هل تستغلّ إيران الأوضاع المتردية في العراق؟
هل تستغلّ إيران الأوضاع المتردية في العراق؟هل تستغلّ إيران الأوضاع المتردية في العراق؟

هل تستغلّ إيران الأوضاع المتردية في العراق؟

يسلّط تقرير لموقع "نيوزويك يورب" الضوء على السياسة الكلاسيكية التي تنتهجها إيران في العراق من خلال دعم القوى ذات التأثير،  والتي عادة ما يكون لها الأغلبية القوية في الوزارات والبرلمان والحكومة في العراق، إلى جانب تأجيج المنافسة السياسية لتبقى ممتلكة زمام الأمور هنالك.

ويشير الموقع إلى أن إيران-رغم سيطرتها على الأغلبية- تعمل على تأجيج مستوى معين من المنافسة وعدم الاستقرار في العراق، لتحول دون ظهور ما تخشاه طهران أكثر، وهو فئة قوية ومستقلة التفكير، أو أن تقود السنّة الدولة العراقية.

"فالقيادة الإيرانية تهدف للحفاظ على وجود الحرارة السياسية في العراق، في المنتصف، بين فشل الدولة التام وصدام حسين" يقول الموقع، مبيّنًا أن لنهج إيران هذا سلبيات خطيرة.

"الإيرانيون قد يعملون مع أي شخص يفيد أهدافهم الإقليمية، حتى لو كانوا العرب السنّة، ويهتمون ببناء علاقات قوية مع من يثقون من جماعات، والتي عادة ما تكون الجماعات الشيعية".

وحول سلبيات نهج إيران؛ يوضح الموقع: "حتى وإن كانت إيران هي من تحاول تأجيج المسارات الطائفية عمدًا في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن، فسياستها الخارجية حتمًا ستؤدي إلى تفاقم التوترات والضغائن الطائفية التي سوف تستغلها داعش بسهولة، اعتبارًا من أن إيران، ساعدت الحكومة في بغداد، والسنة في الارتفاع السريع للسلطة في شمال وغرب العراق".

ويرى الموقع أن "تلاعب الحكومة الإيرانية العميق بالسياسة والأمن العراقي، لا يغضب السنة فقط، بل الشيعة أيضًا، وعلى الرغم من أن الصدر وميليشياته مدينون بدعم إيران، إلا أنهم سيظلون يرغبون في التظاهر والاستقلال من توجيهات إيران؛ فالتيار الصدري غالبا ما يواجه صعوبات، بالإضافة إلى العلاقات التنافسية التي يواجهها مع الجماعات التي انفصلت عنه في العام 2005 بتوجيه من الحرس الثوري الإيراني، مثل المجلس الإسلامي الأعلى للعراق، ومنظمة بدر، وجماعة أهل الحق، وحزب الله".

ويلفت الموقع إلى أن مفاهيم الهيمنة الإيرانية والقومية العراقية، تثير استياء مختلف ألوان الأطياف العراقية، فطهران بالتأكيد لم تخلق مستويات مذهلة من الفساد الوزاري، إلا أن الدعم الصريح من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي "والد الطائفية والفساد في الأزمة الحالية"، بالإضافة إلى دعم الشخصيات السياسية المتعددة، أضاف تصوّرًا بين السكان أن اليد الإيرانية هي المتسببة في الفشل والبيروقراطية في بغداد".

وفيما يتعلق بمقتدى الصدر، يرى الموقع أن طموحات الصدر جعلته يستغل الغضب الشعبي أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا أن تطلعاته القومية قد تجاوزت السياسة الطائفية، وأصبح يرى نفسه كبطل عراقي وصانع الملوك بقدر ما هو زعيم ديني إسلامي، إلا أن الوضع الراهن في بغداد لا يعمل لصالحه، سواء كان سياسيًا أو ماليًا، فالشائعات تقول إنه تقريبًا أفلس، كما أن التظاهرات في المنطقة الخضراء مكلفة".

وحول وضع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يعتبر الموقع أن الجميع "واجه الإحباط من العبادي، لفشله في إنشاء الإصلاحات اللازمة، واتخاذ القرارات الصعبة، والتي اختيرت في 2014، وجاء فشله لعدم وجود قاعدة انتخابية قوية له".

"وفي الوقت الراهن، لا يملك العبادي أي قاعدة سياسية، للحشد من أجل تغييرات كبيرة، وباعترافه واعتراف الصدر، فموقفه ضعيف، في حين يتم الاعتماد على التشكيل الفردي، وهو ما لن يغير شيئًا في الوضع الراهن".

وبالعودة لإيران يحذر الموقع من أن الصراع داخل الشيعة خطير، وقد يحوّل الأمر إلى حرب أهلية، حتى داخل بغداد والجنوب، وهو ما سيكون بمثابة كارثة أكبر من تلك التي تفرضها داعش في العراق، منذ أن غزتها العام 2014. "لهذا تسعى طهران لإجراء بعض التوافقات السياسية المتبادلة، التي تساعد كلا الجانبين في حفظ ماء الوجه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com