أردوغان أشعل نيران داعش فهل يطفئها بعد أن أحرقت أصابعه؟
أردوغان أشعل نيران داعش فهل يطفئها بعد أن أحرقت أصابعه؟أردوغان أشعل نيران داعش فهل يطفئها بعد أن أحرقت أصابعه؟

أردوغان أشعل نيران داعش فهل يطفئها بعد أن أحرقت أصابعه؟

بدأت تركيا مؤخرًا تنحى منحى مغايرًا لموقفها السابق والداعم والحاضن بشكل غير مباشر لتنظيم داعش، فقامت بتوجيه عدة ضربات لمواقع تابعة له عقب التفجيرات التي نفذها التنظيم واستهدفت مناطق مختلفة في البلاد.

فقد ظلت أنقرة حتى وقت قريب تدعم بشكل غير مباشر تنظيم داعش  حيث تعتبر الدولة الوحيدة العضو في حزب الناتو التي رفضت الدخول بالتحالف الدولي لمكافحة داعش.

وحتى وقت قريب جدا كان بإمكان داعش التحرك بحرية تامة داخل وخارج تركيا، وقد كان هناك عدد كبير من الخلايا يتلقى الدعم اللوجستي داخل البلاد، وقبل عام واحد فقط كانت هناك تقارير تشير إلى اجتماع خارجي نظمته داعش تحت مراقبة الدولة التركية.

هذا يدل مرة أخرى على أنه في حين كانت الحكومة التركية تفرض حملتها الوحشية ضد المعارضين السياسيين، فقد فشلت في توخي الحذر عندما تعلق الأمر بداعش، حيث رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وجه الخصوص في  داعش وجبهة النصرة أداة مفيدة لإسقاط نظام الأسد في سوريا كذلك كقوة مقابلة للمتمردين الأكراد داخل تركيا وعبر الحدود.

ووفقا لمقال في مجلة ذي غلوباليست الأمريكية كتبه آيكان إردمير، كانت هناك تحذيرات كثيرة من أن هذه الاستراتيجية المشؤومة التي ينتهجها أردوغان من شأنها أن تؤدي إلى تحول البلاد إلى باكستان تدريجيا من حيث العنف الدائر هناك.

وقال إردمير وهو زميل بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات إن "أردوغان رأى أن بامكانه تشغيل وإيقاف العنف الجهادي بالطريقة التي يراها مناسبة"، مشيرا إلى أن "العديد من المشرعين الأتراك حاولوا تحذير الحكومة التركية قائلين إن الجهادية، كما يروا من أفغانستان وباكستان ليست أداة يمكنك تشغيلها وإيقافها عند إرادة أردوغان".

وأشار الكاتب مخاطبا أردوغان بقوله إلى أنه من السهولة "أن تشعل وتؤجج نيران الجهادية"، متابعا  "للتطرف العنيف عقل خاص به وأنت لا تعرف متى سيتوقف".

واعتبر إردمير أنه "بالرغم أن أنقرة تبدو اليوم أكثر تشككا حول داعش فإن هذا وقت متأخر جدا في هذه المرحلة، فمن المؤكد أن داعش مترسخة في تركيا، ولديها خلايا ومتشددون وقاعدة متعاطفة كما أثبتت مرارا قدرتها على ضرب أهداف في أنحاء تركيا".

واستنتج الكاتب في مقاله بأن "تركيا ستضطر إلى تعلم العيش مع داعش، حيث أنه لن يكون هناك حل سريع لهذه المشكلة، ورغم أنه تنبؤ مؤسف لكن يبدو أن داعش ستواصل ضرب الأهداف التركية وإزهاق الأرواح في المستقبل".

لكن إردمير يرى أن "أردوغان سيستغل هذه الفرصة لتشديد قوانين الإرهاب في تركيا واتخاذ اجراءات صارمة ضد ما يعتبره ارهابا، كما سيستغل الفرصة لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة ضد المعارضين، لذا، يمكن لهذا أن يكون ذريعة أخرى لأردوغان لتشديد قبضته على السياسة والمجتمع التركي وتعزيز حكم الرجل الواحد".

وفي معرض تحليله، أوضح الكاتب أن "داعش ترى تركيا  ليس هدفا فقط بل أرضا خصبة للتجنيد، الأمر الذي يظهر التخطيط الفائق والدقيق لهجمات داعش في تركيا".

 وأشار إردمير إلى تفجير داعش الأخير في مطار اتاتورك، فمن وجهة نظره أنه "بالرغم من أنه جاء في وقت صعب، لكنه يبعث على التفاؤل فقد وقع التفجير في أعقاب المنعطف الدبلوماسي للحكومة التركي  حيث التقارب مع كل من إسرائيل وروسيا".

فقد كان الشعب التركي بحاجة إلى التطبيع في العلاقات مع هاتين الدولتين، في الوقت الذي أصبحت فيه الحياة داخل تركيا تضغط كثيرا على الأعصاب وتدفع إلى مزيد من التوتر والقلق، حسب تعبير الكاتب.

وأفاد الكاتب أنه بقيام داعش بتنفيذ هجوم ضد مطار أتاتورك المؤمن من ناحية أمنية بشكل جيد، فقد تجرأت داعش على تركيا من خلال إظهار أنها باستطاعتها الوصول للأهداف الصعبة بالإضافة إلى الأهداف السهلة، علاوة على إنها قادرة على إلحاق الضرر بالاقتصاد التركي خاصة في المجال السياحي، إضافة إلى أنها تمكنت من تحقيق انتصار رمزي من خلال استهداف المطار.

إلى ذلك، فقد دعت أنقرة مرارا وتكرارا للتعاون الدولي لمواجهة الإرهاب، لكن عندما يتعلق الأمر بالجبهة الداخلية كانت الدولة التركية لينة جدا مع عناصر داعش وغيرها من التنظيمات، فهل ستبقي أنقرة على سياستها مع هذه التنظيمات أم ستعمل على استبدالها بسياسة القبضة الحديدية والتضييق والاعتقال، بسسب ما تعرضت له من نيران كانت تعتبر صديقة إلى وقت متأخر.

وهل ستبقي أنقرة أبوابها وحدودها مشرعة ومفتوحة للتنظيمات والمجموعات المعارضة والمتشددة؟، أم أن لدى تركيا رغبة جادة في وقف ومواجهة هذه التنظيمات والمجموعات؟، وستمتنع عن تمويلهم وتسهيل طرق انتقالهم وتحركاتهم كما في السابق؟.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com