زيارة شكري لتل أبيب تنقل العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مرتبة "التحالف"
زيارة شكري لتل أبيب تنقل العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مرتبة "التحالف"زيارة شكري لتل أبيب تنقل العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مرتبة "التحالف"

زيارة شكري لتل أبيب تنقل العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مرتبة "التحالف"

لشدة أهميتها بالنسبة للطرفين ، مصر وإسرائيل ، ولأن تفاصيل ما جرى فيها حتى الآن لم تنشر ، فقد آثر سياسيون ومحللون أن يختصروا الصورة  بالنسبة لزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لإسرائيل أمس ، بأنها  ترقى جزئيا إلى مرتبة زيارة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات للكنيست في القدس.

 لكن  صحفيين أكثر موضوعية مثل محرري وكالة بلومبيرغ، اكتفوا  بوصفها بأنها مرحلة جديدة ترتفع فيها العلاقات بين مصر وإسرائيل إلى مستوى " التحالف " المبني على محاور سياسية واضحة واقتصادية  وأمنية، وأيضا على كيميا بين الرجلين، الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

الصحافة الإسرائيلية اليوم ، بما يتاح لها في العادة من هوامش المعلومات والانطباعات، احتفت بالزيارة وتوسعت في إيراد تفاصيل عن البرنامج الاستثنائي الذي تضمنته الزيارة، قالت إن سامح شكري التقى  نتنياهو في القدس على فترتين، بعد الظهر ومساءً  في منزل نتنياهو بالقدس المحتلة على العشاء، حيث بحثا العديد من الموضوعات بشكل ثنائي، ولا سيما القضايا الإقليمية، والدفع باتجاه العملية السلمية والترتيبات الأمنية مع السلطة الفلسطينية ودول المنطقة، "في ظل التغيير الإيجابي الذي حصل من مصر باتجاه إسرائيل، لتحسين علاقاتها معها.

ومن بين طيف القضايا العريض، التي ناقشها شكري مع نتنياهو الوضع الخاص بدير السلطان التابع للكنيسة القبطية المصرية في القدس، وظروف سقوط الطائرة المصرية مؤخرا في البحر الأبيض المتوسط، عقب العثور يوم الخميس الماضي على بعض شظاياها قرب شواطئ مدينة نتانيا شمال إسرائيل. وموضوع الأسرى الإسرائيليين لدى حماس

 شكري كمبعوث خاص للسيسي

 صحيفة معاريف قالت إن هذه الزيارة تعطي مؤشرا جديدا على ما تشهده علاقات إسرائيل ومصر من تغيير جوهري، ولا سيما أن سامح شكري جاء مبعوثا شخصيا للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وربما تكون الزيارة تحضيرا لزيارة يقوم بها نتنياهو للقاهرة.

تسيبي ليفني نقل عنها  أن زيارة شكري لتل أبيب مهمة ومطلوبة، لأن علاقات إسرائيل مع مصر تعتبر "كنزا استراتيجيا وأمنيا"، وطالما اتضح للدول العربية المعتدلة أن إسرائيل، مستعدة لدفع أثمان للتقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، فإن ذلك سوف يسهم في تحسين وتطوير علاقات إسرائيل مع دول المنطقة.

 الخارجية المصرية كانت أعطت الزيارة توصيفا عالي الأهمية بالقول إنها "تأتي في توقيت هام، بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للجانبين الفلسطينى والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل، وعقب الزيارة التى قام بها وزير الخارجية إلى رام الله يوم 29 يونيو الماضى، وانعقاد المؤتمر الوزارى الخاص بعملية السلام فى باريس فى الثالث من يونيو، وصدور تقرير الرباعية الدولية، وسط جهود إقليمية ودولية تستهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام الدولي بعد فترة من الجمود.

 مولخي وسيط في ترتيبات الزيارة

 لكن المفاجأة في الترتيبات هي التي كشفها نتنياهو الذي  توجه بالشكر إلى المحامي إسحاق مولخو ، عبر تدوينة على حسابه على موقع "تويتر"، قائلاً: "شكرًا للمحامي إسحاق مولخو الذي أسهم كثيرا في تحقيق تلك الزيارة"،  ومولخو هو محامي صفقة الغاز التي كانت وقعتها مصر مع إسرائيل أيام حسني مبارك

 الانتقال من السلام البارد إلى التحالف

 وكالة بلومبيرغ في تغطيتها للزيارة قالت إن العلاقات المصرية الإسرائيلية و بعد أربعة عقود من السلام البارد تحولت الآن إلى تحالف جاءت ذروته في هذه الزيارة التي  بدأت أمس الأحد، وهي أول زيارة من نوعها منذ تسع سنوات، وقد وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها تظهر التغير الذي حصل في علاقات البلدين، والذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدعوة  لتعزيز مسار السلام ليس فقط بين إسرائيل والفلسطينيين وإنما مع العرب عمومًا، وتضيف أن التعاون الأمني ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة ، ويجري الآن وضع الأسس القانونية  لعقد بعدة بلايين دولار في مجال الطاقة  في إطار متغيرات جذرية أحدثتها اكتشافات الغاز في مياه شرق البحر المتوسط وتحت  لواء محاربة الارهاب، أيد ذلك وزير  الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز في حديث مع بلومبيرغ

 واستذكرت أن الرئيس المصري  في افتتاحه لمحطة  كهرباء جديدة في اسيوط ، مؤخرا، كان قد تحدث عن  فرصة مستقبلية كبيرة  بين إسرائيل والفلسطينيين  تتلوها  الآن مصر بالتكامل مع المبادرة الفرنسية، وفيها  تعديل  وتنشيط لمبادرة السلام العربية بحيث تتضمن لقاءات عربية إسرائيلية فضلا عن الفلسطينية الإسرايلية.

 كيميا شخصية

وسجلت الوكالة  وجود كيميا جديدة بين السيسي( 61 سنة) وبين نتنياهو(  66 سنة) رغم عمق البرود الذي كان قد طال علاقات البلدين طوال أربعة عقود، حيث ظلت المفاوضات تجري بتكتم، ويدفع الثمن من يريد تغيير ذلك كما حصل مع النائب توفيق عكاشه الذي طرد من البرلمان  على هذه الخلفية، ونسبت الوكالة لنائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال يائيرغولان ان التعاون المخابراتي الأمني بين البلدين بخصوص عمليات الإرهاب في سيناء هو بداية جيدة لتعاون  فيه مصلحة للطرفين.

وتنسب الوكالة لمسؤول كبير رفض استخدام اسمه، أن التعاون الإسرائيلي مع السيسي كان سابقا لوصوله الرئاسة، عندما كان وزيرًا للدفاع، حيث توسطت إسرائيل لدى الإدارة الأمريكية لإعادة المساعدات العسكرية لمصر،  والتي كانت توقفت بعد  الحملة الأمنية المصرية على الإخوان المسلمين.

وتشكل استثمارات واستخدامات الغاز مجالاً آخر استراتيجيًا للتعاون بين القاهرة وتل أبيب.

وكان نتنياهو أعلن أن  مجال الغاز الذي تم الاتفاق عليه بين إسرائيل وتركيا، يمكن أن يكون مصدرًا لتزويد مصر أيضا حيث إن إسرائيل وافقت حتى الآن على التنازل عن 1.7 مليار دولار من التعويضات التي تطلبها من مصر جراء تعطيلها اتفاق الغاز القديم بينهما .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com