الانتخابات التركية.. عين على الغرب وأخرى على روسيا

الانتخابات التركية.. عين على الغرب وأخرى على روسيا

بكل عناية يراقب الغرب وروسيا ما يمكن أن تفرزه الانتخابات الرئاسية في تركيا، التي تقام اليوم وسط منافسة قوية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة -الذي تقف خلفه 6 أحزاب- كمال كلينجدار أوغلو.

مراقبة حثيثة ودعم من خلف الكواليس يكاد يكون "فاضحًا" لطرفي المنافسة، إذ كيلت الاتهامات للغرب وعلى رأسه إدارة الرئيس جو بايدن، بمحاولة دعم المعارض كمال كلينجدار أوغلو، فيما كانت اتهامات مماثلة لروسيا بالتدخل بالانتخابات لدعم أردوغان.

عين على الغرب وأخرى على روسيا، رغم أن الأشخاص في الجانب الغربي لم يتحدثوا عن تفضيلاتهم، لتجنب اتهامهم بالتدخل في السياسة الداخلية لتركيا. لكن ليس سرًّا أن القادة الأوروبيين، ناهيك عن إدارة بايدن، سيكونون سعداءَ إذا خسر أردوغان.

كما قال كارل بيلدت، رئيس الوزراء السويدي السابق ،يوم الجمعة، "نريد جميعًا تركيا أسهل، عضوًا مهمًّا إستراتيجيًّا في حلف شمال الأطلسي الذي أصبح في عهد أردوغان، شريكًا مزعجًا بشكل متزايد للاتحاد الأوروبي" بحسب ما أوردته نيويورك تايمز.

وتمثل الانتخابات التركية تحولًا مفصليًّا لروسيا، فتركيا تحت حكم أردوغان، أصبحت شريكًا تجاريًّا لا غنى عنه لروسيا، وفي بعض الأحيان صار وسيطًا دبلوماسيًّا، وهي علاقة اكتسبت أهمية أكبر بالنسبة للكرملين منذ غزو أوكرانيا.

أخبار ذات صلة
أردوغان يعلق على أنباء "تدخل روسيا" في الانتخابات التركية

طوال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة، انتهج أردوغان سياسة خارجية غير منحازة كثيرًا ما أحبطت حلفاءه الغربيين المفترضين وقدَّمت فرصة دبلوماسية مرحبًا بها لموسكو - ربما ليس أكثر من ذلك بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

من خلال رفض فرض العقوبات الغربية على موسكو، ساعد أردوغان في تقويض الجهود لعزل الكرملين وتجويعه من الأموال لضمان الحرب.

في الوقت نفسه، احتفل الاقتصاد التركي المتعثر أخيرًا بالنفط الروسي المخفَّض بشدة؛ ما ساعد أردوغان في سعيه للحصول على فترة رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات.

كما أثار أردوغان غضب حلفائه من خلال منع محاولة السويد الانضمام إلى الناتو، وأصر على أن تقوم ستوكهولم أوَّلاً بتسليم عشرات اللاجئين الأكراد في البلاد، وخاصة من حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره كلٌّ من أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية.

على نطاق أوسع، بالنسبة للاتحاد الأوروبي وواشنطن، هناك شعور قوي بأن تركيا في عهد أردوغان قد ابتعدت عن القيم والأعراف الأوروبية، مثل: سيادة القانون، وحرية الصحافة.

أخبار ذات صلة
أردوغان يتعهد بنقل السلطة سلمياً إذا خسر الانتخابات

قال كاجا كلاس، رئيس وزراء إستونيا، في مقابلة إن "الناتو والاتحاد الأوروبي ينظران إلى الانتخابات بشكل مختلف".

وقال إنه تحالف دفاعي، و "تركيا هي أحد الحلفاء الذين لديهم قدرات عسكرية كبيرة" لمساعدة الناتو في جزء رئيس من العالم. "لذلك لا أعتقد أن أي شيء يتغير فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي في هذا الصدد أيًّا كان الفائز في الانتخابات."

بالنسبة لحلف الناتو، فإن الأمل بالطبع هو أن يؤدي تغيير القيادة في تركيا إلى إنهاء المواجهة حول الموافقة على عضوية السويد في التحالف العسكري، من الناحية المثالية قبل قمة فيلنيوس، ليتوانيا، في يوليو.

في واشنطن، أدَّت علاقات أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلافاته مع الناتو إلى إثارة غضب المسؤولين - بل وقاد بعض أعضاء الكونغرس إلى اقتراح ضرورة استبعاد تركيا من حلف الناتو.

أخبار ذات صلة
"ستدفعون ثمنا باهظا".. أردوغان يطلق تحذيرا في حال هزيمته

في حين أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبدرجة أقل حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيستفيدون من انتصار المعارضة، فمن شبه المؤكد أن بوتين سيُنظر إليه على أنه الخاسر إذا تمت الإطاحة بأردوغان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com