قبل أيام من إعلان مرشحها لمنافسة أردوغان.. الخلافات تهز المعارضة التركية

قبل أيام من إعلان مرشحها لمنافسة أردوغان.. الخلافات تهز المعارضة التركية

يبدو أن تحالف المعارضة التركية الذي تأسس قبل عام بغرض تجهيز مرشح قوي يمكنه منافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة المقررة، في مايو/أيارالمقبل، بات قاب قوسين أو أدنى من "التشتت" على بعد 3 أيام من الموعد المتوقع (يوم الإثنين) أن يعلن فيه التحالف مرشحه لانتخابات الرئاسة.

آخر المواقف التي تشي بانقسام التحالف المعارض؛ صدرت، اليوم الجمعة، من زعيمة حزب "الخير" القومي ميرال أكشينار، التي أعلنت أن تحالف المعارضة المؤلف من 6 أحزاب، من بينها حزبها "لم يعد يعكس الإرادة الوطنية"، في إشارة على ما يبدو لقرب انفراط عقد هذا التكتل السياسي، وهو على بعد خطوة من موعد الحسم.

غير أن تلويح أكشينار بانسحاب حزبها لديه ما يبرره، إذ إن تحالف المعارضة التركية رفض ترشيح شخصيتين اقترح "حزب الخير" الدفع بهما لخوض الانتخابات الرئاسية، أبرزهما عمدة إسطنبول أكرم إمام أغلو، الذي كان ينظر إليه منذ إنهائه هيمنة "العدالة والتنمية" على بلدية إسطنبول باعتباره مرشحًا "فوق العادة" وصاحب حظوظ وافرة لفرض منافسة حقيقية مع أرودغان في الاستحقاق الرئاسي المنتظر.

هذا الامتعاض عبرت عنه أكشينار في مؤتمر صحفي، مؤكدة أن الأحزاب الخمسة الأخرى "لم توافق على المرشحين اللذين طرحهما الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية وهما رئيسا بلديتي إسطنبول وأنقرة".

لا تخشوا شيئًا، جميع الأحجار ستتموضع في مكانها، لن نسمح لأحد بزعزعة اتفاقنا مع أعضاء الطاولة السداسية وسنعمل على توسيعها.
كلشدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية

ردود متباينة

الأحزاب المشكلة لتحالف المعارضة، اكتفى زعماؤها بتعليقات مقتضبة، يفهم منها التقليل من قيمة الخطوة التي قامت بها زعيمة "حزب الخير" ميرال أكشينار، حيث سارع زعيم المعارضة التركية، كلشدار أوغلو، للتعليق على انسحابها من الطاولة السداسية التي تنظمها أحزاب الائتلاف المعارض بقوله: "لا تخشوا شيئًا، جميع الأحجار ستتموضع في مكانها".

وتابع كمال كيليتشدار أوغلو: "لن نسمح لأحد بزعزعة اتفاقنا مع أعضاء الطاولة السداسية وسنعمل على توسيعها"، وفق تعبيره.

ونقلت وسائل إعلام تركية، عن سركان أوزجان، المتحدث باسم حزب المستقبل، الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أغلو، تعليقه على انسحاب حزب الخير بالقول: "لعله خير".

أما نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بولنت توران، فقد سخر من الانقسامات التي تضرب المعارضة، والتي بدأت تظهر للعلن، معلقًا على انسحاب أكشنار من الطاولة السداسية بقوله: "لم يستطيعوا إقناع أقرب شريك لهم، ولم يستطيعوا إقناع رؤساء بلدياتهم، عقدوا 12 اجتماعًا في 12 شهرًا ولم يفلحوا، هل سيقنعون الشعب؟".

استقالات.. ودعم للمرشح الموحد

تصريحات زعيمة الحزب القومي التركي، تسببت في موجة استقالات متتالية من الحزب، تلت الإعلان عن الانسحاب من الطاولة السداسية، وفق وسائل إعلام محلية، التي رجحت ان تتوسع الاستقالات خلال الساعات المقبلة.

