قلم "إيبنفرين" يكشف عيوب نظام الرعاية الصحي الأمريكي
قلم "إيبنفرين" يكشف عيوب نظام الرعاية الصحي الأمريكيقلم "إيبنفرين" يكشف عيوب نظام الرعاية الصحي الأمريكي

قلم "إيبنفرين" يكشف عيوب نظام الرعاية الصحي الأمريكي

كشف ارتفاع سعر قلم إيبنفرين لأكثر من 600 دولار على مدى العقد الماضي، عيوب نظام الرعاية الصحية الأمريكي، حتى أن مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وصفت الأمر بـ"الكارثة"، وفق ما ذكرت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية.

وقلم إيبنفرين هو جهاز على شكل قلم يضخ الأدرينالين، بجرعة مناسبة بحيث يجعل القلب يعمل بشكل أسرع، والأهم من ذلك أنه يفتح الممرات الهوائية الخاصة بالجهاز التنفسي.

وقد كان سعر القلم في 2007 نحو 57 دولارا، أما اليوم فقد بلغ سعر علبة الأقلام التي تحتوي اثنين 608 دولارات.

وفي تسليط منها للضوء على قضية رفع سعر القلم، تناولت الصحيفة الأمريكية قصة طفل أمريكي من ولاية كونيتيكت الامريكية، يدعى نوح ويبلغ من العمر عامين، وهو بحاجة لقلم إيبنفرين حتى يقلل من معاناته المتمثلة بالحساسية من الربو الحاد وحساسية الفول السوداني والبيض والمكسرات.

في الوقت الذي سيبدأ فيه الطفل نوح بالحصول على الرعاية الصحية الشهر المقبل، تشعر والدته كارولين جانيس بالقلق من زيادة سعر القلم التي لا تستطيع دفع تكلفته.

وعلى الرغم من وضع جانيس وأسرتها في إطار خطة رعاية صحية ذات نسبة خصم مرتفعة مؤخرا، لكنها استنفدت بالفعل حساب التأمين الصحي المخصص لها لهذا العام بسبب زيارات الطوارئ التي استمرت على مدى عام ونصف العام.

وحسب صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية، فإن جانيس هي واحدة من آلاف الأشخاص الذين يعجزون حاليا على دفع تكاليف الدواء لإنقاذ حياتهم وحياة ذويهم، وذلك بسبب سوء نظام الرعاية الصحي الأمريكي.

وتنقل الصحيفة الأمريكية عن جانيس قولها "لقد انهرت عصبيا أنا أعلم أن كل المجتمع يعاني، لكن الأمر أصبح يفوق الاحتمال بكثير، دعونا نتحدث بصراحة حال نوح مثل آخرين، يتلخص في أن قلم إيبنفرين من أهم ملامح حياته".

في معرض الحديث عن مرض طفلها، بينت الوالدة أن ابنها "يعاني حساسية من الفول السوداني، فإذا حدث أن أكل شيئاً يحتوي على الفول السوداني أو زبدة الفول السوداني أو زيت الفول السوداني، فإنه على الفور يعاني من  صدمة الحساسية، وضيق في التنفس، ولا شيء يخلصه من هذه الآلام إلا قلم إيبنفرين".

وتابعت الأم قولها "لهذا السبب أحمل دائما قلمي إيبنفرين  في كل مكان أذهب إليه، وقد أصبح الأمر مثل الروتين، فأنا أتحقق من هاتفي ومفاتيحي وحافظتي وقلم إيبنفرين قبل أن أغادر المنزل أو العمل، حيث أن في وجوده مسألة حياة أو موت".

في حين اعتبرت جانيس أن "ما يحدث من ارتفاع للسعرهو دليل على فشل الحكومة في مرحلة تحطم الحلم الأمريكي"، لافتة إلى أن"قلم إيبنفرين هو مجرد كابوس آخر في التاريخ الطويل لنظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة التي ما تزال منخفضة القيمة".

الربح الفاحش وراء زيادة السعر

ووفقا لما ورد في الصحيفة الأمريكية، فإن الأدرينالين وهو الدواء الفعلي في قلم إيبنفرين يعد رخيص الثمن، واستنادا للعاملين في مجال الصحة العامة، فقد كان سعر الأدرينالين في العام 2014 أقل من دولار واحد  للملليمتر، في حين يحتوي القلم الواحد من إيبنفرين على حوالي ثلاثة ملليمترات من الأدرينالين.

