صحيفة: تهديد داعش يوحّد الجهود الروسية الأمريكية لهزيمته
صحيفة: تهديد داعش يوحّد الجهود الروسية الأمريكية لهزيمتهصحيفة: تهديد داعش يوحّد الجهود الروسية الأمريكية لهزيمته

صحيفة: تهديد داعش يوحّد الجهود الروسية الأمريكية لهزيمته

أدّت الجهود الثنائية لاستعادة معاقل تنظيم داعش الأساسية وعاصمتها المعلنة "الرقة" إلى التأكيد على وجود ترابط بين إستراتيجيات الولايات المتحدة وروسيا لهزيمة المتطرفين مع وجود أكراد سوريا كحلقة وصل مشتركة، وفقًا لصحيفة النيويورك تايمز.

وتقول الصحيفة في تقرير مطوّل، إن التقدم المزدوج نحو الرقة بقيادة الجيش السوري من جهة الجنوب الغربي والقوات الديمقراطية السورية ذات الأغلبية الكردية من الشمال والغرب، يشكّل ضغطًا متزايدًا على مسلحي داعش بينما يحاولون صد الهجمات المتزامنة على معاقلهم في الفلوجة والموصل في العراق.

وتضيف أن تدخل الأكراد أيضًا يشكل فائدة حيوية لمصالح واشنطن وموسكو. فبالنسبة للولايات المتحدة، أثبتت قوات الدفاع الذاتي الكردية في شمال سوريا قدرتها على دحر الجماعة المتطرفة، خصوصًا عندما قام سلفها "مجموعات الدفاع الشعبية الكردية" بمقاتلة المتشددين في كوباني عام 2015 في معركة اعتبرها الكثيرون نقطة تحول في الحرب ضد الجماعة الإرهابية.

وينوه التقرير الذي نشرته الصحيفة، الاثنين، أنه بالنسبة لروسيا، فقد أدى تقدم قوات الدفاع الذاتي إلى طرد مقاتلي داعش من الجبهة أثناء قتالها مع الحكومة السورية، والسماح لحلفاء الكرملين في دمشق بالتقدم؛ مما أبرز دور موسكو كعضو مشارك في المعركة ضد التنظيم.

تقدم نحو الرقة

ويبيّن التقرير أنه في الوقت الذي ركزت وسائل الإعلام على المعارك بين القوات الحكومية العراقية ومسلحي تنظيم داعش في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، كان الجيش السوري وصل يوم السبت إلى محافظة الرقة للمرة الأولى منذ عامين تقريباً. فلم يكن للحكومة السورية أي وجود في الرقة منذ أغسطس 2014، عندما اجتاح تنظيم داعش قاعدة طبقا الجوية وقتل العشرات من جنود القوات الحكومية في مجزرة وثقت بالفيديو.

وعندها أصبحت الرقة أول مدينة تقع بيد التنظيم المتطرف. لكن وبدعم مكثف من الضربات الجوية الروسية، بدأت القوات السورية تقدمها نحو المحافظة يوم الأربعاء، في نفس اليوم الذي شنت قوات الدفاع الذاتي الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة هجومًا على منبج، إحدى معاقل تنظيم داعش التي تبعد 72 ميلاً إلى الشمال الغربي من الرقة وتقع على طريق الإمدادات الرئيسي الذي يربط محافظة الرقة مع الحدود التركية.

من جانبه، قال السكرتير الإعلامي للبنتاغون بيتر كوك: "لا يوجد أي تنسيق مباشر للأنشطة على أرض الواقع. أنا أعلم أنه تم طرح فكرة تغيير هذا الوضع، ولكن حتى الآن ما زال الوضع على حاله".

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصحفيين ردًا على سؤال حول هذا الموضوع يوم الإثنين: "نحن نتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة على أساس يومي، مرتين في اليوم. أخشى أن هذا كل ما يمكنني قوله".

في حين قال مسؤولون أمريكيون أكثر مرة إنهم يجرون محادثات متكررة مع الروس حول قضايا سلامة الطيران كما تم إنشاء خط هاتف يتم تجريبه بشكل يومي، للتأكد من أن البلدين يمكنهما التواصل بسرعة عند الضرورة.

تعاون واتفاق مسبق

وقالت لينا الخطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس البحثي، للصحيفة إنه كان من الصعب تصور مثل هذه الهجمات المزدوجة من دون اتفاق مسبق بين الولايات المتحدة وروسيا. ويبدو أن التعاون بين هاتين القوتين العالميتين اللتين تدعمان طرفا النزاع في الحرب قد أصبح سمة الصراع السوري في السنوات الأخيرة.

وتضيف الخطيب أيضاً: "تلعب القوات الديمقراطية السورية دورًا مكملاً لدور الجيش السوري النظامي، وهو نتاج اتفاق عسكري بين روسيا والولايات المتحدة تترجم إلى تقسيم العمل بين القوتين على الأرض".

أما كريستوفر كوزاك، المحلل السوري في معهد دراسات الحرب، فيعتقد أن هجمات القوتين تظهر أن الحكومة السورية تستخدم المكر وتستغل هجمات قوات الدفاع الذاتي لتحسين موقفها في الرقة: "إن حدوث هذه الأمور في نفس الوقت ليس مصادفة بالتأكيد، ولكنني أيضاً لن أقول إن هناك تعاون".

