ًتقرير: التحالف السعودي التركي لن يدوم طويلا
ًتقرير: التحالف السعودي التركي لن يدوم طويلاًتقرير: التحالف السعودي التركي لن يدوم طويلا

ًتقرير: التحالف السعودي التركي لن يدوم طويلا

يفتقد التقارب التركي السعودي إلى البعد الاستراتيجي، حيث يخفي خلافات عميقة بين البلدين، رغم لقاءات دبلوماسية وبروتكولية لا تتعدّى التفاوض على ملفات قصيرة المدى، حسب تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ووصف التقرير الزيارات الأخيرة المتبادلة بين البلدين، والتي كان آخرها خلال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي بـ"المصلحية البحتة، من الجانب التركي دون توافق عميق بين البلدين".

ويؤكد خبراء سياسيون أن الفجوة في سياسات كل من البلدين "تشكل حاجزاً يمنع أي تعاون طويل الأمد بينهما" بحسب التقرير.

وفي السنوات الأخيرة بدأ التوتر بين البلدين بالظهور عندما اختلفت مواقف أنقرة والرياض تجاه جماعة الإخوان المسلمين، حيث صنّفت السعودية الجماعة كتنظيم إرهابي، في حين بقيت أنقرة الداعم الأول لها.

وتحدثت وسائل الإعلام التركية عن جذور الخلاف بين البلدين، حيث نبّهت "للتعارض الحاصل بين مشهد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لأنقرة، وجده المؤسس الذي أعدم علناً في إسطنبول لترؤسه تمردًا على الإمبراطورية العثمانية آنذاك".

 وحتى بعد أن اعتلى مصطفى كامل أتاتورك السلطة في تركيا في عام 1920، بدأت الجمهورية العلمانية الجديدة بتجاهل السعودية تمامًا وفضّلت توجيه أنظارها نحو أوروبا بدلاً من الشرق الأوسط.

وبحسب التقرير، قال السفير التركي السابق، يالم إيرلاب، الذي عمل لدى حلف الناتو، إن "العلاقات التركية السعودية لن تدوم طويلاً، والزيارات ما هي إلا حركات عملية تهدف لحل بعض القضايا العالقة قصيرة الأمد".

ولم تبد تركيا حتى اللحظة أي التزامات واضحة تجاه التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بقيادة السعودية، رغم إعلانها الانضمام له، فيما اقتصر دورها في مناورات رعد الشمال على المراقبة.

في ذات السياق علّق إيرلاب "تركيا عضو في حلف الناتو، وبذلك لا يمكنها الانضمام إلى أي تجمع عسكري كما تشاء، وإلا ستخرق بذلك البند الخامس لنظام الناتو"، مضيفاً "يبدو أن انضمام تركيا لهذا للتحالف الإسلامي معنوي لا أكثر، ولا أظن أنه يحمل أي أهمية عسكرية تذكر".

وينص البند الخامس من نظام حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الدفاع الجماعي، في حال تعرّض أي عضو من الحلف لهجوم.

من جهة أخرى، قال المحلل السياسي والكاتب محمد زاهد غول "إن حوالي 14 اتفاقية ستُعقد حول خط الأنابيب بين الرياض وأنقرة واستثمارات عسكرية ستؤدي إلى تقوية العلاقات بين البلدين حتى مع الاختلافات الفكرية التي لا بد منها، لكن الظروف الجغرافية السياسية المحيطة كفيلة بمحو تلك الاختلافات".

وأشار إلى أن "العديد من تلك الاتفاقيات المُزمع عقدها تخص استثمار السعوديين في القوات العسكرية والأسلحة التركية لإعادة سير عجلة تصنيع الأسلحة التركية من جديد، وهذا لا يخرق أياً من التزامات تركيا مع حلف الناتو" بينما  تم تشكيل مجلس استراتيجي مؤخرًا يتألف من مسؤولين وزاريين من كلا البلدين بهدف عقد لقاءات دورية في مختلف القضايا لتيسير التعاون مستقبلاً.

ويتقاسم البلدان الشعور بـ"الخذلان من قبل الحليف الأمريكي على مختلف الصعد، فالسعودية تشعر بتهديد أن يتم تجاهلها في ظل نمو النفوذ الإيراني في المنطقة، بينما لا ينوي الأتراك الاعتماد على الحليف الأمريكي فيما يتعلّق بالشأن السوري، خاصة مع دعم واشنطن للفصائل الكردية هناك والتي تخشى تركيا أن تزيد من حدة الأزمة مع الأقلية الكردية لديها".

ويقول التقرير إن تركيا "لا تختلف كثيراً عن مثيلاتها من الدول في الغرب وغيرها في رغبتها في عقد علاقات طيبة مع بلد ثري بالموارد كالسعودية آملة بذلك ضمان وجود مصدر للاستثمارات ورأس المال".

‎ وفي يناير الماضي بدا أن تركيا قد لا تكون جاهزة بعد لتحالف كامل مع السعودية، عندما تحفّظت أنقرة في موقفها من توتّر علاقة الرياض وإيران في أعقاب إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.

واكتفى أردوغان بتوجيه كلمات لإيران لإظهار دعمه للسعودية، لكن تركيا -عكس الحلفاء الآخرين في الخليج وغيرهم- لم تستجب لضغوط الرياض ورفضت سحب سفيرها من طهران وحافظت على علاقات طبيعية مع إيران.

ويقول إيرلاب "إن سياسات تركيا تجاه دول العالم أصبحت معقدة بشكل يسيء لصورة البلاد في الفترة الأخيرة، حيث تمثل مصر إحدى الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها تركيا في سياساتها الخارجية" ويضيف "صورة تركيا تهتز لدى كثير من الدول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com