أسلحة جمعتها الحكومة الأفغانية السابقة من داعش عام 2019
أسلحة جمعتها الحكومة الأفغانية السابقة من داعش عام 2019 رويترز

بعد هجوم موسكو.. معهد واشنطن ينشر تفاصيل عن نفوذ داعش وخريطة انتشاره

نشر معهد واشنطن للدراسات، أخيرًا، خريطة تحذيرية لشكل ونشاط تنظيم داعش في الوقت الراهن، موضحًا كيفية تصاعد عملياته بالتدريج، ليس في سوريا فحسب، بل في عموم المناطق التي ينتشر فيها التنظيم بالعالم.

وقال المعهد إن التنظيم تمكن من تنويع عمل أفرعه، لافتًا إلى أن "ولاية خراسان" في أفغانستان تقود العمليات الخارجية، فيما تبسط ولايات متعددة أخرى السيطرة الإقليمية في أفريقيا.

وكان تنظيم داعش-ولاية خراسان" قد بعث رسالة إلى العالم، أخيرًا، تفيد بمواصلة نشاطه على المستوى الدولي، وذلك من خلال تبني هجوم مركز "كاركوس سيتي" في موسكو، الذي أسفر عن مقتل 130 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

واستنفرت دول أوروبية بعد هجوم موسكو، عقب نشر وسائل إعلام مقربة من التنظيم صورًا دعائية تشير إلى نيته تنفيذ المزيد من الهجمات، خاصة في أوروبا.

سيارات إسعاف في موقع هجوم موسكو وسط تشديدات أمنية
سيارات إسعاف في موقع هجوم موسكو وسط تشديدات أمنيةرويترز

وأكد المعهد أن أنصار "داعش" يواصلون التخطيط لهجمات إرهابية كبرى، لاسيما في تركيا، لافتًا إلى إحباط سلطات إنفاذ القانون لمعظمها، باستثناء تفجيرات يناير/ كانون الثاني عام 2024 في كرمان بإيران.

وأشار المعهد الأمريكي إلى إعلان إدارة الإعلام المركزية لـ"داعش" عن مسؤولية التنظيم عن 1121 هجومًا منذ آذار/ مارس عام 2023، أدت إلى مقتل أو إصابة حوالي 4770 شخصًا وفق بيانات صادرة عنه.

وصدرت معظم هذه الإعلانات عن "تنظيم الدولة - ولاية غرب أفريقيا"، المتمركز بشكل أساسي في نيجيريا وجنوب شرق النيجر، تليه ولايات "داعش" في سوريا والعراق وأفريقيا الوسطى، التي تتخذ من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مقرًا لها، وكذلك موزمبيق.

تهديد عالمي

ودعا المعهد الأمريكي إلى أنه "يجب اعتبار مؤامرات داعش في ولاية خراسان، أكبر تهديد عالمي يطرحه التنظيم اليوم"، لافتًا إلى أن "ولاية خراسان" شهدت الهجمات الأكثر ضررًا في المتوسط، إذ أودى كل حادث بحياة حوالي 14 شخصًا.

وأوضح أن فرع داعش الأفغاني خطط العام الماضي لإحدى وعشرين مؤامرة أو هجومًا خارجيًا في 9 دول.

وأكد المعهد أن صدى هجومي موسكو وإيران يطرح تساؤلات عن طبيعة المسار الذي يسلكه تنظيم داعش الآن، ونقاط توزع قوته حول العالم.

واعتبر التقرير شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014 محطة فاصلة على صعيد الحياة المتعلقة بداعش، حيث أعلن الناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني عن قيام "الخلافة" وتنصيب أبو بكر البغدادي "خليفة".

وبحسب التقرير الأمريكي، فإنه قبل نحو عشرة أعوام، كسر داعش الحدود بين سوريا والعراق، وأعلن عن "ولايات" خارج أراضيه الأساسية في هذين البلدين، بما في ذلك مناطق مختلفة في أفريقيا والقوقاز وجنوب شرق آسيا.

وينشط داعش الآن في سوريا بمجموعات تنتشر في منطقة البادية السورية مترامية الأطراف، ويأخذ شكل المفارز في العراق، والمكونة من أعداد محدودة وشرسة في ذات الوقت، بحسب خبراء.