واعتبر المحلل أنتوني سكينر أن "رفض أكشينار (لترشيح) كيليتشدار أوغلو يشكل ضربة خطيرة لتطلعات المعارضة ... منحت إردوغان هدية جميلة".

وفيما يشبه تجاوز الصدمة التي أحدثها تلميح أكشينار بالانسحاب من تحالف المعارضة، سارعت وسائل إعلام مقربة من المعارضة إلى التأكيد على أن عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاش ـ اللذين اقترحت ميرال أكشينار ترشيحهما لخوص السباق الرئاسي في محاولة لقطع الطريق على "الإجماع المتوقع" حول ترشيح كلشدار أوغلوـ  ورؤساء 9 بلديات أخرى، قد وقعوا على بيان لدعم كمال كيليتشدار أوغلو كمرشح موحد للمعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن هذا البيان في وقت قريب.

خلاف قديم

ورغم أن زعيمة حزب "الخير" لم تعلن انسحابها من الطاولة السداسية في خطابها الذي تضمن كلمات وصفت بـ"اللاذعة"، إلا أن محللين أتراكًا ووسائل إعلام محلية، اعتبروا أن تصريحات أكشنار دقت آخر مسمار في نعش علاقتها بالتحالف المعارض، وبأن انشقاقها رسميًا بات مسألة وقت لا أكثر.

تصريحات أكشنار دقت آخر مسمار في نعش علاقتها بالتحالف المعارض، وانشقاقها رسميًا بات مسألة وقت لا أكثر.
ووسائل إعلام تركية

ويعرف عن أكشنار معارضتها الشديدة، لترشيح كلشدار أوغلو، وقد عبرت عن ذلك بعد أشهر من تأسيس التحالف المعارض السداسي، الذي يجمعها به برفقة شخصيات معارضة من "أصدقاء أردوغان" السابقين.

واعتبر المحلل أنتوني سكينر، أن "رفض أكشينار (لترشيح) كيليتشدار أوغلو يشكل ضربة خطيرة لتطلعات المعارضة... منحت إردوغان هدية جميلة"، وفق ما نقلت عنه "فرانس برس".

لكن موقف أكشنار المناوئ لكلشدار يبدو أنه لم يتغير حيث صرحت، الجمعة، بأنها ستتصل بإمام أوغلو، عمدة إسطنبول ومنصور يافاش، عمدة أنقرة لدعوتهما للترشح لمنافسة أردوغان، وإذا ما صحت الأنباء التي تحدثت عن توقيع الإثنين مع 9 عمد على بيان لترشيح كلشدار أوغلو للرئاسيات المقبلة، فإن ذلك قد يؤذن بـ"طلاق سياسي بائن" بين زعيمة الحزب القومي وباقي الأحزاب المشكلة لائتلاف المعارضة.

صراع الموازين

حالة عدم اليقين التي تشهدها المعارضة التركية حاليا، جاءت في وقت أظهر استطلاعان للرأي صدرا، خلال الأيام القليلة الماضية، أن أحزاب المعارضة لم تحصل على تأييد جديد بسبب إخفاقها في إعلان مرشحها على الرغم من بقاء شهرين فقط على بدء التصويت، كما أن افتقارها لخطة ملموسة لإعادة بناء المناطق التي دمرها الزلزال حال فوز مرشحها، جعلت استفادتها "شعبيًا" من تداعيات الكارثة محدودة للغاية.

أحزاب المعارضة التركية لم تحصل على تأييد جديد بسبب إخفاقها في إعلان مرشحها على الرغم من بقاء شهرين فقط على بدء التصويت، كما أن استفادتها "شعبيًا" من تداعيات الزلزال محدودة للغاية.

في المقابل وضعت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الزلزال ائتلاف أردوغان مع حزب الحركة القومية "في المقدمة إذا أجريت الانتخابات في أقرب وقت"، حيث ارتفعت نسبة التأييد للائتلاف إلى حوالي 40 أو 41%، وفق تقديرات شركة "ميتروبول" التي أجرت الاستطلاع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com