لماذا يُفضل "المعتدلون" في إيران ترامب على كلينتون؟
لماذا يُفضل "المعتدلون" في إيران ترامب على كلينتون؟لماذا يُفضل "المعتدلون" في إيران ترامب على كلينتون؟

لماذا يُفضل "المعتدلون" في إيران ترامب على كلينتون؟

رأى جيريمي شابيرو العضو السابق بدائرة تخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، أن العديد من الدول في مختلف أنحاء العالم يتخوفون من وصول المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب إلى سدة الحكم.

وذكر الباحث الأمريكي أن الأوروبيين غاضبون من تهديد ترامب بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي، كما يستاء منه اليابانيون والكوريون الجنوبيون لنيته سحب القوات الأمريكية من سواحلهم، وهو يثير، كذلك، قلق الصينيين بعد تصريحاته حول فرض تعرفة 45% على الواردات الصينية، ودعمه للتسلح النووي الياباني.

وتساءل شابيرو، في مقال نشره بموقع "فوكس" الإخباري: "هل يحب أي شخص خارج الولايات المتحدة دونالد ترامب؟"، موضحاً أن الكثيرين يرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون أحد المعجبين به، فقد تبادل ترامب وبوتين الإعجاب بالصفات القيادية لكل منهما، إلا إن له القليل من الدعم الخارجي أيضًا من قبل المؤيدين للمزيج الذي يطرحه بين القومية الأمريكية وكراهية الأجانب.

وأظهرت التصريحات الأخيرة أن هناك دولة أخرى قد تصبح مؤيدة محتملة لسياسات دونالد ترامب، ألا وهي إيران.

المعتدلون في إيران يفضلون ترامب

وأشار الموقع إلى أن المتشددين في إيران، الذين يفضلون تصعيد المواجهة ضد الغرب، قد تحمسوا لمعارضة ترامب للاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته الحكومة الإيرانية مع إدارة أوباما.

ونوه بأن المتشددين الإيرانيين، يرون أن الاتفاق النووي رهيب لإيران، أكثر من الولايات المتحدة، مثلما يرى ترامب، لكن الاتفاقية تجمعهما حول عدد من الأهداف.

وأضاف الباحث الأمريكي أنه بينما يرى الإيرانيون ترامب "مجنونًا" في عدد من القضايا، إلا أنهم يفضلون التعامل معه فيما يخص الاتفاق النووي، عن التعامل مع خصم أكثر دهاء.

ولفت إلى أن هناك آخرين يفضلون فوز المرشح الرئاسي الأمريكي، عن أي شخص آخر بالرئاسة، مشيرا إلى أن من يسمون أنفسهم بـ"المعتدلين" في إيران يفضلون أيضا الرئيس ترامب على المرشحة هيلاري كلينتون.

وقال شابيرو: "خلال رحلاتي الأخيرة إلى إيران ومشاركتي في المؤتمرات الدولية في أوروبا، تحدث أحد الحضور عن بعض الأصوات "المعتدلة" بداخل إيران، بينهم مسؤولون إيرانيون، وبعض من الشخصيات السياسية البارزة، ورجال أعمال، والذين يرغبون في انخراط إيران في المجتمع الدولي مرة أخرى، والخروج من العزلة الاقتصادية التي ظلت بها خلال الأعوام الأخيرة".

وأردف يقول إنهم يرون المزايا التي يقدمها ترامب أقل وضوحًا، إلا أن المنطق الذي يطرحوه مختلف تمامًا وفي الوقت ذاته مثيرًا للاهتمام، فهم يرون أن ترامب سيتيح لإيران فرصا أفضل لاستعادة مكانتها في العالم.

"كلما ازداد عداء ترامب للدول، نظرت تلك الدول لإيران بصورة أفضل".

وقال إن الأزمة الحالية، بحسب ما يراها هؤلاء الأشخاص تمثل في أن إيران لا تزال معزولة اقتصادياً، بالرغم من إبرامها للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.

وأضاف الباحث الأمريكي أن ذلك يرجع إلى أن العقوبات المفروضة على إيران كانت كبيرة جدا، فالائتلاف الذي فرض العقوبات يتكون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وروسيا.

وأوضح أنه بالرغم من تخفيف العقوبات غير الأمريكية إلى حد كبير، إلا أن الخوف من إلغاء الاتفاقية في حال زعم أحد أطراف الائتلاف أن إيران انتهكت الاتفاق النووي، والقيود التي تفرضها استمرار العقوبات الأمريكية، والخوف من عقوبات الكونغرس في المستقبل قد تسبب في ابتعاد معظم الشركات الأوروبية والبنوك عن السوق الإيراني.

