صحف عالمية: الاتفاق السعودي الإيراني إحياء لـ"الدبلوماسية البناءة".. ورئيسة تايوان تستعد لزيارة أمريكا

صحف عالمية: الاتفاق السعودي الإيراني إحياء لـ"الدبلوماسية البناءة".. ورئيسة تايوان تستعد لزيارة أمريكا

لا تزال تداعيات الاتفاق "التاريخي" بين المملكة العربية السعودية وإيران بشأن إعادة العلاقات الدبلوماسية، تتصدر عناوين الصحف العالمية لليوم الثاني على التوالي، وسط تقارير تصف الصفقة بأنها "تثمن الدبلوماسية وتعزز دور الحوار البناء" بين الدول.

كما سلطت الصحف الصادرة صباح الأحد، الضوء على رحلة مزمعة ستقوم بها رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة أواخر شهر مارس الجاري، حيث من المقرر أن تلتقي مع رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، في زيارة وصفت بأنها تأتي "تجنباً" لغضب الصين.

وفي ألمانيا، ناقشت الصحف تقارير من هناك تكشف عن غضب عارم لدى الألمان بسبب قوانين السلاح "الهشة" في البلاد، وذلك في خضم حادث إطلاق نار أسفر عن مقتل 7 أشخاص أواخر الأسبوع الماضي.

دبلوماسية جديدة بالمنطقة.. وتهميش أمريكا

استمراراً لتداعيات الاتفاق "التاريخي" لإعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تحليل إخباري لها، أن الصفقة التي تمت بوساطة صينية، الجمعة، "تبث روحاً جديدة" للدبلوماسية في المنطقة وتثمن دور الحوار البناء بين دول الجوار بدلاً من الصراع والمواجهة.

كما رأت أن الاتفاق يشير إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة "مؤقتاً"، مع ترك واشنطن على الهامش. وأشادت "نيويورك تايمز" بالصفقة، قائلة إنه على الرغم من أنها تتحدى النفوذ الأمريكي، إلا أنه "أخيرًا، هناك اتفاق سلام في الشرق الأوسط، ليس بين إسرائيل والعرب، بل بين السعودية وإيران، ولكن بوساطة صينية".

وقالت الصحيفة: "الأمريكيون، الذين كانوا الفاعلين الرئيسيين في المنطقة، يجدون أنفسهم الآن على الهامش خلال لحظة تغير كبير". وأضافت: "الصينيون، الذين لعبوا لسنوات دورًا ثانويًا فقط، حولوا أنفسهم فجأة إلى لاعب قوي جديد.. والإسرائيليون يتساءلون الآن أين يتركهم ذلك الاتفاق؟".

على الرغم من أنها تتحدى النفوذ الأمريكي، إلا أنه أخيرًا، هناك اتفاق سلام في الشرق الأوسط، ليس بين إسرائيل والعرب، بل بين السعودية وإيران، ولكن بوساطة صينية.
نيويورك تايمز

وفي هذا الشأن، نقلت عن إيمي هوثورن، نائبة مدير الأبحاث في "مشروع الشرق الأوسط للديموقراطية"، وهي مجموعة غير ربحية في واشنطن، قولها: "إنها صفقة كبيرة.. نعم، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوسط في مثل هذه الصفقة الآن مع إيران على وجه التحديد، حيث لا تربطنا علاقات معها".

وأضافت هوثورن: "ولكن بالمعنى الأكبر، فإن الإنجاز المرموق للصين يجعلها متفوقة دبلوماسيًا على أي شيء تمكنت الولايات المتحدة من تحقيقه في المنطقة منذ أن تولى بايدن منصبه"، وتابعت أنه بالرغم من أن البيت الأبيض قد رحب "علناً في عهد الرئيس، جو بايدن، بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، ولم يعرب عن قلق صريح بشأن دور بكين، إلا أنه في السر "يبكي تآكل النفوذ الأمريكي في المنطقة".

إنها علامة على خفة الحركة الصينية للاستفادة من الغضب الموجه للولايات المتحدة من قبل بعض الدول العربية الحليفة بسبب إهمال واشنطن للمنطقة والتركيز على مناطق أخرى، مما خلق فراغاً أمريكياً غير مسبوق هناك.
دانييل كيرتزر، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ومصر

بدوره، صرح دانييل كيرتزر، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ومصر، لـ"نيويورك تايمز" بأن الديناميكيات المتغيرة التي يمثلها الاتفاق السعودي الإيراني لا تزال تشكل تحديًا لإدارة بايدن عندما تفضل التركيز على مكان آخر.

وقال: "إنها علامة على خفة الحركة الصينية للاستفادة من الغضب الموجه للولايات المتحدة من قبل بعض الدول العربية الحليفة بسبب إهمال واشنطن للمنطقة والتركيز على مناطق أخرى، مما خلق فراغاً أمريكياً غير مسبوق هناك". وأضاف أن المحادثات بين البلدين في ظل غياب واشنطن تعتبر "لائحة اتهام مؤسفة للسياسة الخارجية الولايات المتحدة ".

