الدولية الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وروسيا.

أخبار ذات صلة
أمريكا توافق على سحب قواتها من النيجر

وكان لفرنسا حضور لافت في المنطقة منذ إطلاق عملية "برخان" العسكرية في مالي عام 2014 لمواجهة تمدد الجماعات المتشددة، قبل إعلان إنهاء العملية في 2022، مع صعود نظام عسكري إلى الحكم وتصاعد الخطاب المعادي للوجود الفرنسي.

وأعادت باريس منذ ذلك الحين ضبط استراتيجيتها في المنطقة، وقالت إنها تقوم على "الفاعلية لا الحجم" مع إعادة الانتشار وتثبيت وجودها في جيبوتي وتشاد، وتضم كل منهما 1500 عسكري.

ومن جانبها دخلت روسيا على الخط، وفي عام 2013 أصدرت وثيقة "مفهوم السياسة الخارجية للاتحاد الروسي" التي أظهرت اهتمام موسكو بالعودة إلى النشاط في القارة الأفريقية، وفي العام التالي تأسست مجموعة "فاغنر" الأمنية الخاصة، التي شكلت الذراع الروسية الأكثر فاعلية في أفريقيا منذ عام 2017، وتكثَّف نشاطها هناك في ساحات عدة.

ويشهد الانتشار العسكري الروسي في أفريقيا اتجاهاً للتركيز على عدد من الدول الرئيسة المتجاورة والمتصلة جغرافيًّا، وهي: أفريقيا الوسطى، ومالي، وبوركينافاسو، والنيجر.

وفي نوفمبر 2023 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إطلاق وحدة جديدة تحمل اسم "الفيلق الأفريقي"، وتسعى موسكو من خلال هذه الخطوة إلى جعل حضورها العسكري قائمًا على مفهوم المؤسسة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com