قوات سوريا الديمقراطية

إلى ذلك، لعب أكراد سوريا، الذين يشكلون 10% من سكان سوريا قبل الحرب، دورًا كبيرًا في الحرب الأهلية التي تدخل الآن في عامها السادس. ولقد كافحت الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة السورية لإيجاد شركاء معتدلين وفعالين في فوضى النزاع، وفي ذلك الوقت أصبحت مجموعة الدفاع الشعبية العلمانية إلى حد كبير والمتماسكة والتي تعتبر الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أفضل شريك استراتيجي لواشنطن.

أما القوات الديمقراطية السورية التي تشمل مقاتلين من مختلف الأديان يجمعهم هدف واحد، ألا وهو القضاء على داعش، فهي مكونة من جماعات كردية وعربية، ولكن أعضاء مجموعة الدفاع الشعبية يشكلون أغلبية مقاتليها.

ومن أجل دعم حلفائها على الأرض، تقدم الولايات المتحدة الدعم الجوي لقوات الدفاع الذاتي كما يساعد مئات من قوات العمليات الخاصة الأمريكية على تدريب الفريق هذا وقد عرضت روسيا أيضاً تقديم الدعم للأكراد بشكل جزئي لاكتساب القدرة على التأثير على تركيا التي تنظر الى حزب الاتحاد الديمقراطي على أنه جماعة إرهابية، وفقًا للصحيفة.

يشبه هذ الوضع نوعا ما الهجوم على الفلوجة في العراق، حيث يعمل الجيش العراقي جنبًا إلى جنب مع الميليشيات الشيعية ضد تنظيم داعش ذي الطابع السني.

ويفتقر كلا الجيشين السوري والعراقي في كلتا الحالتين إلى القدرة على الفوز بالمعركة ضد تنظيم داعش وقد قامت القوى الخارجية الداعمة لهما باستدعاء الجهات الفاعلة غير الحكومية لتقديم الدعم العسكري.

وفي هذه الأثناء، تنفي قوات الدفاع الذاتي وجود أي تنسيق بينها وبين الحكومة السورية. ولكن مثل هذه الجزئيات تمثل أحد الأسباب التي تدفع بعض الجهات السورية والسكان المحليين في المناطق ذات الأغلبية العربية الى النظر للمجموعة بعين الريبة.

وقالت بسمة كودماني، وهي عضو في جماعة معارضة سورية معروفة باسم لجنة المفاوضات العليا أن اللجنة تشعر بالحيرة فيما يتعلق بالموقف السياسي لقوات الدفاع الذاتي، قائلة: "إن المجموعة تهاجم الجيش السوري تارة وتحارب إلى جانبه تارة أخرى".

تقول كودماني "لدينا لاعب غامض هنا لا نستطيع البت فيما يتعلق باتجاهاته أو مخططاته أو أجندته النهائية. ليس لدينا أي شيء واضح عن هذه المجموعة" وأضافت "أن هذا التعتيم يخلق حالة من العداء الصريح".

وبحسب الصحيفة، فإن هذا التنسيق المزعوم بين قوات الدفاع الذاتي والجيش السوري يمثل مشكلة محتملة للولايات المتحدة، لأن قوات الحكومة السورية تصبح أكثر جرأة مع كل انتصار عسكري ضد داعش.

بدروها تشير الخطيب: "إلى أن إدارة أوباما حريصة على إظهار شكل من أشكال التقدم ضد داعش قبل نهاية ولاية الرئيس، وبطريقة ما يبدو أن التركيز على الإنجاز العسكري يخيم بظلاله على ما سيحدث في اليوم التالي".

معركة طويلة..

وأصبحت الرقة مؤخرًا هدفًا متكررًا لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، فضلاً عن هجمات القوات الجوية السورية والروسية.

ومن المتوقع أن تكون معركة الرقة طويلة وصعبة، علمًا أن القوات السورية لا تزال تبعد حوالي 75 كيلومترًا عن المدينة ذاتها. ولا يتوقع الكثيرون حدوث أي دفعة حقيقية نحو المدينة في أي وقت قريب.

وقال كوزاك إن الحكومة "تستثمر بأقل التكاليف" لوضع نفسها قرب الرقة و"إيصال رسالة الى العالم مؤكدة مشاركتها في الحملة ضد تنظيم داعش لتعزيز مصداقيتها الدولية". وفي هذه الأثناء، لم تتمكن قوات الدفاع الذاتي من تجنيد ما يكفي من المقاتلين العرب، لذا يفضل الأكراد التركيز على تحرير مناطق معينة في محافظة الرقة، وخصوصا تلك التي تحد المناطق الكردية.

وفي تطور مهم للأحداث، قال أحد سكان الرقة الذين فروا مؤخرًا من المدينة المحاصرة للصحيفة، إن المتشددين قد حفروا الخنادق وزرعوا الألغام في جميع أنحاء المدينة تحسبًا لأي هجوم. وأضاف المدني الهارب الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا على سلامته أن المتشددين مجهزون بشكل جيد لما يعتبرونه "معركة حاسمة"، سواء ضد قوات الدفاع الذاتي أو قوات الجيش.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com