وقالت الصحيفة إنه بسبب العقوبات الأمريكية، تحركت إيران لتعميق علاقاتها مع روسيا والصين الآن، مضيفة أنه بالتحول إلى بكين للتوسط مع الرياض، ترفع طهران مستوى الصين في المنطقة وتسعى للهروب من العزلة التي تفرضها واشنطن. وتابعت أن آمال إسرائيل في إنشاء تحالف مناهض لإيران في المنطقة "قد تبددت بشكل واضح".

واختتمت الصحيفة تحليها بالقول: "بينما يرى الأمريكيون أن إيران تتعرض لضغوط حقيقية وتعاني من ضائقة اقتصادية بسبب العقوبات جراء أنشطتها النووية، فإن هذا لا يعني أن الصين تريد أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا. وإذا كان لبكين نفوذ جديد في طهران، فإن الأمريكيين يأملون أن تتمكن من استخدامه لكبح طموحات إيران النووية."

تجنباً لـ"غضب" الصين.. لقاء تايواني أمريكي بكاليفورنيا

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، مع الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، في ولاية كاليفورنيا مطلع الشهر المقبل، وذلك تجنباً لغضب الصين، بعدما تعهد زعيم الأغلبية الجمهورية بزيارة تايبيه أواخر العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مكارثي، الذي تلقى توصيات بشأن الآثار السياسية لزيارة تايبيه، يخطط بدلاً من ذلك للقاء تساي في حدث تنظمه "مكتبة ريغان" في كاليفورنيا أبريل المقبل. وقالت الصحيفة إن زيارة مكارثي لتايبيه كانت ستتشابك مع سياسات الانتخابات الرئاسية التايوانية.

رئيس مجلس النواب، كيفين مكارثي، الذي تلقى توصيات بشأن الآثار السياسية لزيارة تايبيه، يخطط بدلاً من ذلك للقاء الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون في حدث تنظمه "مكتبة ريغان" في كاليفورنيا أبريل المقبل.
واشنطن بوست

وعلى الرغم من أن مكارثي صرح الأسبوع الماضي بأن رحلة كاليفورنيا "لا علاقة لها" بسفره إلى تايبيه، قالت الصحيفة الأمريكية إن رئيس مجلس النواب "نُصح من قبل مسؤولين تايوانيين بأن الزيارة سيتم استغلالها لأغراض سياسية" من قبل الحزب القومي المعارض في البلاد، المعروف باسم "الكومينتانغ".

وأوضحت أن حزب "الكومينتانغ" في تايوان يفضل إقامة علاقات أوثق مع بكين، مشيرة إلى أنه سعى إلى تصوير سياسة "الحزب الديموقراطي التقدمي" الحاكم، بزعامة تساي، على "أنها خطيرة واستفزازية بلا داع وتزيد من مخاطر الحرب مع الصين، وذلك قبل نحو العام من الانتخابات الرئاسية المقررة هناك".

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه من المقرر أن تزور تساي الولايات المتحدة أواخر الشهر الجاري، مشيرة إلى أنها ستلقي خطاباً عاماً في حدث سينظمه "معهد هدسون" بنيويورك. ونقلت عن مصادر مطلعة أنه ستتم دعوة قادة الكونغرس، بما في ذلك مكارثي وزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشارلز إي شومر، لحضور هذا الحدث أيضاً قبل السفر إلى كاليفورنيا.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن رحلة تساي تأتي في وقت محتقن للغاية كثفت فيه بكين من حدة خطابها تجاه واشنطن، حيث اتهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، "علناً" الولايات المتحدة بقيادة الدول الغربية في حملة "احتواء وتطويق وقمع شامل للصين".

لقاء مكارثي مع تساي في كاليفورنيا يعتبر "فرصة كبيرة" لواشنطن لإظهار الدعم لتايوان، بينما يجعل، في الوقت نفسه، من الصعب على الصين اتخاذ رد فعل عدواني.

في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الأربعاء، إن بلادها تعارض بشدة أي شكل من أشكال التفاعل الرسمي بين الولايات المتحدة و"منطقة تايوان"، كما أنها تعارض بشدة أيضاً وجود أي شكل من أشكال الاتصال لواشنطن "مع العناصر الانفصالية لاستقلال تايوان".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين قولهم إن لقاء مكارثي مع تساي في كاليفورنيا يعتبر "فرصة كبيرة" لواشنطن لإظهار الدعم لتايوان، بينما يجعل، في الوقت نفسه، من الصعب على الصين اتخاذ رد فعل عدواني.

وأضاف المحللون للصحيفة: "تعد الزيارة مهمة لتساي قبل انتخابات العام المقبل، حيث إنها ستتحدث إلى جمهور أمريكي موسع حول دور بلدها في العالم. أما بالنسبة لمكارثي، فيعد اللقاء فرصة فريدة لرفع أهمية تايبيه داخل الولايات المتحدة، مما يؤدي بدوره إلى تعقيد قدرة بكين على نشر رد عسكري استفزازي حول تايوان".

