تم إغلاق الحدود الجنوبية للنيجر التي تفصل البلاد عن نيجيريا وبنين
تم إغلاق الحدود الجنوبية للنيجر التي تفصل البلاد عن نيجيريا وبنينأ ب

ماذا أعدت توغو وبنين لمواجهة موجة الانقلابات؟

 تضع بنين وتوغو إستراتيجيتين مختلفتين في مواجهة مخاطر تمدّد موجة الانقلابات التي ضربت عددًا من دول جوارها وزعزعت استقرارها، وتعتمد الدولتان نهجين مختلفين تمامًا، وفق تقرير نشرته مجلة "جون أفريك".

وقال التقرير إنّه "في مواجهة العدد المتزايد من الانقلابات في البلدان الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، اختار الرئيس البنيني ونظيره التوغولي نهجين مختلفين تمامًا: الحزم لأحدهما والحفاظ على الحوار للثاني".

أخبار ذات صلة
النيجر تلجأ إلى توغو للتوسط من أجل تخفيف العقوبات

ومنذ أغسطس / آب 2023، تم إغلاق الحدود الجنوبية للنيجر التي تفصل البلاد عن نيجيريا وبنين، نتيجة العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على نيامي في اليوم التالي للانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.

ونتيجة لهذا الإغلاق، لا يمكن للشاحنات الثقيلة الراسية على أطراف بلدة مالانفيل أقصى شمال بنين المرور إلى النيجر، ما عسّر مهمة نقل الإمدادات الغذائية إلى البلد الواقع تحت طائلة العقوبات.

وبحسب "جون أفريك" فقد "اختارت بنين الحزم، وتقول إنها "مصممة على تنفيذ قرارات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بدقة" وهي عضو في هذه المجموعة، كما أوضح مستشار رئيس الدولة باتريس تالون.

واعتبارًا لهذا الحزم لم تعد البضائع القادمة من نيامي أو المتجهة إليها تمر عبر ميناء كوتونو، وهو قرار له عواقب وخيمة على هذا الميناء التجاري، الذي كان نشاطه يمثل 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2020.

ولكن في الوقت الذي تتوالى فيه الانقلابات، "هذا هو الثمن الذي يجب دفعه"، كما يؤكد مصدر من القصر الرئاسي في بنين.

وأكد التقرير أنّ "حاشية باتريس تالون لا تتوقف عن توجيه ضرباتها إلى الجارة التوغولية، ومنذ إغلاق الحدود مع النيجر، تحولت وجهة بعض البضائع التي كان من المفترض أن تمر عبر بنين في الواقع على بعد بضعة كيلومترات غربًا، وعبرت شرق بوركينا فاسو، لتنتقل إلى ميناء لومي التوغولي.

ويقول أحد المقربين من باتريس تولون إنّ "توغو وبنين تخوضان صراعًا أبديًّا، ولا تتوقف لومي عن فعل أي شيء للإضرار بكوتونو... إنها لعبة عادلة، واليوم تؤتي ثمارها لتوغو، التي تستعيد عددًا كبيرًا من البضائع التي لم يعد ميناء كوتونو قادرًا على المرور عبرها"، وفق قوله.

ووفق تقرير "جون أفريك" فإنّ توغو تمثل استثناء في التعاطي مع الانقلابات التي حصلت في مالي وبوركينافاسو والنيجر، ويقول إنّ الرئيس التوغولي فور إيسوزيمنا غناسينغبي، في علاقاته مع الأنظمة العسكرية في باماكو وواغادوغو ونيامي، يتميز عن نطرائه في المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، فهو يفضل الحوار مع الانقلابيين ويعمل في الوقت ذاته كوسيط وشريك ومستشار، وهو ما لا تنظر إليه كوتونو بشكل إيجابي.

أخبار ذات صلة
رغم خلافاتهما.. نفط النيجر يتدفق إلى بنين مطلع 2024

وأكد التقرير أنّ "العداء بين فور إيسوزيمنا غناسينغبي وباتريس تالون أصبح أمرًا مكشوفًا، لدرجة أن البعض من حولهم يستحضرون الصدام الذي حدث قبل بضع سنوات، خلال جلسة مغلقة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، استنكر خلالها الرئيس التوغولي تصريحًا أدلى به جاره حول الفساد داخل الشرطة في المنطقة.

واعتبرت "جون أفريك" أنّ الخلافات والمنافسة بين البلدين لم تتوقف على المستوى الاقتصادي فقط بل هي تتفاقم اليوم بسبب السياق الدبلوماسي، في مواجهة موجة الانقلاب التي اجتاحت المنطقة منذ عام 2020، حيث قدمت لومي نفسها كوسيط للمصالحة، وفي ذروة الأزمة التي وضعت رئيس المجلس العسكري في مالي عاصمي غويتا ضد الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، قام فور إيسوزيمنا غناسينغبي ووزير خارجيته روبرت دوسي، بزيادة عدد بعثات المساعي الحميدة من أجل التفاوض على إطلاق سراح 49 جنديًّا إيفواريًّا محتجزًا في باماكو.

المصدر: مجلة جون أفريك الفرنسية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com