وما زاد من تفاقم معاناة مستخدمي قلم إيبنفرين، قيام شركة ميلان الأمريكية بشراء حق الإنتاج من خلال برنامج التحصين الموسع لتحقيق أرباح كبيرة وفاحشة، فعندما حصلت الشركة على حق الإنتاج رأت الأمر وكأنه فرصة، الأمر الذي دعا المستخدمين وآباءهم إلى القلق من زيادة السعر.

في 2010، أجرت شركة ميلان تغييرًا في المبادئ التوجيهية الاتحادية، تمكنها من بيع ضعف عدد أقلام إيبنفرين مع كل جهاز استنشاق، حيث تضمن التغيير بيع قلمين إيبنفرين في كل علبة، وبالتالي، أصبحت العلبة المألوفة مكونة من قلمين.

وقال الأطباء إن "الإجراء أصبح ذا طبيعة أفضل وآمنة مع المبادئ التوجيهية الجديدة، حيث يقولون إذا لم تتمكن من الوصول إلى مستشفى في غضون 30 دقيقة من حقن القلم الأول، ربما يجب عليك حقن الآخر سريعا".

وذكرت صحيفة بيزنس إنسايدر أن هذه الشروط وغيرها من التغييرات كانت ذات فائدة مالية كبيرة لميلان، ففي ذلك الوقت كان نحو 35% من مواصفات الحاقن موحدة، ولكن ميلان قررت تعبئة العبوات بقلمين مع الحاقن.

مبادئ تسويق القلم

فالمبادئ التوجيهية لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية سمحت للمنتج أن يتم تسويقه إلى أي شخص في خطر حال التعرض للحساسية، بدلاً من أولئك الذين يعانون منه بالفعل، كان ذلك هما الحدثين الكبيرين اللذين تحققت منهما الاستفادة منذ العام 2011.

بعد ذلك بعامين، حدث زلزال آخر، حيث وقع الرئيس باراك أوباما قانوناً يهدف إلى زيادة توافر الأدرينالين في المدارس، حيث أسهم في توفير الأدرينالين بالمدارس لحالات الطوارئ.

تمرير هذا القانون كان أكثر تعقيدا مما يبدو للعيان، فقد دفعت بريش ابنة السناتور الأمريكي جو مانشين الديمقراطي من ولاية فرجينيا الغربية جنباً إلى جنب مع شركة ميلان، الكونغرس لتمرير التشريع الذي سمح للمدارس بتخزين الأجهزة المنقذة للحياة، وقدمت الشركة طلباً لرفع السعر مرة أخرى بسبب زيادة الطلب على قلم إيبنفرين.

وأفادت الصحيفة الأمريكية بأنه لأسباب مختلفة كادت المنافسة أن تكون منعدمة على الساحة في مواجهة شركة ميلان، ففي حين ظهر منتجاً منافساً في الخريف الماضي الذي كان أرخص، لكنه يستخدم نظام حقن أكثر صعوبة ولم يكن مفضلاً لدى الأطباء.

ونوهت إلى أن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش أرنست، سئل ما إذا كان أوباما يشعر بالأسف بسبب التوقيع على مشروع القانون، لكنه على الرغم من أنه رفض الحديث عن أي فكرة للندم، كان هناك حديث عن وجود علاقة بين أسرة مانشين وتمرير مشروع القانون.

وختمت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى أن السكرتير الصحفي ارنست اعترف بقلقه إزاء تزايد سعر قلم إيبنفرين قائلا "أنا لا أريد أن أنتقد قرارات التسعير المحددة للشركات، ولكن الواضح أن هذه القرارات لا تكون من تلقاء نفسها، بينما هناك شركات أدوية أخرى حصلت على الكثير من الاهتمام غير المرغوب فيه، بسبب ممارسات التسعير، وأنه يقلل بالتأكيد جهودها لبناء سمعة لنفسها كمنظمة ملتزمة بتطوير وتوفير الدواء المنقذ للحياة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com