ذوبان الجليد يكشف عن قاعدة نووية أمريكية سرية في جزيرة غرينلاند
ذوبان الجليد يكشف عن قاعدة نووية أمريكية سرية في جزيرة غرينلاندذوبان الجليد يكشف عن قاعدة نووية أمريكية سرية في جزيرة غرينلاند

ذوبان الجليد يكشف عن قاعدة نووية أمريكية سرية في جزيرة غرينلاند

كشف ذوبان الجليد في جزيرة غرينلاند بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، النقاب عن قاعدة نووية أمريكية سرية مطمورة في المساحة البيضاء الضخمة منذ الحرب الباردة.

فالجليد والثلوج بدأت تتدفق على أنقاض قاعدة اتلانتيس اركتيك المدفونة تحت طبقة جليد البحر القطبي الشمالي، مع خطر تجريف المياه القذرة وثنائي الفينيل متعدد الكلور والنفايات المشعة نحو المحيط.

وغرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم وهي بلد عضو في مملكة الدانمارك وعاصمتها نوك، تقع بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، شمال شرق كندا.

 وحسب تقرير موقع nouveau-paradigme.com العلمي، قال وليام كولجن وهو جيولوجي في جامعة كندا في نيويورك "لا أحد كان يعتقد أن القاعدة ستطفو على السطح، لكن العالم قد تغير".

وبعد نشر دراسة كولجن، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية إدراكها للمخاطر التي يلقيها التغير المناخي على هذه القضية، وقالت إنها ستواصل التعاون مع الحكومة الدنماركية والسلطات في جرينلاند لمعالجة قضايا السلامة المشتركة، موضحة أنها لم تقيم بعد نتائج التقرير الكندي.

ووفقًا لدراسة نشرت تحت إدارة هذا الجيولوجي في صحيفة "رسائل في  البحوث الجيوفيزيائية"  "كان من المتوقع أن تطفو القاعدة تدريجيًا في عام 2090، فيما كان مهندسو القاعدة يأملون في أنها ستستقر في الغلاف الجليدي إلى الأبد".

ديدان جليدية

في عام 1959، قام سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي  بحفر معسكر سينتشري على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من القاعدة الجوية الأمريكية ثول.

رسميًا، كان الهدف من المشروع بناء مختبرات للأبحاث في المنطقة القطبية الشمالية، وقد تم حفر أنفاق لاستيعاب المختبرات ومستشفى وقاعة سينما وكنيسة، وكلها تعمل بواسطة مفاعل نووي صغير.

وبعد ثلاث سنوات، عرض عسكريون أمريكيون على قيادتهم العامة مشروعًا أطلقوا عليه اسم "ديدان جليدية"، أي القيام بعين المكان بحفر شبكة من القاعات لتخزين 600 صاروخ باليستي.

وقد تم الشروع في تنفيذ الأشغال، لكن المهندسين لاحظوا أن الجليد حي ويتحرك، وأنه يهدد بهدم الأنفاق، وهكذا تم التخلي عن المشروع في عام 1967، وقد تم سحب المفاعل النووي، لكن النفايات ما تزال متراكمة في المكان.

وأمام المخاطر البيئية بدأت أصوات ترتفع اليوم من أجل القيام بعملية تنظيف واسعة النطاق، لكن الخبراء يتساءلون من سيقوم بذلك ومن سيمول العملية؟ لأن تكلفة حفر المكان وسحب النفايات، على عمق أكثر من 30 مترًا ستكون باهظة، في حين يرى الجيولوجي وليام كولجان أنه لا سبيل سوى انتظار ذوبان الجليد.

تغير المناخ نمط جديد من التوتر السياسي

وقال الباحثون في الدراسة إن  قضية معسكر سينتشري الأمريكي تشكل نمطًا جديدًا تمامًا من التوترات السياسية الناجمة عن تغير المناخ، ويمكن أن تشكل سابقة للأفضل أو للأسوأ.

من ناحيتها، أخبرت سارة أولسفيدج، وهي عضو في المعارضة الغرينلاندية، برلمان غرينلاند حول هذا الموضوع، في حين أعربت عن أسفها لاتفاقية الدفاع الدنماركي الأمريكي التي ما تزال غامضة حول مصير العديد من البنى التحتية العسكرية.

وقالت أولسفيدج إن "غرينلاند لا تملك في الواقع أي رأي تقوله، لا في العلاقات الدنماركية الأمريكية، ولا في تحديد المسؤولية ولا في تنظيف معسكر سينتشري".

وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أسفر ذوبان الجليد المتزايد في السنوات الأخيرة عن اكتشافات علمية عدة، منها العثور على مومياء تعود إلى 5 آلاف سنة، ومتحجرات تفيد العلماء في البحث في تطور الحياة على الأرض، لكنها المرة الأولى التي سيظهر فيها من تحت الجليد معلم عسكري تاريخي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com