أردوغان يلاحق نفوذ غولن في أفريقيا
أردوغان يلاحق نفوذ غولن في أفريقياأردوغان يلاحق نفوذ غولن في أفريقيا

أردوغان يلاحق نفوذ غولن في أفريقيا

 يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خلال جولته الإفريقية التي سيبدأها الأسبوع الجاري إلى تقليص نفوذ الداعية فتح الله غولن كما يرى المراقبون.

والهدف المعلن للزيارة التي سيقوم بها أردوغان إلى كل من أوغندا وكينيا هو زيادة حجم التبادل التجاري، لكن المحللين يلفتون إلى أن أحد أهم الأهداف يتمثل بالقضاء على نفوذ غولن التي ظلت شبكته منذ فترة طويلة أداة لقوة تركيا الناعمة في أفريقيا.

وقررت أنقرة رسميا هذا الأسبوع اعتبار منظمة خدمة التابعة للداعية فتح الله غولن منظمة إرهابية لتزيد بذلك الضغوط على الحركة التي تطلع أردوغان في وقت من الأوقات إليها للحصول على مساعدتها في نشر النفوذ الثقافي التركي والتجارة في الخارج.

والآن يتهم أردوغان حليفه السابق ببناء "دولة موازية" من خلال أنصاره في الشرطة والقضاء والإعلام والأعمال واستخدامها في محاولة الإطاحة به. وينفي غولن هذه الاتهامات.

وجعل الرئيس التركي من القضاء على حركة خدمة أولوية قصوى له في الداخل والخارج.

وقال مسؤول تركي رفيع قبل سفر أردوغان إلى أوغندا يوم الثلاثاء "هذه الشبكة تنظم نفسها بسرعة في الدول التي تذهب إليها باستغلال اسم تركيا وهيبتها ونتيجة لذلك تتاح لها فرص".

وقال المسؤول "من خلال هذه الرحلات سيتم توضيح أن هذه منظمة إرهابية ضارة بتركيا وأن تركيا لا تؤيدها".

ويصف أردوغان نفسه الحركة منذ مدة طويلة بأنها منظمة إرهابية لكن الوصف الرسمي الذي صدر في قرار لمجلس الوزراء يضعها على قدم المساواة مع المقاتلين الأكراد الذين يحاربون الجيش التركي ومقاتلي تنظيم داعش العاملين في البلاد.

ومنذ عشرات السنين دعمت حركة خدمة المساعي التركية لتعميق العلاقات التجارية خاصة في الانفتاح على إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية الذي أسسه أردوغان السلطة العام 2002.

غير أن الخلافات بين أردوغان وكولن بدأت تظهر حول قضايا من بينها عملية السلام مع المقاتلين الأكراد وبلغت ذروتها في ديسمبر كانون الأول العام 2013 عندما فتحت الشرطة والادعاء تحقيقا في قضايا فساد في الدائرة المصغرة من المحيطين بأردوغان.

ومنذ ذلك الحين سيطرت السلطات على شركات إعلامية موالية لكولن وعلى بنك وعملت على تطهير الشرطة والقضاء ممن يفترض أنهم أنصاره. كما نقلت السلطات معركتها إلى الخارج فمارست ضغوطا على حكومات لإغلاق مدارس حركة خدمة وطلبت تسلم غولن من الولايات المتحدة التي يعيش فيها في منفى اختياري.

معركة على النفوذ

ولهذا الصراع على النفوذ تداعيات لها أهميتها في التجارة وفي العلاقات السياسية، فقد تزايدت الصادرات التركية لأفريقيا لأكثر من سبعة أمثالها منذ تولى حزب العدالة والتنمية السلطة فارتفعت إلى 12.5 مليار دولار العام الماضي من 1.7 مليار في 2002.

ومن العوامل التي زادت من أهمية التجارة مع أفريقيا عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والضعف الاقتصادي في أوروبا، غير أن أنقرة تواجه منافسين جددا مثل الصين والهند والبرازيل في سعيها لاقتطاع مجال نفوذ لها في القارة السمراء التي هيمنت عليها القوى الاستعمارية السابقة.

وقال إكرام توفان أيتاف نائب رئيس جمعية الصحفيين والكتاب - التي تربطها صلات بكولن وسبق أن تحدثت باسم حركة خدمة في الماضي - إن المساعي السابقة لإغلاق مؤسسات الحركة كان لها رد فعل عكسي في أفريقيا ولم تلق نجاحا يذكر.

وأضاف "مسؤولو الحكومات الأفريقية يرسلون أولادهم إلى تلك المدارس، وهم من الذكاء بحيث يسمحون بالتالي لهذه المدارس بالاستمرار."

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com