إيران تُصوّر اعترافات تحت التهديد لتبرير الإعدامات بحق السُّنة

سلّطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الضوء على مقاطع فيديو أنتجتها إيران تتضمن اعترافات لمحكومين بالإعدام من الطائفة السُّنية، التي تتعرض للاضطهاد من طرف النظام في طهران.

وأدانت منظمة العفو الدولية، مقاطع الفيديو، التي استخدمتها إيران لتبرير الإعدامات الجماعية بحق 25 شخصاً في أوائل هذا العام.

وأعدمت إيران شنقًا ما بين 20-25 رجلاً سُنياً بتهمة تنفيذ عملية إرهابية على المنطقة الكردية الغربية في أغسطس/آب الماضي، في واحدة من أكبر الإعدامات الجماعية التي حدثت في البلاد، والتي كانت محل نقد دائم، لاسيما بعدما أشيع بأن عائلات المتهمين ومحاميهم، لم يتم إبلاغهم بموعد تنفيذ الحكم، بل علموا بعد تنفيذه.

وفي تقرير جديد من المنظمة الحقوقية، قالت إن مقاطع الفيديو تظهر "اعترافات تحت التهديد" ترافقها موسيقى تحذيرية وصور لهجمات حدثت في سوريا والعراق من قبل داعش.

وأشارت إلى أن مقاطع الفيديو التي أنتجت ونشرت من قبل الإعلام الرسمي الإيراني، تهدف إلى تبرير الإعدامات واستغلال الخوف من السُّنة المتطرفين، في بلد غالبية سكانه من الشيعة.

وأضافت منظمة العفو الدولية، أن إعلام الدولة الإيراني يستخدم عناوين مثيرة مثل: "من قلب الظلمات" و"في يد الشيطان" وتظهر مقاطع الفيديو الرجال يعترفون بأنهم أعضاء في الجماعة السُّنية "تهود وجهاد"، وتحتوي المقاطع على معلومات متناقضة.

كما أظهر التقرير الذي نشرته المنظمة الحقوقية الأربعاء الماضي، أن بعض المساجين اعترفوا بجرائم وقعت وهم في السجن، وهناك إفادات متضاربة في أقوالهم من حيث التخطيط للهجمات والاغتيالات.

ووصف الرجال أنفسهم في الفيديو بـ  "الإرهابيين" و "المجرمين الذين يستحقون العقاب"، وأضافوا أنهم "إذا لم يكن قد تم إيقافهم كانوا  سيرتكبون فظائع أسوأ من داعش".

ويقول فيلبس آرثر، الباحث في منظمة العدل الدولية ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "إن السلطات تحاول بشكل صارخ أن تقنع العامة بأن الرجال مذنبون، ولكن لا يمكنهم إخفاء الحقيقة المقلقة بأن الرجال الذين أعدموا كانوا مدانين بجرائم مبهمة وغير محددة، كما تم إعدامهم بعد محاكمات غير عادلة".

وانتقدت "هيومان رايتس وتش" الممارسة الجديدة لإيران، حيث تقول سارة لي واطسون رئيسة مراقبي الشرق الأوسط، تعقيباً على التقرير:  "يبدو أن إيران  دخلت صناعة الدعاية في المنطقة، منتجة مقاطع فيديو تُظهر اعترافات تحت التهديد لرجال تم إعدامهم بعد اعتبارهم إرهابيين".

وأضافت سارة لي واطسون أن المؤسسات الإعلامية الإيرانية "مدانة" في هذه الصورة "البشعة والكريهة من الاستغلال".