وإلى ما هو أبعد من البلدين يتواجد التنظيم في أفغانستان وباكستان وإيران تحت اسم "داعش-خرسان"، حيث يضم نحو 2200 مقاتل أساسي متمركزين في مقاطعتي كونار ونانجارهار، وفق تقديرات الأمم المتحدة لعام 2021.

تنظيم داعش
تنظيم داعشمتداولة

نفوذ واسع

وقال الباحث في معهد دراسات الأمن، مارتن إيوي، إن للتنظيم نفوذا واسعا في القارة السمراء أيضًا، لافتًا إلى أن الأعوام الماضية "لم تسلم أي من المناطق الجيوسياسية الخمس كما حددها الاتحاد الأفريقي من نشاطه".

وتابع: "شهدت 20 دولة على الأقل في أفريقيا نشاطًا مباشرًا لداعش، ويتم استخدام أكثر من 20 دولة أخرى للخدمات اللوجستية، وحشد الأموال والموارد".

ولفت إيوي إلى محاور إقليمية أصبحت ممرات لعدم الاستقرار في أفريقيا، مؤكدًا أنه "لا يزال حوض بحيرة تشاد أكبر منطقة عمليات للتنظيم، بينما الصومال هو النقطة الساخنة للقرن الأفريقي".

وكان رئيس القيادة المركزية الأمريكية قد أخبر المشرعين في مارس/آذار عام 2023 أن داعش أصبح أكثر جرأة، وأن أوروبا أو آسيا كانت أهدافًا أكثر ترجيحًا للهجمات الإرهابية التي تنطلق من أفغانستان، وذلك قبل خروج "داعش – خرسان" إلى دائرة الضوء.

وفي تقرير تقييم التهديدات لعام 2023 الصادر عن وكالات المخابرات الأمريكية، قال مكتب مدير المخابرات الوطنية إن "داعش-خراسان" من المؤكد أنه يحتفظ بنية تنفيذ عمليات في الغرب، وسيواصل جهوده للهجوم خارج أفغانستان.

وفي وقت سابق من عام 2023، حذر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تقرير له من أن تنظيم "داعش-خراسان" كان يخطط أو ينفذ "مؤامرات عملياتية" في أوروبا.

وقال المجلس إن 7 أشخاص مرتبطين بالتنظيم اعتقلوا في ألمانيا العام الماضي، بينما كانوا يخططون لهجمات إرهابية شديدة التأثير، بما في ذلك الحصول على أسلحة وأهداف محتملة.

ورغم التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في الحد من قدرات داعش العملياتية، لا تزال لدى التنظيم والجماعات التابعة له القدرة على شن هجمات تسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وعن معاناة إنسانية، وفق تقرير صادر عن أمين عام الأمم المتحدة، في فبراير/ شباط عام 2024.

أخبار ذات صلة
موسكو تهاجم أمريكا وبريطانيا: أنتم خلقتم "داعش"

موارد التنظيم

وقال التقرير الأممي إن "تنظيم داعش والجماعات المنتسبة له ظلوا يواجهون استنزافًا في القيادة ونكسات مالية، ومع ذلك احتفظوا بقدرتهم على شن هجمات إرهابية والتخطيط لتهديد خارج مناطق عملياتهم".

ولفت إلى أن موارد التنظيم المالية لا تزال تعتمد على الطرق المتاحة لكل منطقة، موضحًا أن "التنظيم في غرب أفريقيا واصل جمع الأموال محليًا من الأنشطة الإجرامية، بما فيها ابتزاز الصيادين والمزارعين وسرقة الماشية والاختطاف طلبًا للفدية"، فيما بدأ مؤخرًا في استكشاف الأنشطة الزراعية، مثل الفلفل الأحمر في البلدان المجاورة لبحيرة تشاد.

ورغم أن الدول أوردت زيادة في استخدام العملات المشفرة، إلا أن وسيلة المعاملات المالية الغالبة المستخدمة من جانب داعش والجماعات المنتسبة إليه ظلت تتمثل في حاملي الأموال النقدية والأنظمة البديلة للتحويل المالي "الحوالة"، وفق التقرير.

وأكد أن معظم الجماعات المنتسبة لداعش ظلت مستقلة ماليًا، وأن "بعض هذه الجماعات تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لجمع الأموال عن طريق العملات المشفرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com