ولفت إلى أن كل ذلك تسبب في تباطؤ إعادة إيران إلى الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أنه مر بالفعل ما يقرب من 4 أشهر على بدء تنفيذ الاتفاق النووي، ولم تشعر إيران حتى الآن بأي منافع اقتصادية ملموسة.

وأردف الباحث الأمريكي، بأن المزايا التي قد يقدمها ترامب لإيران ستتمثل في إضراره بعلاقات الولايات المتحدة مع العديد من الدول، ما سيجعل باقي دول الائتلاف يقررون عدم خسارة الفرص الاقتصادية المربحة في إيران، موضحًا إنه إذا حاولت الولايات المتحدة إلغاء الاتفاق النووي مع إيران دون موافقة الحلفاء، فهذا سيترك الولايات المتحدة بمعزل عن أوروبا وروسيا والصين، ما سيسمح لإيران بتوطيد علاقتها مع تلك الدول.

وبعبارة أخرى، فإن إعجاب إيران الكبير بترامب، يرجع إلى العداوة التي يفرزها تجاه بقية دول العالم.

ترامب رجل مفاوضات

وأشار الكاتب إلى أن الكثير من الإيرانيين يرون أن نظرة الرئيس ترامب للعلاقات الدولية سوف تتمحور حول "فن الصفقة"، والتي ستنتج عن العديد من المفاوضات الجادة.

وأشار إلى أن رفض ترامب للاتفاق النووي الإيراني، يرجع إلى أنه لا يقدم مزايا اقتصادية للشركات الأمريكية على الدول الأوروبية أو روسيا، ما يثبت أن رفضه للصفقة يرجع إلى شأن اقتصادي أكثر منه فكري.

وأكد أن حل المشاكل الفكرية تطلب تسويات سياسية مستحيلة، لكن المشاكل الاقتصادية يمكن حلها بالمال والمفاوضات الذكية، منوهاً إلى أن الإيرانيين يرون أنفسهم دائماً بأنهم مفاوضون جيدون، مضيفين أن ذلك سيجعل من ترامب رئيسا يستطيعون التفاوض معه.

وأخيراً.. الإيرانيون يقدرون أن ترامب ليس مثل هيلاري كلينتون.

وتشتهر كلينتون في طهران باسم "سيدة العقوبات"، فهي المسؤولة عن التنظيم الدولي لفرض العقوبات غير المسبوقة ضد إيران، والتي تم فرضها في العام 2010، وكان لها تأثير خانق على الاقتصاد الإيراني.

وأعرب الكثير من الإيرانيين عن قلقهم من رئاسة كلينتون، ويعتقدون أنه في حال حدوث ذلك، فإن الولايات المتحدة ستدخل موجة جديدة من العقوبات الثانوية لمواجهة السلوك الإيراني في المنطقة.

وبالفعل، صرحت كلينتون حول إمكانية فرض وضع أكثر صعوبة للغاية على تنفيذ الاتفاق وعلى إيران بشكل عام.

وعلاوة على ذلك، على عكس ترامب، ينظر العديد من الإيرانيين إلى كلينتون على أنها تتقيد بإقامة الروابط مع جماعات الضغط الموالية لإسرائيل، وعداوتها الأيديولوجية على وجه الخصوص تجاه إيران ستجعلها قادرة على التعامل مع جماعات الضغط هذه بنوع من المرونة حتى وإن كان القيام بذلك يخدم مصالح الولايات المتحدة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن موقف ترامب من روسيا وبوتين يمكن أن تتفهمه بعض الأوساط السياسية الإيرانية بأنه علامة على أن ترامب سيكون أقل تماشيًا للمواقف الإيديولوجية التقليدية للولايات المتحدة تجاه إيران، ويخلق مزيدًا من المرونة بشأن عقد الصفقات الإقليمية.

أمريكا بحاجة إلى أصدقاء

ورغم أن الإيرانيين ليس لهم حق التصويت في الانتخابات الأمريكية، وهو شيء من المحتمل أن يكون جيدًا لجميع المعنيين، إلا أن ما يهم الأمريكيين هو ماذا سيفكر العالم في خياراتهم.

ولكي نكون منصفين، ترامب يشير إلى وجود بعض المشاكل الحقيقية مع حلفاء الولايات المتحدة، والتي من الممكن أن تستخدم في إعادة التفكير والتوازن، ولكن إذا عزّل الرئيس الأمريكي الجديد كل حليف للولايات المتحدة في العالم، فقد يتسبب ذلك في إرضاء إيران وفلاديمير بوتين، ولكنه لن يجعل أمريكا أقوى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com