هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو رفض طلب بايدن لإنهاء العملية في لبنان قبل تصفية "حزب الله"
أدّت الانقلابات المتتالية التي شهدتها عدة دول في الساحل الأفريقي إلى إعادة تشكيل تحالفات ومنظمات إقليمية جديدة وإضعاف أخرى، أو إنهاء مهامها بشكل شبه كلّي، رغم عدم وضوح الرؤية بالنسبة إلى الهيكل الجديد الذي أعلنته بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
وسلط تقرير نشرته "دويتشه فيله" الضوء على خلفيات انسحاب بوركينا فاسو والنيجر ومالي من مجموعة دول الساحل الخمس، وما أثاره من تساؤلات عن مصير هذه المجموعة الإقليمية التي تتمسك بها موريتانيا وتشاد، وتتعرض لانتقادات واسعة من الدول التي شهدت انقلابات، مقابل إنشاء تحالف ثلاثي جديد بين هذه الدول الثلاث.
وبعد مالي، أعلنت الحكومتان الانتقاليتان لبوركينا فاسو والنيجر، في بيان صحفي مشترك، انسحابهما من مجموعة الساحل الخمس، وتعرضت النجاحات العسكرية التي حققتها هذه المنظمة على أرض الواقع لانتقادات شديدة من الدول الثلاث المعنية منذ الانقلابات التي أوصلت الجيش إلى السلطة هناك، وفق ما يوضح تقرير "دويتشه فيله".
ووفق التقرير، فقد كان انسحاب هذه الدول من مجموعة الخمس أمرًا متوقعًا لعدة أسباب، أولاً، كانت المجموعة في الساحل تعاني دائمًا من مشاكل تمويلية، رغم الوعود التي بلغت 423 مليون يورو، إضافة إلى تنحي قادة دول الساحل الذين وقعوا على إنشاء مجموعة الساحل الخمس قبل 9 سنوات من الحكم.
ومنذ عام 2014، تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل بشكل كبير، وبالتالي لم يحقق الهيكل هدفه الأساسي، وفق ما نقله التقرير عن منسقة شبكة "عين على الساحل" في برلين، غريت لينز.
وأوضحت لينز أنّه "حتى بضع سنوات، كان هناك خلل في مجموعة الخمس في منطقة الساحل، ويمكننا حتى أن نتساءل عن أدائها طيلة هذه السنوات، لذا فإن الأمر ليس مفاجئًا وجميع المراقبين مجمعون على حقيقة أن العنف الذي نراه في المنطقة لا يمكن معالجته بالعنف والعمليات العسكرية وحدها، ومن الواضح أن القرارات يجب أن تكون مدنية".
وفي بيانهم الصحفي المشترك، أدان العسكريون الذين يتولون السلطة في بوركينا فاسو والنيجر ما سموه "الثقل والأعباء المؤسسية" التي دفعتهم في نهاية المطاف إلى ترك المنظمة، وهي حجة "غير مقنعة"، وفق المستشار السابق لرئيس النيجر المخلوع محمد بازوم، ساهانين محمدو.
وتراهن مالي وبوركينا فاسو والنيجر الآن على تحالف دول الساحل، وهو هيكل جديد تم إنشاؤه في الـ16 من سبتمبر/أيلول الماضي، ولكن لا يُعرف حتى الساعة شيء عن موازنته ومصادر التمويل المخطط لها، كما يقول التقرير.
ومع ذلك، يعتقد الصحفي والمحلل السياسي المالي سيكو تانغانا أن سلطات البلدان الثلاثة عازمة على التمويل الذاتي لهذه المنظمة الجديدة.
وبحسب تانغاتا، فإنّه "على المدى القصير، قد يبدو ذلك مستحيلاً، لكننا مندهشون للغاية من الثقة التي أبدتها سلطات هذه الدول الثلاث، فهي تقول إن دول تحالف الساحل الثلاث غنية بالمعادن بجميع أنواعها، وإن استغلال هذه الموارد ليس على المدى المتوسط ولا على المدى القصير".
ورأى المحلل السياسي التشادي أحمد جميل أنّ "هذا الانسحاب من مجموعة الساحل الخمس يعد أيضًا إشارة قوية للشركاء الدوليين، وهي أيضًا إشارة مرسلة إلى المجتمع الدولي للقول إن هناك شيئًا لم ينجح، وإنّ هناك استياء لدى بعض الدول؛ لأنه يبدو أن هناك حوار الصم، في ما يقول هؤلاء الشركاء إنهم ساعدوا هذه الدول بطريقة ما"، وفق تعبيره.
المصدر: إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"