لافروف يثير استياء نظيره الألماني بقضية "البنت المغتصبة"
لافروف يثير استياء نظيره الألماني بقضية "البنت المغتصبة"لافروف يثير استياء نظيره الألماني بقضية "البنت المغتصبة"

لافروف يثير استياء نظيره الألماني بقضية "البنت المغتصبة"

أثار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، استياء نظيره الألماني عندما ذكر قضية بنت ألمانية روسية، قالت إنها تعرضت للاغتصاب من جانب مهاجرين في برلين، في وقت سابق من العام الجاري.

وبعد أن نشرت وسائل إعلام روسية رواية البنت في يناير كانون الثاني، اتهم لافروف ألمانيا بمحاولة إخفاء المشاكل، غير أن مكتب المدعي العام في برلين قال إن الفحص الطبي توصل إلى أنها لم تتعرض للاغتصاب.

ولهذا السبب استاء وزير الخارجية الألماني فرانك فولتر شتاينماير عندما أثار لافروف هذه المسألة مرة أخرى، خلال اجتماع استغرق ساعة، في موسكو يوم 23 مارس آذار. وقال للصحفيين بعد ذلك "لا يسعني سوى أن آمل ألاّ تتكرر هذه الحوادث والصعوبات كما حدث في تلك القضية."

وتظهر قضية الاغتصاب الارتياب المتبادل الذي يقول مسؤولون من البلدين، إنه يصل إلى أعلى مستويات الحكم. وتكمن في قلب هذه التوترات رؤى متعارضة لأوروبا والشرق الأوسط أدت إلى اشتباكات على موائد التفاوض الدبلوماسي وفي عالم الإنترنت ووسائل الإعلام.

ويتهم مسؤولون أمنيون ألمان وأوروبيون وسائل الإعلام الروسية، بشن ما يصفونه بحرب معلومات على ألمانيا. ويقول مسؤولون إن روسيا تأمل من خلال ليّ الحقائق في تقارير عن أزمة المهاجرين في ألمانيا أن تذكي الغضب العام وتضعف ثقة الناخبين في المستشارة أنجيلا ميركل، وتغذي الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حتى يسقط العقوبات المفروضة على موسكو.

وينفي مسؤولون روس أن بلادهم تشن حملة على ألمانيا. وقال مسؤول روسي إن "هذه الاتهامات منكرة" وإن موسكو ضحية "حرب إعلام عشوائية" تشنها ألمانيا.

وفي فبراير شباط، نفى ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكرملين استغل قضية الاغتصاب من أجل إثارة التوترات بشأن الهجرة في ألمانيا.

وقال بيسكوف: "لا يمكن أن نوافق على هذه الاتهامات، على العكس كنا حريصين على أن يكون موقفنا مفهوما وكنا نتحدث عن مواطنة في الاتحاد الروسي.. ومن الخطأ البحث عن أهداف خفية."

لكن مسؤولين في برلين يقولون إن هدف روسيا هو طمس الحدود بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي وهز الثقة في ميركل.

وقال هانز بيتر هنريكسن المسؤول بوزارة الخارجية في اجتماع عقد مؤخرا حول دور روسيا في أوروبا بالمجلس الألماني للعلاقات الخارجية "الفكرة اليوم هي التشويه الإعلامي وهو ما يعني ألا تصدق شيئا."

ويقول المسؤولون الألمان والأوروبيون، إن هدف روسيا مزدوج ويتمثل في المبالغة في مشاكل أزمة الهجرة ودفع ألمانيا، لتخفيف دعمها للعقوبات المفروضة على روسيا، بسبب تدخل موسكو في أوكرانيا.

ورغم أن حكومات الاتحاد الأوروبي، جدّدت الشهر الماضي قرارات تجميد أصول وحظر سفر على مسؤولين روس وشركات روسية، فالاتفاق أقل على ما إذا كان يجب تمديد عقوبات أبعد أثرًا على قطاعات المصارف والدفاع والطاقة في روسيا، اعتبارًا من يوليو تموز المقبل.

ويتفق الطرفان على شيء واحد وهو أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى منذ الأيام الأولى للحرب الباردة.

وفي 23 مارس آذار، توصل البلدان إلى اتفاق "للتعاون الأكاديمي"ـ ويواصل الجانبان التأكيد على العلاقات الثقافية بينهما.

لكن إصلاح العلاقات السياسية قد يكون أصعب. ويبدو أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم بزعامة ميركل، يتزايد استعداده لقبول حل وسط مع موسكو.

وقال زيجمار جابرييل عضو الحزب ووزير الاقتصاد الألماني، في الآونة الأخيرة إن على الاتحاد الأوروبي أن يرفع العقوبات المفروضة على روسيا بحلول فصل الصيف.

غير أن ميركل رفضت تخفيف العقوبات، وأصرّت أن على روسيا أوّلًا الالتزام باتفاق لتنفيذ وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة، وتبادل الأسرى، وإجراء انتخابات محلية تحظى بمراقبة دولية في شرق أوكرانيا.

ويقول مسؤولون ألمان إن ميركل تتحدث مع بوتين أكثر مما تتحدث مع أي زعيم غربي.

لكن كلا من الحكومتين مازال يكافح لفهم الآخر.

وقال مسؤول ألماني كبير: "الكرملين أشبه بصندوق أسود، ونحن لدينا فكرة تقريبية عمن في الصندوق لكن ليس لدينا أية فكرة عما يفكّرون فيه وعما يقلقهم وعما يفكرون فيه لخمس أو عشر سنوات قادمة."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com