زيارة تساي ستثير غضب بكين، لكن الجيش الصيني لن يقوم بـ"تصعيد عسكري" مشابه لما تم بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي، في أغسطس الماضي.
واشنطن بوست

وأكد المحللون أن زيارة تساي ستثير غضب بكين، لكنهم أشاروا إلى أن الجيش الصيني لن يقوم بـ"تصعيد عسكري" مشابه لما تم بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في أغسطس الماضي.

غضب ألماني بسبب "هشاشة" قوانين السلاح

على صعيد آخر، سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على مستجدات الأوضاع في ألمانيا عقب إطلاق نار وقع في كنيسة بهامبورغ أواخر الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وقالت إن الشارع الألماني يشعر بالغضب إزاء "قوانين السلاح الهشة".

وذكرت أن المسلح الذي نفذ إطلاق النار كان قد حصل على تصريح باستخدام الأسلحة النارية على الرغم من أنه يعاني من بعض الأمراض النفسية، الأمر الذي جعل الشعب الألماني في حالة غضب حول مدى "تراخي" السلطات وعدم تدقيقها وفحصها لحاملي السلاح.

وقالت الصحيفة إنه بينما يمكن تشديد قوانين السلاح في ألمانيا – وهي الأعلى في أوروبا - بعد حادث الخميس الذي وقع بكنيسة تابعة لجماعة "شهود يهوه" في هامبورغ، فإن الهجوم أثار "السؤال الدائم" حول ما إذا كانت الأجزاء المختلفة من النظام الفيدرالي للبلاد تعمل معًا، وعزز يد أولئك في الائتلاف الحاكم الذين يسعون إلى ضوابط أقوى للأسلحة.

ووفقاً لتقرير "الغارديان"، جاءت ردود أفعال بعض شهود العيان "متضاربة" إلى حد كبير، حيث أدان البعض سلطات هامبورغ – على الرغم من استجابة الشرطة للحادث – بسبب تراخيها مع منفذ الهجوم، بينما أشاد آخرون بدور قوات الأمن التي أنقذت العديد من الأرواح.

وعلى سبيل المثال، قال أحد شهود العيان للصحيفة البريطانية: "لم تصادر الشرطة سلاح منفذ العملية لدى اعتقاله"، بينما صرح شاهد آخر: "يكاد يكون من المؤكد أن الضباط أنقذوا العديد من الأرواح من خلال الوصول في غضون أربع دقائق من مكالمات الطوارئ إلى مكان الحادث".

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن سلطات هامبورغ كانت قد تلقت معلومات قبل شهرين حول منفذ الهجوم، لكنه أقنع المسؤولين حينئذ بـ"عدم نزع سلاحه"، على الرغم من أنه تم إخبار الضباط حول الصحة العقلية للرجل الذي عرفته السلطات باسم "فيليب فوس".

سلطات هامبورغ تلقت معلومات قبل شهرين حول منفذ الهجوم، لكنه أقنع المسؤولين حينئذ بـ"عدم نزع سلاحه"، على الرغم من أنه تم إخبار الضباط حول الصحة العقلية للرجل الذي عرفته السلطات باسم "فيليب فوس".
الغارديان

وقالت الصحيفة إن سلطة مراقبة الأسلحة كانت قد تلقت "رسالة مجهولة المصدر" في يناير الماضي أثارت مخاوف بشأن فوس (35 عاماً)، قائلة إنه بدا غاضبًا من زملائه أعضاء الكنيسة السابقين، لكن الضباط لم يجدوا أي سبب يدعو للقلق عند زيارتهم له الشهر الماضي.

ونقلت عن أحد سكان هامبورغ قوله: "الناس هنا يستعدون يومياً لدفن موتاهم منذ أن علموا بمنح فوس تصريحاً لحمل السلاح في ديسمبر الماضي. ماذا نفعل بالتحذير الشفوي الذي وجهته الشرطة لفوس بعد أن زارته في شقته الشهر الماضي؟".

على الرغم من أن ألمانيا لديها بعض أكثر قوانين الأسلحة صرامة في أوروبا، إلا أن لديها نسبة عالية من الأسلحة النارية للفرد، حيث يمتلك حوالي مليون شخص بشكل قانوني أكثر من 5 ملايين قطعة سلاح.
الغارديان

وقالت الغارديان، إنه "على الرغم من أن ألمانيا لديها بعض أكثر قوانين الأسلحة صرامة في أوروبا، إلا أن لديها نسبة عالية من الأسلحة النارية للفرد. ويمتلك حوالي مليون شخص - معظمهم من الرماة الرياضيين أو الصيادين - بشكل قانوني أكثر من 5 ملايين قطعة سلاح. وفي حين أن العنف لا يزال نادرًا، يُقتل ما معدله 155 شخصًا بالنيران كل عام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com